السؤال
السلام عليكم.
يا شيخ عمري 27 سنة، جامعي، الحمد لله رزقني الله بوظيفة، وبطبيعة الحال توكلت على الله وفكرت في إكمال نصف الدين، مع العلم أني أحضر نفسي من الناحية المادية وخاصة السكن (مصاريف الزواج, المهر, السكن........الخ) على مدة ثلاث سنوات إن شاء الله، وهذا على حسب مقدرتي، إلا إذا عجل الله في رزقي وسهلت لي الأمور.
المهم -يا شيخ- أنا نويت الخير، ووضعت كل الثقة في الله في تسيير هذا الأمر؛ لأنه هو الرزاق العليم لقوله تعالي: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف).
وعند طرح هذه المسألة على العائلة والوالدين لأخذ رأيهم, قلت لهم: (لقد فكرت في الزواج وأريد أن أشاوركم, يوجد فتاة من عائلة صالحة, اذهبوا إلى منزل هذه العائلة وأعطوا لنا رأيكم، هل ترون فيها الخير والسعادة و...و...؟ وهل شروط هذه العائلة والفتاة تناسبي للزواج بها أم لا؟).
المهم -يا شيخ- كان قبول هذه الفكرة تقريبا من جهة الأب وبقية العائلة (الخالة, الجدة.......)، وانصدمت بالرد من قبل الوالدة, وكان رد الوالدة كما يلي: لا لن أذهب، لا يمكنك الزواج, إذا أردت الزواج فعليك بتوفير المال كليا، وعليك ببناء مسكن، وشراء سيارة قبل الدخول في فكرة الزواج, إنك ما تزال صغيرا، ولست قدر المسؤولية، ولا معرفة لك بأمور الزواج، وأجداد هذه العائلة (أصل العائلة) كانوا يقيمون خارج المدينة ولا يصح الزواج منهم؛ لأن أجدادهم كانوا يقيمون خارج المدينة, ولن أعطي اسم العائلة إلى أي أحد بمنتهى السهولة.
وللعلم -يا شيخ- أنها لم تتكلم أبدا مع هذه العائلة، وهم يقيمون في المدينة معنا ولا تعرف أي شيء سيء عنهم، والظاهر -يا شيخ- أنه لا يوجد حسن نية ولا حسن ظن لا في مسألة الزواج ولا في مسألة الرزق, وقد طلبت مني الوالدة أمورا تعجيزية -كما قلت لك- يجب بناء مسكن وشراء سيارة وتوفير المال، وأنا -يا شيخ- ليس في إمكاني توفير هذه الأمور في آن واحد.
فهل –يا شيخ- هذه الشروط لازمة على من أراد الزواج والعفاف والسعادة؟ وهل العائلة يجب أن تكون من المدينة لأجل السعادة الزوجية؟ وعندما قلت لأمي: سأطرح هذا المشكل على علماء الدين ونري الفتوى في ذلك, قامت ووضعت أصبعها في عيني (إشارة لا أخلاقية) وقالت لي بكل استهزاء: أكاد أتبول من شدة الخوف، ماذا ستفعل أنا لا أبالي بأحد.
فما الحكم في هذه المسألة؟ وهل ديننا يقوم على هذه الشروط؟
جزاكم الله خيرا.