كيف أثبت على الالتزام وأحافظ على نقابي وسط هذه الفتن؟

0 389

السؤال

السلام عليكم..

أريد أن أستشيركم في موضوع مهم.

أنا فتاة ملتزمة، التزمت حديثا، أنهيت جامعتي -والحمد لله-، والتحقت بمؤسسة للبحث عن عمل لإعطاء الدروس لطلبة المدارس، كما أنني - والحمد لله - منتقبة وملتزمة به، ولكن طلب مني مدير المؤسسة بأن أخلعه عندما أعطي الأولاد الدرس، ولكن الأولاد كبار، وفي المرحلة الإعدادية والثانوية وذلك حتى يستوعبوا الدرس، ولكنني رفضت أن أخلعه أمامهم، وقال المدير بأنني لا يمكنني إعطاء الدرس وأنا منتقبة، وقررت بأن لا أذهب إلى المدرسة ثانية، فهل عدم موافقتي لخلع النقاب صحيح؟

كما أريد أن تنصحوني، كيف أثبت على الالتزام؟ لأني أعيش في محيط مليء بالفتن، ولا أجد من يشجعني علي الالتزام، واعتبروني بأني معقدة، لأني أحاول بقدر الإمكان أن ألتزم بلباسي كما علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأتمنى بأن أعيش في مكان لا توجد فيه فتن كثيرة.

وأريد أن أسألكم: هل يجوز لي أن ألتحق بدورة مختلطة؟ علما بأنني لا أختلط بأحد أبدا، وأرتدي النقاب، ولا توجد مراكز تعطي الدورات هذه إلا وتكون مختلطة، فهل يجوز أخذها أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على ما أنت فيه من الخير، وأن يزيدك هدى وصلاحا.

نحن نشكر لك علو همتك بالمحافظة على الالتزام بالحجاب الذي فرضه الله عز وجل على المرأة المسلمة، ونحن على ثقة تامة -أيتها البنت الكريمة- بأن حرصك على مرضاة الله تعالى، والقيام بطاعته لن يجر إليك إلا كل خير، وأنه سيكون سببا لسعادتك في دنياك وفي آخرتك، فإن طاعة الله تعالى لا تقود إلا إلى الخير، وقد قال -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.

فالحياة السعيدة إنما تكون في ظلال طاعة الله تعالى، فأبشري بكل خير، ما دمت على هذا الحال الذي أنت عليه الآن، ولا تلتفتي إلى كثرة العاصين حولك وقلة المتمسكين بدينهم، فإن الخير في الناس عبر تاريخهم الطويل أقل من الشر، كما قال الله -سبحانه وتعالى- حاكيا عن إبليس: {ولا تجد أكثرهم شاكرين}، وقال تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}، وقال -سبحانه وتعالى-: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله}.

فلا تأبهي لهذا، وتذكري دائما الصالحات في كل زمان ومكان، فهن رفيقات على هذا الدرب، ولهذا أمرنا الله تعالى أن نقرأ في صلواتنا سورة الفاتحة التي بها { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم}، فبها يتذكر الإنسان أنه على صراط الذين أنعم الله تعالى عليهم وهداهم وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، وحسن أولئك رفيقا. فهؤلاء هم الرفقة الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يحرص أن يكون معهم، فلا تلتفتي لكثرة الهالكين وكثرة العاصين، واعلمي أن صبرك على التمسك بدينك في هذا المجتمع الذي تعيشين فيه، وصبرك على هذا التدين وعلى ما تعانينه وتحسينه من الغربة، كل ذلك سبب لمضاعفة ثوابك ورفعة درجاتك عند الله تعالى، فهنيئا لك هذه الحال المستقيمة التي أنت عليها، ونسأل الله تعالى لك المزيد من الهداية والتوفيق.

أما ما ذكرت من كشف الوجه أمام الطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية فإنه أمر محرم، فالمرأة مأمورة بستر وجهها عند جماهير العلماء، لاسيما في زمن الفتن كهذه الأزمان التي نعيشها، إذ وجه المرأة أعظم بل أعظم محاسنها ومفاتنها، وهي مأمورة بإخفاء محاسنها عن الرجال الأجانب، والطلاب في هذه المرحلة إما بالغون وإما مراهقون - أي قد قربوا البلوغ وحكمهم حكم البالغين - .

فنحن نوصيك بالثبات على ما أنت عليه من ارتداء النقاب، وكوني على ثقة تامة من أن الله تعالى لن يضيعك، وسيجعل لك من أمرك يسرا، فإنه وعد بذلك، وهو سبحانه وتعالى لا يخلف وعده، فقد قال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

وكوني على ثقة أيضا من أن كثيرا من الرجال وإن كانوا فساقا إلا أنهم إذا رأوا المرأة محتشمة عفيفة حريصة على الالتزام بحجابها حافظة لنفسها ولعرضها، فإنها تكبر في عيونهم، ويشتد احترامهم لها، ولعل الله تعالى يجعل لك بسبب طاعتك هذا الحظ والحظوة في قلوب الناس فيحترمونك، فاعملي ذلك لوجه الله تعالى، واثبتي عليه، واصبري، فإن النصر مع الصبر، وبعد العسر يسرا.

وأما ما ذكرته من الدورات المختلطة، فإذا كان هذا الاختلاط يلتزم فيه بالضوابط الشرعية، بمعنى أنك لا تحدثين أجنبيا إلا بالضوابط الشرعية، مع الالتزام بالحجاب الشرعي ونحو ذلك، فهذا الاختلاط -إن شاء الله- لا حرج فيه، فلا حرج عليك أن تأخذي الدورات التي تحتاجينها، وإن كنت لا تحتاجينها فالأولى لك والأسلم بلا شك الابتعاد عن الاختلاط وعن كل مواطن الريب.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلك مفتاحا للخير، وأن يثبتك عليه، وييسره لك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات