رائحتي الكريهة أشبه برائحة البحر عند التعرق!

0 467

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

فمشكلتي تكمن في رائحتي الكريهة الأشبه برائحة البحر، فعندما أغتسل بعدها بخمس دقائق أشم من جسمي رائحة أشبه برائحة البحر، حتى في الشتاء رائحة جسمي تتغير، كأن رائحة الشتاء تلتصق بجسمي، وبمجرد أن أخرج إلى الشمس تكون رائحة جسمي كرائحة البحر، فما العمل؟

مع العلم أني لا آكل البصل والثوم إطلاقا، وأغتسل مرتين يوميا.

ذات مرة عندما ذهبت إلى الجامعة كنت قبل وصولي إلى الجامعة بنصف ساعة كنت مغتسلا، فجأة سمعت شخصا يتكلم مع شخص آخر يقول: إن رائحتي كريهة أو معدومة فانهرت من البكاء لاسيما أني مغتسل منذ نصف ساعة فقط، ما الحل؟

وفي مرة من المرات سافرت إلى دولة أوروبية وكانت باردة بشدة، فكان رائحة الشتاء تلتصق بجسدي، أنا أشمها وابن عمتي قال لي نفس الكلام -لديك رائحة غريبة-، وبطني تعرق فأشم بطني كأني أشم إبطي، رائحة بطني كرائحة إبطي، فأنا أضع مزيلا للعرق فعال لإبطي، ولكن ما العمل مع كل جسمي فأنا لا أعرق كثيرا، ولكن فقط بمجرد أن أطلع إلى الشارع الرائحة تفوح، بمجرد تعرض للشمس أو الشتاء البارد تفوح، ولكن عندما أكون في جو معتدل لا تصدر مني رائحة، فما العلاج؟

أرجوكم أريد البكاء، وشكرا!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم: نوع Eccrine glands، ويوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريبا، وينتج أو تفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها.

والنوع الثاني: Apocrine glands، ويوجد في أماكن محددة، مثل الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية، والثديين، وينتج أو يفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد له وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق (وبالأخص في منطقة الإبطين) بواسطة البكتيريا الموجودة فى الجلد، وإنتاج المواد (الامونيا والأحماض الدهنية) ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنجة؛ ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد، وبالأخص تحت الإبطين جافا، بالإضافة إلى تقليل البكتريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:
• الاستحمام المتكرر، وغسيل الإبطين بعد العرق باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.
• تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.
• تغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.
• تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة من الثوم والكاري.
• يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار؛ لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة.
• استخدام مضادات التعرق (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق قراءة هل هي مزيلة للعرق أو معطرة فقط أم هناك مركبات مضادة للعرق للتقليل من إفرازه، وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس.

وتوجد بعض العلاجات الأخرى مثل حقن البوتوكس، وإزالة الشعر بالليزر، أو بعض العمليات الجراحية لإزالة الغدد العرقية في منطقة الإبطين، وأيضا يوجد بعض أنواع العلاجات التي يتم تناولها من خلال الفم لتقليل التعرق، ولكن لهذه العلاجات العديد من المحاذير، بالإضافة إلى الآثار الجانبية، والتي يجب مناقشتها بشكل وافي مع الطبيب المعالج قبل الإقدام على استخدامها.

أنصح أيضا بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية؛ لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها.

أما إذا كانت المشكلة ليس لها علاقة مباشرة بالتعرق، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها الأسماك البحرية، ويجب للتأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة لقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض الذي يسبب الرائحة الكريهة،
وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيبك وطبيب التغذية بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقا، مثل الأسماك البحرية (يمكن تناول أسماك المياه العذبة) وينصحوا أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا... ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل بتغيير أنواع البكتيريا الموجود في الأمعاء بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد.

في بعض الأحوال إذا لم يلحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقة عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.

وفقكم الله وحفظكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات