السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
أنا شاب في الـ17 من عمري، أمارس العادة البذيئة التي سببت لي ضررا نفسيا أكثر منه عضويا، علما أن شهوتي غريبة؛ فإن أقدام النساء تثيرها، وأمارس العادة على هذا القبيل من الفيديوهات، وفي الشارع أنظر إلى أقدامهن، وأحيانا أحاول غض بصري، وأحيانا لا أستطيع، فـأرجو أن تفيدوني هل شهوتي طبيعية أم لا؟ وهل بإمكاني الإقلاع عن هذه العادة البذيئة؟
أنا أعلم أن الإقلاع عنها يتمثل في الإرادة القوية النابعة من داخلي، ولكني لا أستطيع؛ فقد حاولت عدة مرات.
دائما أجدد التوبة إلى الله، ولكن توبتي لا تكون صادقة؛ لأني أعود مرة أخرى إلى معصيتي، وأشعر بخوف كبير من الله عز وجل؛ لأن سني يزداد، وضيعت من عمري أوقات في المعصية، ولم أتب حتى الآن؛ لذلك ينتابني الذعر، ومن هنا تبدأ توبتي، ولكن سرعان ما أنسى كل هذا، ويغلبني شيطاني الرجيم، وأعود إلى معصيتي، والآن أنا مجدد توبتي، وبعيد عن هذه المعصية، فكيف أستمر ولا أعود مرة أخرى؟
أنا الآن سأدخل في الصف الثالث الثانوي، وأرغب في دخول كلية جيدة حتى أشرف أهلي، وأتفوق في حياتي، وأود أن أحصل على درجات عالية تشرفني وتشرف أهلي الذين يبذلون ما في وسعهم ليروا البذرة التي وضعوها تكبر، وهذا ما يحزنني؛ فكيف أشرفهم وأنا تركيزي وفكري مشتت بسبب هذه العادة البذيئة التي لا أستطيع بسببها التركيز في دراستي؟!
أرجو من سيادتكم إفادتي وتوجيهي، كيف أزيد من تركيزي، وأقوي من إرادتي في ترك هذه المعصية؟ وأرجو أن تدعوا لي بالهداية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولا: قطعا أنت مدرك تماما للأضرار الجسيمة التي تؤدي إليها العادة السرية، والعادة السرية هي ليست سرية الآن؛ لأن كل الناس الآن يتكلمون عنها كثيرا، وبالواضح وبالمكشوف.
ثانيا: هذه العادة تعتمد كثيرا على الخيال الجنسي، وأنت بكل أسف لديك خيال جنسي منحرف، وهو التعلق بأقدام النساء، هذا الانحراف السلوكي الفكري اكتسبته -من وجهة نظري- نسبة لهشاشتك النفسية وأنت في عمر صغير أسرفت في هذه الممارسة القبيحة، ويظهر أنه تسلط عليك وجدانك، مما جعلك تقدس وتتعلق بأقدام النساء، وهذا يسمى بالتوثين، وهو من الوثن -أي الصنم-، وكما تعرف نحن أمة حطمت الأوثان، وأمة العقيدة الصحيحة والسليمة، وأمة التوحيد، والتعبير عن التعلق ببعض أعضاء المرأة أنا أعتقد أنه يدل فعلا على أنه يوجد توثين، وهو أمر قبيح جدا.
تذكر - أيها الفاضل الكريم - أن المرأة هي أختك، والمرأة هي أمك، والمرأة هي خالتك وعمتك، ولابد أن تتفهم الصعوبات التي أنت فيها الآن، بمعنى أنك يجب ألا تتهاون مع نفسك؛ لأن العلاقات التوثينية يمكن أن تتطور إلى انحرافات جنسية ماحقة، تضر بك في مستقبلك، فيجب أن تفضح نفسك لنفسك، وترفض هذا الأمر تماما.
الإنسان يجب ألا يقبل فكره حين يكون فكرا شاذا وقبيحا، وهنالك تحكم ذاتي داخلي؛ فإذا تجنب الإنسان النكران والتبرير سوف يساعد نفسه على التخلص من هذا الفكر، ويجب أن تقيس الأمور بقياس الحلال والحرام، والخطأ والصواب، والحق والباطل، والقبيح والجميل، فإذا قستها بهذا المقاس؛ أعتقد أنك سوف تغير تماما من قناعاتك.
نصيحتي الأخرى والمهمة لك جدا هي: ألا تقرأ كثيرا في الموقع الجنسية؛ لأن ذلك يؤدي إلى ما نسميه بالطفرة الجنوسية الخاطئة، وهي أمر قبيح جدا.
عليك -أيها الفاضل الكريم- أن توطد توبتك بالمزيد من الندم، وأن تعرف أن لديك نفسا أمارة بالسوء، ونفسا لوامة، ونفسا مطمئنة، فالثلاث متواجدة في داخلك، فأنت الآن تركت النفس الأمارة بالسوء تمرح وتسرح، وهذا هو الذي أوقعك في المشكلة، فسخر نفسك اللوامة حتى تنتقل إلى النفس الطيبة المطمئنة.
عليك بالصحبة الطيبة، وعليك أيضا ببر الوالدين؛ فبر الوالدين اتضح أنه ينقي النفوس ويطهرها من شوائبها، وعليك بالدعاء، وعليك بالتركيز في دراستك، ويجب أن تعاهد الله تعالى أولا وتعاهد نفسك أن تكون من الفالحين الناجحين، الأتقياء الأنقياء.
الأمر كله يتعلق بتغيير فكري؛ لأن التغيير الفكري يؤدي إلى تغيير المشاعر، وتغيير المشاعر يؤدي إلى تغيير السلوك، هذه الحلقة الثلاثية هي التي يجب أن تعتمد عليها في تحركك.
عليك أن تضع جدولا زمنيا يوميا تدير من خلاله وقتك؛ فإدارة الوقت بصورة صحيحة سوف تبعدك عن الفراغات الزمنية، وكذلك الفراغات الفكرية، والتي بكل أسف لو تركت على ما هي عليه فإنها تملأ بقبيح الأمور وفواحشها، لكن الإنسان إذا كان جادا، ويدير وقته بصورة صحيحة من أجل أن يكون نافعا لنفسه ولغيره، فإنه قطعا سيبدأ يتغلب على كل ما هو سيئ.
أيها الفاضل الكريم، هذه هي المبادئ الرئيسية التي عليك أن تلتزم بها، وأمر الحل من عندك، فسخر نفسك اللوامة لتقوي توبتك، وأسأل الله تعالى أن يثبتك.
وانظر أضرار العادة السيئة: (3858 – 24284 – 24312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.