السلام عليكم ورحمة الله.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، غير متزوجة، أعاني من تكيسات المبايض، وخلل بالهرمونات أذكر منها هرمون الحليب، كنت أتابع في المشفى التكيسات، وبعد عمل السونار أخبرتني الدكتورة أن التكيسات أصبحت صغيرة، فقط أحتاج لمتابعة، لكن لم أقم بالمتابعة حيث شعرت أني بخير، والدورة قامت تقريبا بالانتظام.

في شهر شعبان أتتني الدورة على غير العادة بعد العلاج، حيث أنها طالت معي كثيرا لدرجة توقعته نزيفا، استمرت قرابة الثلاثة أسابيع، وبعد ذلك انقطعت عدة أيام، ثم عادت مرة أخرى عدة أيام وانقطعت، في تلك الفترة أو قبلها بقليل أصبحت أعاني مشكلة في التركيز، لا أستطيع التركيز كثيرا، رغم أني سابقا لم أكن أعاني من شيء –الحمد لله-، عندما يقال لي حديث لا أستوعب، وقد أسأل عنه بعد لحظات قليلة، وزني قام بالازدياد كثيرا، وأعاني من تساقط الشعر الشديد، وأعاني من الشروخ الشرجية بسبب الإمساك.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الواقع –يا ابنتي-، إن كل المشاكل التي تعانين منها مردها إلى زيادة الوزن والسمنة، لأنها تؤدي إلى خلل هرموني في هرمون الأنسولين، الذي يظل مرتفعا طيلة الوقت لكي يتعامل مع السكر الزائد في الدم، بسبب أكل الحلويات والشكولاتة، والعصائر، والمخبوزات، والأرز والمعكرونة، وكل القائمة التي تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، تؤدي إلى حالة من مقاومة عمل الأنسولين، ومكان عمله هو جدار الخلايا الخارجي، ومهمته هي إدخال السكر إلى داخل الخلايا لعملية حرقه، وإنتاج الطاقة اللازمة للعمليات الحيوية في جسم الإنسان.

هذا الارتفاع في هرمون الأنسولين والسمنة، يؤدي إلى التكيسات على المبايض، وهي بسبب عدم مقدرة البويضات على الخروج شهريا من المبايض، بسبب زيادة سماكة جدار المبايض، فتظل حبيسة تحت جدار المبيض، فينشأ ما يعرف بمتلازمة التكيس المتعدد PCOS، وبالتالي يحدث خلل في الدورة الشهرية، لأن الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة بعد خروجها، لم تعد تفرز بشكل طبيعي، فيحدث الخلل في الدورة ويزيد أيضا هرمون الذكورة، وهذا يؤدي إلى زيادة الشعر في بعض المناطق في الجسم، وزيادة ظهور حب الشباب في الوجه.

واستمرار فترات النزيف، بسبب الخلل الذي يحدث في الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهما هرمون الإستروجين، والذي تزيد نسبته في النصف الأول من الشهر، وهرمون بروجيستيرون الذي تزيد نسبته في النصف الثاني من الشهر، وهذا الخلل يؤدي لضعف بطانة الرحم، وعدم انقباض الأوعية الدموية في بطانة الرحم انقباضا كاملا، وهذا يؤدي إلى النزيف المتكرر.

وعدم التركيز سببه ضعف الدم المتوقع، ووجود حالة من الأنيميا بسبب النزيف المتكرر، وبسبب سوء التغذية، ولعلاج هذه المشاكل يجب الاجتهاد في إنقاص الوزن، وليكن لك هدف شهري تجب المحافظة على الوصول إليه، وليكن إنقاص 2 أو 3 كجم من خلال ترك الوجبات المذكورة في بداية الاستشارة، والتركيز على السلطات، والخبز الأسمر، والمشوي من الدجاج والأسماك، والحبوب، والتي ستفيد كثيرا في علاج حالة الإمساك التي تعانين منها، والحبوب مثل: الشوفان، والجريش، وتلبينة الشعير المطحون، والفول النابت، والقمح النابت، مع عمل تحليل صورة دم كامل، وأخذ الفيتامينات اللازمة لعلاج الأنيميا، وبالتالي علاج حالة عدم التركيز والنسيان.

ولعلاج الشروخ بالإضافة إلى علاج الإمساك بالحبوب، وشرب الماء والعصائر، مثل: عصير الخوخ، والتين المجفف، وزيت الزيتون، هناك كريمات مثل بروكتوهيل، يمكن وضعها على الشروخ، مع تناول المسكنات بعد الأكل عند الضرورة.

وخلل الدورة والهرمونات يحتاج إلى إعادة تنظيم، من خلال تناول حبوب هرمون بروجيستيرون، لإعادة تنظيم الدورة، وهذه الحبوب تسمى دوفاستون 10 مج، وتؤخذ من يوم 16 من بداية الدروة، وحتى يوم 26 من بدايتها، ثم التوقف عنها حتى تنزل الدورة وتنتظم، وذلك لمدة 3 شهور.

وفقك الله لما فيه الخير.