أنا مصابة بوسواس قهري واكتئاب ثنائي القطبية هل ينتقل لأولادي؟

0 300

السؤال

السلام عليكم

عمري 20 سنة، ومنذ بداية 2013 اكتشفت أن لدي وسواس قهري واكتئاب نمطي.

حقيقة مررت أول 2013 وآخر 2012 بفترة ضغط كبيرة أسفرت عن تولد أفكار غريبة تجاه شخص؛ حيث أوجه اتهامات لشخص معين، وكأنه سببا في تراجع مستواي الدراسي، مع العلم أنه على عكس ذلك، وكانت الأفكار لا تنفك عني، حقيقة معاناة، وتطورت الوسواس لتشمل اتهامات غير منطقية البتة، ليصبح ذلك الشخص مصدر كل سوء بالنسبة لي، أرى أظافري طويلة فأقول: هو السبب، وكل شيء سيئ بالنسبة لي أقول: هو السبب، حتى وصلت لدرجة أن أقول متهكما: إنه هو سبب ثقب الأزون، مع العلم أني كنت أقاوم وسواسي، وبسبب الوسواس تعطلت حياتي الدراسية كليا، وقمت ببحث على الويب فوجدت أن مرض الوسواس القهري مرض مزمن، فهل هو كذلك؟ وهل هنالك خطر انتقال المرض إلى الأطفال في حالة الزواج؟

أما الاكتئاب اللانمطي فبدأني منذ 2013 أيضا؛ حيث أستمتع بأوقاتي حين أكون بصحبة الآخرين، وأرتمي في الحزن واليأس حين أكون لوحدي، وأحس بضيق في صدري، وأمكث جالسا كئيبا في فراشي لساعات طويلة، وتتغير حالتي إذا شاركت الآخرين، وكنت أقوم صباحا منشرحا وأجلس لوحدي فأصير كئيبا جدا، مع الإحساس بثقل في أطرافي، وأنام لأكثر من 10ساعات يوميا.

مع العلم أني استعملت دواء: effexor 75 mg فتحسنت كثيرا بنسبة 95 %، وكذلك استعملت دواء: olanza 5 mg
فهل أمراضي مزمنة؟ وكيف أتأقلم معها إذا كانت كذلك؛ خاصة وأني طالب وأتطلع للمستقبل؟ وهل من تشخيص إضافي لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ghazi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

قمت بالاطلاع على رسالتك، وقد اختلط علي الأمر قليلا، فمن ناحية التشخيص ذكرت أنك تعانين من وسواس قهري مع اكتئاب نمطي، وفي الجزء الثاني من الرسالة ذكرت بأنك مصابة بمرض الوسواس القهري واضطراب ثنائي القطبية وحالة حادة من القلق.

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو: علة لها معاييرها التشخيصية، ولها طرق علاجها الخاصة بها، وكذلك بالنسبة للاكتئاب النفسي آحادي القطب، فالأمر يتطلب شيئا من التوضيح، وأعتقد أن المواصلة مع طبيبك ومراجعة الطبيب النفسي، والالتزام بذلك هي أفضل نصيحة أسديها لك.

أنت الآن متحسنة على عقار (effexor) وكذلك على عقار (olanza) وهذا شيء جيد، وأعتقد أن الطبيب قد راعى أن حالتك وأن الوساوس التي تأتيك تحمل أيضا جانب الشك الظناني، والشك الظناني يتطلب فعلا تناول عقار (olanza) وهو قطعا دواء جيد ودواء مفيد جدا، وأعتقد أنه هو الذي أفادك فيما يخص الشكوك والوساوس.

أرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تراجعي الطبيب، والذي أود أن أؤكده لك وأحتم عليه: أن الحالات النفسية -وحتى الحالات الذهانية- الآن أصبحت تعالج، وتعالج بصورة فعالة جدا بشرطين:

الأول: أن يكون هنالك تدخلا طبيا مباشرا ومبكرا، وتكون هنالك متابعة.

والثاني: الالتزام القاطع بتناول الأدوية التي يصفها الطبيب، ولا بد أن يكمل الإنسان مدة العلاج، ويلتزم بالجرعة.

هذه هي الشروط الأساسية للاستفادة من العملية العلاجية، وإن شاء الله تعالى أنت سوف تسيرين على هذا النسق.

بالنسبة لموضوع انتقال المرض وراثيا: بالنسبة لاضطراب ثنائي القطبية نستطيع أن نقول: نعم هنالك نوع من الاستعداد الوراثي، وليس النقل المباشر، يعني: مثلا: إذا كان أحد الأبوين مصابا بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فاحتمالية أن يصاب الأطفال هي حوالي عشرة إلى خمسة عشر بالمائة؛ إذا هذه نسبة ليست عالية، لكنها تشير إلى نوع من الاستعداد، ولذا دائما نقول للذين لديهم تاريخ مرضي لهذه الحالات -مثل: الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو مرض الفصام: من الضروري أن تهيأ للأطفال البيئة السليمة والتنشئة الصحيحة؛ لأن ذلك يقلل كثيرا من الأثر الوراثي والأثر الجيني، مما ينتج عنه -إن شاء الله تعالى- عدم إصابة الأطفال بالمرض.

سؤالك: وهل ثنائي القطبية مرض مزمن؟ الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية حوالي ثلاثين بالمائة من الحالات غير مزمنة، لكن حوالي ستين إلى سبعين بالمائة من الحالات تكون مزمنة، والصورة ليست قاتمة أبدا؛ لأن الذين يحافظون على علاجهم يعيشون حياة طبيعية وطبيعية جدا، وكل من تأتيه نبوتين أو أكثر يجب أن يحرص على علاجه، ومدة تناول الدواء يجب ألا تقل عن خمس سنوات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأنا سعيد جدا أن أسمع منك مرة أخرى، خاصة التوضيح في موضوع هل أنت بالفعل تعانين من ثنائي القطبية أم أنه اكتئاب آحادي القطب مع وجود وساوس شكوكية.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات