تقدم لي شاب متدين ولديه صعوبات مادية، هل أوافق عليه؟

0 301

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم لخطبتي رجل صالح نحسبه كذلك والله حسيبه، وكل أهل تلك المنطقة يتكلمون عن دينه، فقد نشأ في المساجد منذ صغره، وعائلته معروفة جدا بأخلاقهم وتربيتهم الجيدة، والكل يشهد على هذا في منطقته، ولقد سألنا عنه، وهذا كان نص كلامهم، ولكنه تاجر يبيع الكتب الدينية بالجملة، ولديه مشكلة في السكن، ولكنه قال سنرى مشكلة السكن إن ضلت المشكلة الوحيدة، وأبي رافض، ولكنه قال لي: لن أجبرك على عدم الزواج منه، ولك الحرية، ولكن في حال إن تزوجت به لا تلجئي إلي في حال واجهت مشكلة في المعيشة المادية، علما أن أمي وأبي يمنعونني من ارتداء النقاب مع أنني مقتنعة أنه فرض 100%، ويمنعوني من مجالس الذكر في المساجد.

ارتحت لهذا الشاب جدا لدرجة أنني أبكي؛ لأن أبي لم يوافق عليه، وأنا أريد الزواج لتحصين نفسي من الفتن حتى بيني وبين نفسي لكي لا أخطأ فالنفس أمارة بالسوء.

أفيدوني بارك الله فيكم، هل جوابي بنعم يعد من العقوق؟ علما أن أبي قال لي: لك الحرية التامة في الجواب، أرشدوني هل أوافق أم لا؟

جزاكم الله الفردوس عجلوا في الجواب لكي يرد أبي الجواب للرجل، بانتظاركم أنار الله قبوركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آسيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على بر الوالد، ونؤكد لك أن إجابتك لهذا الرجل ورضاك به لا يعد عقوقا، بل هو الصواب الذي ينبغي أن تلجئي إليه حتى تطبقي دينك على الوجه الذي يرضي الله، وحتى تخرجي مما أنت فيه، والوالد بكلامه هذا فعلا ينطوي على أنه يخاف عليك من الناحية المادية، ولكن لا يعني أنه يرفض، والدليل أنه ترك لك الأمر، فاستفيدي من هذه الفرصة، ونحن نقول: حتى ولو لم يترك فإن صاحب الدين من الفرص النادرة التي ينبغي أن تحرص عليه الفتاة إذا جاءتها وطرق بابها واختارها من دون النساء.

ونؤكد لك وللجميع أن المعيشة وأن الرزق من الله تبارك وتعالى، وأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وأن المرأة تأتي برزقها، وهو يأتي برزقه، والعيال يأتون بأرزاقهم، فالأرزاق تكفل بها الله القائل: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} ليس للإنسان فقط، كل من يدب على وجه هذه الأرض رزقه تكفل به العظيم تبارك وتعالى، وما علينا إلا أن نبذل الأسباب ثم نتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، قال تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} والإنسان لا يدري ما يحدث له، والزواج فيه الغنى {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}.

ولذلك أرجو أن تمضي في هذا الموضوع دون تردد، واجتهدي في إرضاء الوالد والإحسان إليه، وشكره على اهتمامه، وعلى حسن تربيته، وعلى رعايته، وإظهار البر له، ولكن قبولك بالرجل يعد فيه مخرج ولا يعد عقوقا، بل هو طاعة لله تبارك وتعالى الكريم الودود، وطاعة الله أعلى، والمرأة أعرف بمصلحتها طالما جاء صاحب الدين، وطالما كانت الأسرة ليس لها أي كلمة في دين الرجل أو أخلاقه، فلا تترددي في القبول به، فإن أغلى بضاعة في الرجل هي الدين والأخلاق، وأغلى بضاعة في المرأة كذلك دينها وأخلاقها، والحمد لله وجد وحصل هذا التوافق، فاقبلي بالرجل، واعلمي أن وجوده في المساجد وسجوده لله تبارك وتعالى مما يفتح أبواب الرزق أيضا وأبواب الخيرات.

ونؤكد لك مرة ثالثة ورابعة أن هذا لا يعد عقوقا، ومع ذلك اقتربي من الوالد، بعد أن تعلني قبولك بالشاب، وتبدأوا في الخطوات العملية، اقتربي من الوالد ومن الأسرة، واحرصي على إرضائهم، وزيدي لهم برا، ولا تحاكميهم على الصعوبات التي يواجهوك بها، واعلمي أنهم في كل الأحوال كانوا يريدون المصلحة، لكنهم أخطأوا طريقها.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر ترحيبنا بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات