السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 30 سنة، أصبت بمرض الاضطراب الوجدانى الموسمي من الدرجة الثانية، ذهبت إلى طبيب نفسى منذ عامين، ولم يتم تشخيص نوبة الاكتئاب الموسمي التي تأتي في بداية شهر أبريل من كل عام.
كان العلاج: قرصين من الليثيوم، مع قرص السيروكسات 12.5، وأعتقد أن هذه الجرعة من مضاد الاكتئاب كانت غير كافية؛ حيث كنت أعاني أحيانا من صعوبة فى الاستيقاظ من النوم، بالإضافة إلى مزاج سيىء فى الصباح.
وشاء الله أن تكون النوبة فى شهر 4 من السنة الحالية من الاكتئاب شديدة، فذهبت إلى الطبيب وأخبرني أن هذه نوبة اكتئاب موسمي، وقد رفع السيروكسات إلى 25 والليثيوم إلى قرصين ونصف، مع نوع جديد من مثبتات المزاج هو (اوكسالبيتال 300) قرصا صباحا وقرصا مساء.
أريد أن أعرف رأي حضرتك فى الدواء، وهل سوف أظل أعاني من صعوبة الاستيقاظ من النوم؟ وأيهما أفضل بالنسبة لي السيروكسات 12.5 أم 25، علما أن تجربتي مع 12.5 لم تكن جيدة على مدار عامين.
أيضا أريد أن أعرف ما هي المدة المفترضة لنوبة الاكتئاب الموسمي حتى تنتهي مني؟ وما الدواء المناسب لي بعدها؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالرغم من أن حالتك مشخصة، والذي يتضح لي أنك تتابع مع طبيب متميز، بالرغم من ذلك تطلب الاستزادة من المعرفة فيما يخص حالتك.
أولا: أود أن أطمئنك تماما أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية -خاصة من الدرجة الثانية– يستجيب للعلاج بشكل ممتاز، ويمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية.
أنت الآن تتناول مثبتين للمزاج، الأول هو: (الليثيوم) وهو دواء معروف جدا وفعال جدا، وبدأ استعماله عام 1952، ومنذ ذاك الوقت يتضح لنا على طول السنين أنه من الأدوية التي لا يضاهيها دواء آخر في تثبيت المزاج، خاصة إذا التزم الإنسان بجرعة الدواء.
والثاني هو: (اوكسالبيتال) أعتقد أن هذا هو (اللامتروجين) والذي يسمى أيضا (لامكتال) وهو من الأدوية الجيدة جدا، وإذا لم يكن هو (لامكتال) أرجو أن تزودني باسمه العلمي.
بالنسبة لاستعمال مضادات الاكتئاب في حالات الاضطراب الوجداني القطبية: هذا الأمر فيه الكثير من الخلاف، بعض العلماء يرون أن هناك ضرورة لاستعمال مضادات الاكتئاب إذا دخل الإنسان في القطب الاكتئابي، والبعض يرى أن مضادات الاكتئاب يجب أن يتم التعامل معها بحذر؛ لأن الاستجابة لها تكون ضعيفة، أو أنها ربما تدخل الإنسان في نوبات هوسية، أو ربما تؤدي إلى ما يسمى بالباب الدوار، بمعنى: أن الإنسان يدخل في نوبة ويخرج منها، ويدخل في أخرى ويخرج منها، (وهكذا).
هذا الأمر -إن شاء الله تعالى– لا ينطبق أبدا على حالتك؛ لأن حالتك أصلا من الدرجة الثانية.
أنا أود أن أنصحك بأمر مهم جدا، وهو: الالتزام بالعلاجات التأهيلية، أنت الآن من ناحية الأدوية –من وجهة نظري– أدويتك فعالة، الزيروكسات 12,5 مليجرام في اليوم ربما يكون كافيا حين تكون حالتك مستقرة، ولا مانع من أن تستعمل خمسة وعشرين مليجراما حين تكون الحالة غير مستقرة.
وإن كان لدي تعليق في هذا الأمر فهو: أن أحد مضادات الاكتئاب المعروفة –وهو متوفر في مصر– يسمى (ويلبيوترين) يقال: إنه جيد لاضطرابات المزاج ثنائية القطب ذات الميول الاكتئابي؛ لأن الـ (ويلبيوترين) لا يدخل الناس في القطب الهوسي، وفي ذات الوقت هو دواء ينشط الإنسان جسديا، وكذلك نفسيا، ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وبالنسبة للمتزوجين أيضا يتميز بأنه لا يؤدي إلى أي تفاعلات سلبية فيما يخص الأداء الجنسي.
أنا لا أقول لك: إنك يجب أن تتوقف من الزيروكسات وتبدأ الويلبيوترين، لكن طرحت هذا الأمر لك كخيار إن أردت أن تناقشه مع طبيبك خاصة؛ لأنك ذكرت أنك تجد صعوبة في الاستيقاظ من النوم، وهنا أعتقد أن الويلبيوترين سيكون دواء رائعا جدا.
الأمر الثاني: يجب أن تكون حريصا على ممارسة التمارين الرياضية، التمارين الرياضية مهمة وضرورية جدا حتى تحس -إن شاء الله تعالى– بالتعافي الجسدي، وكذلك التعافي النفسي.
ونصيحتي لك الأخرى هي: أن تهزم الاكتئاب من خلال التفكير الإيجابي، لا تستسلم له أبدا، ولا أريدك أن تكون نمطيا وتوقعيا فيما يخص الاكتئاب الموسمي، بعض الإخوة والأخوات الذين يأتيهم هذا النمط من المرض تجدهم يتشاءمون ويتطيرون، ويكون الواحد منهم في انتظار الحالة في وقت معين أو شهر معين، لا، ما حدث ليس من الضروري أن يحدث الآن أو في المستقبل، هذه حكمة يجب أن تأخذ بها.
وأريدك أيضا أن تكون فعالا في إدارة وقتك؛ لأن الاكتئاب يهزم من خلال حسن إدارة الوقت؛ لأن حسن إدارة الوقت يؤدي إلى حسن إدارة الحياة، وعليك بالتواصل الاجتماعي، وكن متميزا في عملك، ومتواصلا مع أسرتك وأصدقائك، ولا شك أن حرصك في أمور دينك سيكون دافعا قويا جدا نحو التعافي -بإذن الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا ثقتك في إسلام ويب.