السؤال
أعاني من مشكلة وهي عدم السيطرة على نفسي عند الغضب، فحينما يضايقني أحد؛ أغضب بسرعة، ولا أستطيع التحكم في نفسي.
وعندما أعاني من مشكلة ما، فيجب علي وقتها أن أتكلم مع الشخص الذي أمامي لكي أحل المشكلة، ولكني أشعر وكأني عاجزة عن الكلام، وليس لدي القدرة على التعبير، فأنا أشعر وكأني لا أعرف ماذا أقول، وماذا أفعل، فأنا لا أستطيع إقناع الشخص الذي أمامي، فأنا لست متحدثة لبقة، وليس عندي مهارة الإقناع، وأريد أن أتعلم فن الرد على الكلام والتحاور والإقناع،
وأحيانا حين يتكلم معي أحد؛ أشعر وكأني لا أستطيع أن أرد على الكلام، فأنا لا أعرف ماذا أقول.
أريد أن أكون متحدثة، وجريئة في الكلام أمام صديقاتي وأمام الناس، ولبقة في الكلام، وأريد أن يكون عندي سرعة بديهة، فكيف أصل إلى ذلك؟
سؤالي الآخر:
أريد أن أعرف كيف أجعل عندي عزيمة، وإرادة، وصبر، وتصميم على تحقيق ما أريد، ولا أجعل الأمر صعب أمامي؟
كما أريد أن أحب المذاكرة، وأريد أن أترك مشاهدة التلفزيون، وحين أذاكر المواد أشعر وكأنني لا أستطيع الفهم، وأتمنى لو أستطيع الترقي في دروسي وفهمها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المطلوب منك هو الآتي:
أولا: كوني معبرة عن ذاتك، ولا تتركي الأشياء البسيطة التي لا ترضيك تتراكم، فكما أن الأنف يحتقن، فإن النفس كذلك يحتقن، ولذا يحدث الغضب، فإذا التفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات هو أمر مطلوب، والتعبير دائما يكون في حدود الذوق والأدب ومكارم الأخلاق والانضباط الاجتماعي.
ثانيا: خذي ما ورد في السنة المطهرة من كيفية التعامل مع الغضب، فقد أوصى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب)، ويجب أن يغير الإنسان موضعه، فإن كنت واقفة فاجلسي، وإن كنت جالسة فاضطجعي حين يأتيك الغضب، واتفلي على شقك الأيسر ثلاثا، وأطفئي نار الغضب بالوضوء، ويا حبذا لو صليت ركعتين، هذا العلاج النبوي العظيم من جربه وجده نافعا جدا، وكل الذي تحتاجينه هو التطبيق مرة أو مرتين، وبعد ذلك سوف تحسين أنك بالفعل قد أفلحت في إدارة غضبك.
ثالثا: إدارة الوقت بصورة صحيحة هي مفتاح النجاح.
رابعا: استشعار أهمية العلم واكتسابه هي التي تحرك الطاقات والعزيمة، وترفع الهمة لأن يكون الإنسان منضبطا في تحصيل العلم.
خامسا: ضعي جدولا يوميا لإدارة وقتك، وكمقترح بسيط وفعال: عليك أن تجلسي لمدة ساعة ونصف بعد صلاة الفجر تذاكري فيها المواد المستصعبة والتي تتطلب الحفظ، وبعد ذلك اذهبي إلى المدرسة، ثم ارجعي بعد أن تكوني زودت نفسك بكل ما قيل في الحصص، ثم تناولي وجبة الغداء، وخذي قسطا بسطا من الراحة، بعد ذلك صلي صلاة العصر، ثم ذاكري لمدة ساعتين، ثم رفهي عن نفسك بأي شيء طيب، تواصلي مع صديقاتك عن طريق التليفون مثلا، شاركي أسرتك في أي أنشطة منزلية، ثم بعد صلاة العشاء ذاكري لمدة ساعة واحدة، بعد ذلك اذهبي إلى النوم، واحرصي على أذكار النوم، وما بين المغرب والعشاء يا حبذا لو مارست بعض التمارين الرياضية البسيطة جدا.
هذا برنامج بسيط، لكنه فعال.
سادسا: هنالك نموذج سلوكي وجده الكثير من الناس أنه مفتاح النجاح، هذا النموذج يقوم على مبدأ: أن يحدد الإنسان مهمة معينة يريد أن ينفذها، وأن تكون هذه المهمة متاحة للتطبيق، واقعية، ويمكن قياس درجة النجاح فيها، وأن يحدد لها الإنسان زمنا معينا. هذا النموذج يسمى باللغة الإنجليزية: (SMART) فأرجو أن تتطلعي على النموذج من خلال شبكة الإنترنت وتطبقيه.
سابعا: كل الأفكار السلبية التي تعتقديها حول ذاتك أنا أقول لك أنها خطأ وليست صحيحة، فمن الذي قال لك أنك ليس لديك مهارة الإقناع؟ ومن الذي قال أنه ليس لك القدرة على التعبير؟ وهذا إنما هو مجرد خوف من الفشل، وحكم مسبق ليس صحيحا، انظري إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، وأنا أؤكد لك أنك مقتدرة ومقتدرة جدا، ولا شك أن من خلال تنظيم وقتك وتحفيز فعالياتك سوف تحسين أنك في حالة جيدة وطيبة ومقتدرة، ولست بأقل من الآخرين.
ثامنا: عليك بتمارين الاسترخاء، فهي تمارين جيدة وسهلة التطبيق، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم 1236015، بها تعليمات وإرشادات وكيفية تطبيق هذه التمارين، عليك الاطلاع عليها والاستفادة منها.
تاسعا: نحن لا نطالبك أن تتركي مشاهدة التلفزيون، ولكن هذا يجب أن يكون بانضباط وبصورة راشدة، وأن تخصصي لذلك وقتا، وتحددي جدول أسبقياتك في إدارة وقتك.
استشعار أهمية العلم والتعليم، وأن أعظم زاد يتزود به الإنسان في حياته هما سلاح الدين والعلم، فهذا يجعلك تستشعرين أهمية تحديد الأسبقيات في حياتك.
تاسعا: عليك بالتواصل الحسن مع الصالحات من الفتيات، ولا بأس في الدخول في أي أنشطة اجتماعية أو ثقافية أو دعوية، هذا يفيدك كثيرا.
عاشرا: عليك بالحرص على بر الوالدين فهو مفتاح الرضا والطمأنينة والنجاح والثقة بالنفس -إن شاء الله تعالى-.
حادي عشر: إن كنت من الذين يحبون القراءة والاطلاع؛ فهنالك كتب جيدة جدا أرجو أن تكون جزءا من مكتبتك، منها كتاب الشيخ الدكتور/ عائض القرني (لا تحزن)، وهنالك كتاب دانيل كارنجي (دع القلق وابدأ الحياة)، وهنالك أيضا بعض الكتب التي تتحدث عن الذكاء العاطفي -هي كثيرة جدا- يمكنك أن تتحصلي على أحدها، -وإن شاء الله تعالى- ستستفيدين منها كثيرا.
إذن طرحنا لك حلولا واضحة، إذا أخذتها كرزمة علاجية حقيقية وبجدية، أعتقد أن مآل الأمور عندك سوف يكون ممتازا وإيجابيا، وتصلين -إن شاء الله تعالى- إلى كل ما تتمنينه في هذه الحياة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.