السؤال
السلام عليكم
يقول الله سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
[والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين (6) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (7)] إلى قوله تعالى: [أولئك هم الوارثون (10) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (11)].
وأنا ممن مارس العادة القبيحة (الاستمناء) وأنا –والحمد لله- عزمت على تركها، ولي فترة لم أمارسها، فهل أعتبر من الذين لم يحفظوا فروجهم، والذين مهما فعلوا لن يدخلوا الفردوس باعتباري ممن كانوا يمارسون العادة السرية من قبل، أم أني بعد التوبة الصادقة التي تقتضي عدم الرجوع إليها مرة أخرى أعتبر منهم، والذين يحق لهم دخول الفردوس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على ما أنت عليه من التوبة، ونهنئك بتوبتك وعزمك على ترك هذه العادة القبيحة، وقد أصبت غاية الصواب، وبذلك ترضي ربك وتحفظ صحتك، فإن هذه العادة مع كونها محرمة شرعا، وهي من الاعتداء الوارد في الآية كما فسرها بذلك بعض أهل العلم ومنهم الشافعي، فإنها مع ذلك مضرة بالبدن كما يقرر ذلك الأطباء.
ومن ثم فالعقل والدين يقضيان بترك هذه العادة والإقلاع عنها، ونوصيك -أيها الحبيب- بالاستعانة بالأسباب التي تعينك على العفاف، ومن ذلك: حفظ جوارحك عن المثيرات، فاحفظ سمعك واحفظ بصرك، فإن ذلك سبب لحفظ فرجك كما قال الله سبحانه وتعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}.
واعلم -أيها الحبيب- أن التوبة تجب ما قبلها وتمحوه، كما دلت على ذلك نصوص الشريعة الكثيرة في كتاب الله وفي أحاديث رسوله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) وهذا من عظيم رحمة الله تعالى وسعة فضله وعظيم إحسانه، إذ يعود الإنسان بعد التوبة كما لو لم يفعل الذنب، بل وأعظم من ذلك ما بشر الله تعالى به في كتابه الكريم من أنه يبدل سيئات التائب حسنات.
فأبشر بفضل الله تعالى ورحمته، وأحسن ظنك بالله، فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي) وخذ نفسك وجاهدها للعمل بالأوصاف التي رتب الله عز وجل عليها بلوغ هذه المراتب العالية في جنان الخلد، وستصل بإذن الله.
نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك، وأن يتولى عونك، وييسر لك طاعته ومرضاته.