أريد الزواج وأمي تضع شروطا تعجيزية في طريق زواجي فما العمل؟

0 442

السؤال

السلام عليكم.

يا شيخ عمري 27 سنة، جامعي، الحمد لله رزقني الله بوظيفة، وبطبيعة الحال توكلت على الله وفكرت في إكمال نصف الدين، مع العلم أني أحضر نفسي من الناحية المادية وخاصة السكن (مصاريف الزواج, المهر, السكن........الخ) على مدة ثلاث سنوات إن شاء الله، وهذا على حسب مقدرتي، إلا إذا عجل الله في رزقي وسهلت لي الأمور.

المهم -يا شيخ- أنا نويت الخير، ووضعت كل الثقة في الله في تسيير هذا الأمر؛ لأنه هو الرزاق العليم لقوله تعالي: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف).

وعند طرح هذه المسألة على العائلة والوالدين لأخذ رأيهم, قلت لهم: (لقد فكرت في الزواج وأريد أن أشاوركم, يوجد فتاة من عائلة صالحة, اذهبوا إلى منزل هذه العائلة وأعطوا لنا رأيكم، هل ترون فيها الخير والسعادة و...و...؟ وهل شروط هذه العائلة والفتاة تناسبي للزواج بها أم لا؟).

المهم -يا شيخ- كان قبول هذه الفكرة تقريبا من جهة الأب وبقية العائلة (الخالة, الجدة.......)، وانصدمت بالرد من قبل الوالدة, وكان رد الوالدة كما يلي: لا لن أذهب، لا يمكنك الزواج, إذا أردت الزواج فعليك بتوفير المال كليا، وعليك ببناء مسكن، وشراء سيارة قبل الدخول في فكرة الزواج, إنك ما تزال صغيرا، ولست قدر المسؤولية، ولا معرفة لك بأمور الزواج، وأجداد هذه العائلة (أصل العائلة) كانوا يقيمون خارج المدينة ولا يصح الزواج منهم؛ لأن أجدادهم كانوا يقيمون خارج المدينة, ولن أعطي اسم العائلة إلى أي أحد بمنتهى السهولة.

وللعلم -يا شيخ- أنها لم تتكلم أبدا مع هذه العائلة، وهم يقيمون في المدينة معنا ولا تعرف أي شيء سيء عنهم، والظاهر -يا شيخ- أنه لا يوجد حسن نية ولا حسن ظن لا في مسألة الزواج ولا في مسألة الرزق, وقد طلبت مني الوالدة أمورا تعجيزية -كما قلت لك- يجب بناء مسكن وشراء سيارة وتوفير المال، وأنا -يا شيخ- ليس في إمكاني توفير هذه الأمور في آن واحد.

فهل –يا شيخ- هذه الشروط لازمة على من أراد الزواج والعفاف والسعادة؟ وهل العائلة يجب أن تكون من المدينة لأجل السعادة الزوجية؟ وعندما قلت لأمي: سأطرح هذا المشكل على علماء الدين ونري الفتوى في ذلك, قامت ووضعت أصبعها في عيني (إشارة لا أخلاقية) وقالت لي بكل استهزاء: أكاد أتبول من شدة الخوف، ماذا ستفعل أنا لا أبالي بأحد.

فما الحكم في هذه المسألة؟ وهل ديننا يقوم على هذه الشروط؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن ييسر لك الزواج، وأن يتولى عونك، ونحن نشكر لك حسن ثقتك بربك وحسن ظنك به، ونأمل بإذن الله تعالى أن يكون هذا سببا في سعادتك وتيسير أمورك، فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).

ونوصيك -أيها الحبيب- أيضا بالإحسان إلى أمك بقدر استطاعتك، وإن أساءت إليك، بل ومهما بلغت إساءتها، فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}. فاحذر من أن يجرك الشيطان إلى الوقوع في شيء من عقوق والدتك بسبب إساءتها إليك أو تشديدها عليك.

أما ما ذكرت من الشروط التي ذكرتها أمك للزواج، فالجواب: أن الشرع لا يشترط هذا في الزواج، بل متى قدرت على النفقة على الزوجة وإسكانها ولو بالأجرة فينبغي أن تبادر بالزواج تحصينا لنفسك، وتحقيقا لمصالح الزواج العظيمة التي رتبها الله عز وجل عليه.

وينبغي أن تتلطف بأمك بقدر الاستطاعة، وأن تستعين بكل من له تأثير عليها بإقناعها بالعدول عن هذا الموقف الذي اتخذته، وبيان حاجتك إلى الزواج وخطورة البقاء بدونه، ونحو ذلك من الكلام الذي يؤثر عليها، مع اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار أن يلين قلبها لك، فهذا خير من أن تلجأ إلى الزواج مع عدم رضاها به.

وإذا خشيت على نفسك الوقوع في الحرام، وأصرت أمك على أن تنهاك عن الزواج؛ فإنه لا يلزمك طاعتها، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى، وإذا نهتك عن التزوج بامرأة معينة، فنصيحتنا لك: أن تعدل عنها إلى غيرها، فإن النساء كثير، وستجد بإذن الله تعالى غير هذه الفتاة متى تحققت فيها الشروط المناسبة لك، والتي ترضاها والدتك، وبهذا تحقق بين مصلحة اختيار الزوجة المناسبة والقيام ببر الأم.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعينك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات