محتارة في التخصص: علمي أم أدبي؟

0 656

السؤال

أنا طالبة -والحمد لله-، انتهيت من المرحلة الإعدادية، ولكن ليس بامتياز، وأحمد الله فأنا أفضل من جميع صديقاتي، عدا واحدة، مع العلم أن صديقاتي من المتفوقات، المهم أني حزينة؛ فأنا كنت أسهر الليالي ولا أنام، ومع ذلك لم أتفوق -والحمد لله-.
الآن أنا أشعر بالفشل والإحباط، ولا أعلم هل أدخل التخصص العلمي أم الأدبي!؟ فأنا أكره الدراسات، ولكن أشعر أني إذا دخلت في التخصص العلمي فإني سأفشل، علما أن أمي تريدني أن أدخله، ثم إنى كنت أريد أن أصبح طبيبة، وخفت أن لا أستطيع أن أصبح طبيبة، ثم التزمت -والحمد لله-، ففكرت في أصول الدين، ولكن أمي لا تريد مني ذلك، ثم إني لا أريد أن أعمل؛ لأني لا أحب الاختلاط إلا إن اضطررت لذلك.
فأي الوظائف ستكون أقل اختلاطا؟ مع العلم أني لا أريد العمل؛ لأن به اختلاطا، ويفقد الحياء، فأنا خجولة، ولا أستطيع التحدث مع الرجال، مع العلم أني لم أكن متفوقة في دراستي، إلى أن من الله علي بالصحبة الخيرة، وهم سيدخلون القسم العلمي، ولكني أخاف إن دخلته أن أفشل، وإن دخلت القسم الأدبي أن لا ترضى أمي، وأن لا أستطيع التفوق، فأصدقائي يعينوني على المذاكرة، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاجر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الصراع الذي تعيشينه قد يمر به كثير من الطلاب في هذه المرحلة؛ لأنها من المراحل التي يرسم فيها الطالب مستقبله، ويريد أن يحقق فيها رغبته ورغبة والديه، وعملية التوفيق بين هذا وذاك ينتج عنها صراع داخلي قد يعكر مزاج الفرد.

موضوع اختيار الطالب لتخصص معين يعتمد أساسا على القدرات العقلية، والميول الدراسية والمهنية، وليست رغبة الوالدين؛ فهذا شيء مكمل، وفيه نوع من التشجيع لا بأس به، فكل والد يطمح أن تكون ابنته أو ابنه في أفضل الكليات، وكذلك الطالب يتمنى أن يدرس أفضل التخصصات، ومنهم من يختار ذلك للمكانة الاجتماعية لمهنة المستقبل، ومنهم من يختار التخصص؛ لأن هذه المهنة عائدها المادي أفضل، وهكذا تختلف المعايير من شخص لآخر، ومن أسرة لأخرى.

أما المعيار الذي يسعد الطالب في دراسته وفي حياته المهنية؛ فهو أن يختار الدراسة التى تتوافق مع قدراته العقلية؛ حتى لا يكون عرضة للإحباطات بسسب فشله المتكرر، وأيضا التخصص الذي يتوافق مع ميوله المهنية، فكم من شخص شقي بسبب مهنته؛ لأنها لا تتفق مع ميوله، ولم تكن مناسبة له؛ لأنه لم يجد فيها المتعة، ولم تشبع له حاجاته الشخصية والاجتماعية.

كل التخصصات وكل المهن مكملة لبعضها البعض، ونحتاج إليها لتدور عجلة الحياة، والمهم هو أن ينجح الإنسان ويتفوق في أي مجال من مجالات الحياة، ويؤدي دوره كما ينبغي، وكل ميسر لما خلق له، وهنا تكمن حكمة الخالق عز وجل أن جعل الميول والقدرات مختلفة، وتتفاوت في بعضها البعض، فنقول: لك رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، فأنت تعلمين قدراتك العقلية، وتعلمين ميولك الدراسية والمهنية، فاختاري المساق الذي يناسبك بعد استشارة معلماتك، واستخارة الله تعالى؛ فهو أعلم بمستقبلك، وما هو خير لك، ثم حاولي إقناع والدتك بما تختارينه، واطلبي منها أن تدعو لك بالتوفيق.
أرشدك الله لما فيه خير لك,

مواد ذات صلة

الاستشارات