السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من كثرة النوم، كما أن نومي يبدأ من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد الظهر، وللأسف تعودت على ذلك، وفي الغالب تضيع مني صلاة الظهر، فما الحل؟ حيث إنني إذا ما جئت أحاول النوم مبكرا، فإنني لا أستطيع النوم، وفي الغالب أشعر بالقلق والتوتر، مما يدفعني للأرق.
كما أنني أحس بكثير من أحلام اليقظة والخواطر، والتفكير الزائد، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل مع هذا الموقع مجددا، حيث لاحظت كثرة الأسئلة التي ترسلها للموقع، وربما ترسل أسئلة أخرى لمواقع أخرى.
وما أريد أن أشير إليه، هو أن هناك فرقا بين العرض وبين المرض، فارتفاع الحرارة عرض، بينما قد يكون المرض الذي وراءها التهابا أو مرضا آخر، وعلينا علاج المرض، وليس فقط مجرد العرض.
فهل مشكلات النوم، أو كثرة النوم -كما ورد في سؤالك- عرض أو مرض؟
لا شك أنه عرض لشيء آخر!
النوم عادة هو: نتيجة طبيعية لنمط الحياة، فالشخص الذي يشعر بالحماس لأمر ما ويتطلع إليه، فإن هذا الأمر سيذهب عنه النوم، ونراه يستيقظ مبكرا لمباشرة هذا العمل الذي يتطلع إليه، بل يصبح من أكره الأمور لنفسه انتهاء نهاره واضطراره للخلود للنوم، بينما الذي لا يشعر بالحماس والشوق لأمر ما فقد لا يشعر بالرغبة في الاستيقاظ، ونراه يقضي الساعات الطوال في النوم.
ولذلك أقول: إن أهم أمر في علاج حالتك من النوم الزائد هو: أن تسأل نفسك ما هو الأمر الذي تتطلع إليه وتتشوق له بعد الفجر، بحيث تمتنع عن النوم في الصباح ويجعلك تنهض في الصباح بهمة ونشاط؟
حاول أن تعيد ترتيب برنامجك اليومي، بحيث تترك هناك وقتا لنفسك: للرياضة، والهوايات، ووقتا للعمل والدراسة، ووقتا للأسرة.. وبحيث تشعر في نهاية النهار بالشوق للنوم والخلود للراحة، ولكن وبنفس الوقت تشعر بالهمة والنشاط في الصباح للاستيقاظ والذهاب إلى الدراسة والتحصيل أو العمل، حسب وضعك الخاص.
هل عندك عمل، أو دراسة، أو نشاط تقوم به في هذا الوقت صبحا؛ بحيث يمنعك من العودة للسير؟
هل عندك صداقات جميلة تستمتع بالعلاقة معهم، مما يجعلك تتشوق للاستيقاظ والتواصل معهم؟
فإذا -وكما تلاحظ معي- الموضوع ليس لماذا أنام الساعات الطويلة؟ وإنما ما هي الأمور التي يمكن أن تشجعني على الاستيقاظ في الصباح؟ وما الذي سيشوقني للخروج من البيت ولقاء الناس؟
أعد النظر في ترتيب أولوياتك، وما تريد تحقيقه في حياتك، وعندها يصلح أمر نومك، وهو العرض وليس المشكلة، وإنما هذا نتيجة لها.
وفقك الله ويسر لك أهداف النجاح، وجعلك من المتفوقين.