المخاوف من الأمراض القلبية وأعراضها غيرت حياتي للأسوأ!

0 450

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 19 سنة، منذ مدة وأنا أشعر بأعراض جعلتني أخاف من أشياء كثيرة، أكثرها الأمراض القلبية والرئوية، والموت -لا سمح الله- وقد غيرت هذه الأعراض حياتي للأسوأ، وجعلتني لا أضحك كثيرا، ولا أستمتع بالأشياء التي كنت أستمتع بها، وهي كالتالي:

أولا: الأعراض الجسدية:
- ضيق في الصدر، مع صعوبة في التنفس، والإحساس بأن الهواء لا يدخل الرئة، وأن هناك شيئا ضاغطا على صدري.
- آلام في الجهة اليسرى للصدر، أغلبها في عضلات الإبط الأيسر -أكرمكم الله-، مع آلام في الظهر، وشعور بانقباضات فيها، والشعور بالآلام إذا لمستها أيضا.
- غازات كثيرة تخرج على هيئة تجشؤ، وأشعر بأنها تملأ الصدر.
- الشعور بالإجهاد عند الحركة أحيانا، وأحيانا لا، مع العلم أنني لست بالسمين، فوزني 70 كجم تقريبا.
- الشعور بالضعف العام، وعدم الرغبة في الحركة، وتأدية أي شيء.
- الشعور بعدم الاتزان الخفيف، وأني سوف أقع أو يغشى علي، مع الضعف في الجانب الأيسر من أطرافي مع الجانب الأيسر من الصدر.
- النبض السريع أحيانا للقلب، مع قوة دقاته عند المجهود البسيط، مع الشعور بالنبض أثناء جلوسي بشكل طبيعي، والنبض يكون طبيعيا دون تحسسه.
- أشعر أحيانا بالغثيان والحموضة.

هذه الأعراض الجسدية، أما النفسية فهي:
- الخوف والتوتر والقلق من الأمراض، خصوصا أمراض القلب، والنوبات القلبية، وأمراض الصدر.
- الخوف الشديد من الموت.
- أصبحت أتحسس نبض قلبي كثيرا.
- التشاؤم، وتصور الأشياء بصورة سيئة، مثل الخوف من القيادة لكي لا تأتيني الحالة التي أشرحها لك، أو التعرض لحادث، والتشاؤم من أدنى الأشياء، والتفكير السلبي الدائم.
- أكره الأصوات العالية.
- أخاف جدا إذا غضب أبي علي، مع أنه شخص طيب، أو إذا أخذ أحد عني فكرة سيئة، حتى لو لم أكن أعرفه أو أقدره، والشعور بمشاعر سيئة بسببها.
- أصبحت كثير الوسوسة، وأتصور الأشياء بشكل سلبي.
- كنت أغضب أحيانا على أبسط الأشياء، وبعد مرضي تركت الغضب كثيرا؛ خوفا من الأمراض القلبية كما أسلفت.
- أنا شخص كثير التكتم، لا أحب أنا أزعج الناس بمشاكلي، ولا أحب أن أطلب من أحد شيئا ما، عدا أمي وإخواني، أما أبي فأنا لا أحب أن أطلب منه شيئا.
- أنا بين أهلي إنسان يعرف كيف يتكلم، لكن إذا خرجت أصبح فجأة شخصا غير اجتماعي أبدا، لا أعرف كيف أتكلم، ودائما أغلق الأحاديث والمناقشات!
- عندما تأتيني الحالة لا أحب الكلام، ويصبح عقلي مشتتا، ولا أستطيع إكمال الجملة، وأتهرب من المكان الذي فيه أحد؛ لكي لا يرى حالتي.
- أصبحت أتصور وضعيات موتي في بعض الأوضاع، فأحيانا أخاف من الغطاء الأبيض؛ لأنه يذكرني بالكفن، وأخاف من المقاطع المخيفة، والحديث عن الموت والحوادث، والناس المتوفين، حتى أصبحت أخاف من ذكر كلمة الموت، وأي شيء يتعلق به.
- أصبحت أخاف من الأماكن التي أتتني فيها النوبات، فقد أتتني النوبة في المسجد، فأصبحت أخاف من المسجد، ولا أستطيع إتمام الصلاة، وأشعر بأنه سيغمى علي، وأنني سأموت.
- صعوبة النوم، فلا أنام إلا بصعوبة شديدة، وأشعر بأنني لن أستيقظ، مع بعض الأرق.
- الهلع لأدنى الأشياء.
- أصبحت أكره الضحك، ولا أضحك كثيرا، بل أحيانا أخاف من الضحك الشديد؛ لكي لا تأتيني نوبة قلبية.
- الحركة إلى أي مكان إذا أتتني الحالة، وغالبا أذهب لدورة المياه وأتبول -أكرمكم الله-.

أعلم أن كلامي كثير، وربما غير عقلاني، ولكن هذا ما أشعر به، وأحيانا لا تأتي هذه الأعراض جميعها مرة واحدة، ولكنها حدثت لي كلها.

أصبحت أبحث في الإنترنت كثيرا عن العلاج، فقرأت عن ارتخاء الصمام الميترالي، وعن القلق النفسي، وعن النفسوجسدية، ولكن لم أجد شيئا يريحني.

قال لي طبيب الباطنية أنه ربما لديك قرحة في المعدة، ووصف لي دواء Pantozol، وليس في جرثومة -ولله الحمد-.

قبل ثلاث سنوات تقريبا عملت تخطيطا للقلب، وكان سليما، وكنت كثير الوساوس في ذلك الوقت، ولكن لم أكن أشعر بأغلب تلك الأعراض، وكنت مصابا بالكهرباء الزائدة في الرأس، وشفيت منها –والحمد لله-، مع العلم أنني كنت أشعر بتخدير في الرأس بشكل عام يزيد لدي المخاوف من الجلطة الدماغية، وهكذا، وكنت مصابا بالغدة الدرقية، وكنت متفوقا دراسيا، ولكن بعد التعب أصبحت درجاتي متردية، وأصبحت أتصور لأي موقف كيفية وفاة معينة قد قرأت عنها في الصحف أو الأخبار، أو حدثت لأحد الأقرباء، فأصبحت أتجنبها، وأصبحت أدقق في غذائي، فأصبحت أخاف من الأكل المليء بالدهون والمنبهات...إلى آخره.

أريد الحل، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

بالفعل أعراضك كثيرة، لكن -إن شاء الله تعالى– علاجك بسيط.

نبدأ بالنقطة الأولى، وهي تشخيص حالتك: أنت تعاني مما يعرف بقلق المخاوف الوسواسي..هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: لديك أعراض نسميها بالأعراض التجسيدية -أي أن الحالة النفسية من خوف وتوترات أدت إلى الكثير من ظهور الأعراض الجسدية، وهي ليست أعراضا عضوية-.

النصائح كالآتي:
1- اذهب إلى طبيب الأسرة أو طبيب الباطنية مرة واحدة كل أربعة أشهر؛ من أجل إجراء الفحوصات والكشف الطبي العام؛ وهذا سيمنعك تماما من التجول والتنقل بين الأطباء، وهذه قضية أساسية بالنسبة لنا.

2- يجب أن تمارس الرياضة يوميا لمدة ساعة، بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل.

3- يجب أن توزع وقتك بصورة صحيحة، وتكون أكثر فعالية.

4- طبق تمارين الاسترخاء، وستجد كيفيتها في استشارة رقم (2136015).

5- من الضروري أن تعيش حياة صحية، وهذا يعني أن تنام نوما صحيحا مبكرا، وأن تتناول وجبات غذائية متوازنة.

6- حدد أهدافك في الحياة، واسع من أجل أن تصل إليها.

7- اعلم أن التواصل الاجتماعي، والتفكير الإيجابي، وبر الوالدين، والالتزام بالعبادات، والصحبة الطيبة؛ من أعظم الدعائم النفسية، وفي حالتك هي مطلوبة جدا.

النقطة الأخيرة هي: أنا أفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، لكن إن كان ذلك ليس سهلا؛ فيمكنك أن تذهب إلى الصيدلية، وتتحصل على الدواء الذي يعرف باسم (زولفت)، والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) ويجب أن تتناوله لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، والجرعة المطلوبة في حالتك ليست جرعة عالية.

ابدأ في تناول السيرترالين بجرعة نصف حبة يوميا -أي خمسة وعشرين مليجراما-، واستمر عليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة ليلا لمدة عشرة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة الصحيحة لعلاج حالتك، والمراجعات الطبية -كما ذكرت لك- ضرورية، خاصة أنه كان لديك علة في الغدة الدرقية -كما ذكرت-، وكذلك لديك زيادة في كهرباء الدماغ، وهذه -الحمد لله تعالى– قد انتهت وشفيت منها، لكن المتابعة الطبية سوف تطمئنك أكثر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات