السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا امرأه أبلغ من العمر 30 سنة، أتممت دراستي وحصلت على شهادة الهندسة، ولكن بصعوبة رغم أنني كنت طالبة مجتهدة، وبعدها بدأت أبحث عن العمل كمهندسة، إلا أنه كلما وجدت عملا أنوي الذهاب إليه أرى أحلاما بأن هذا العمل أو هذا المنصب سيكون لإنسان آخر، أو لفتاة أخرى، لكن لا أؤمن بهذه الأحلام، وأذهب إلى هذا المنصب، ولكن في كل مرة يجدون لي حجة، ويكون المنصب لإنسان آخر.
ليس هذا فقط بل لم يتقدم أي رجل لخطبتي إلا واحدا فقط، ولكنه ذهب دون عودة رغم أنني متحجبة ومتدينة وأصلي.
وفي كل مرة يتحدث الناس إلى أهلي ليتقدم أحدهم إلى خطبتي، أرى امرأة أثناء نومي وتقول لي: أنا هنا وما دمت هنا فلن تذهبي إلى أي مكان, وكل من يريد أن يتقدم لك لن يتقدم, وتقول أيضا: إن بعض أشيائك التي ضاعت منك هي عندي، وأرى أيضا فتاة لا تتجاوز العشرينات تأخذ أشيائي أو تسرقها مني.
في كل مرة تزورني أثناء نومي، وتخبرني بكل ما يحزنني, وكل ما تخبرني به أو كل ما أراه في أحلامي أثناء نومي يتحقق, وكل أحلامي حزن وخسارة.
سؤالي هو: من هي هذه المرأة؟ ولماذا تعذبني وتتعبني؟ لماذا أرى في أحلامي كل ما هو سيء لي، وكل ما فيه خسارة لي؟ من هي الفتاة التي تأخذ أشيائي؟ لماذا أرى أحلاما سيئة، ولماذا تتحقق؟
لم أجد إجابة عن هذا كله رغم ذهابي إلى الرقاة مع أخي، وأقرأ القرآن وأصلي وأصوم، فهل هذا عقاب من الله؟
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aliya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة لموقعنا.
لا، هذا ليس عقابا من الله تعالى، ولماذا يعاقبك؟ إن من عجائب نتائج علم النفس والسلوك أن الإنسان يجد في حياته ما يتوقعه.
هناك مؤشرات كثيرة على أن الإنسان الذي يتوقع النجاح، سينجح، والذي يتوقع غير هذا، فسيجد غير هذا, في الخمسينات من القرن الماضي كان الناس يعتقديون أنه لا يمكن لبشر أن يقطع الميل الواحد جريا، بأقل من 4 دقائق، وكانوا يعتقدون أن من يفعل هذا فإنه سيقع ميتا, حتى جاء العداء الإنكليزي روجر بانستر، وصمم على أن يكسر حاجز الأربع دقائق، وفعل, وقام من بعده العديد من العدائين باختصار زمن جري الميل لأقل من أربع دقائق.
أنت تعلمين الحديث النبوي عندما يقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "تفاءلوا بالخير، تجدوه" ليس طبعا بالسحر، وإنما بحسن التوقع.
إن توقع النجاح والخير، يجعلنا نفكر تفكير الناجحين، ونخطط تخطيط الناجحين، ونسلك سبيل الناجحين.
للأحلام علاقة وثيقة بنفسياتنا وما نفكر فيه أثناء صحونا، والتفسير الذي أراه في أحلامك من أن العمل سيذهب لشخص آخر، أو المرأة الشابة التي تخبرك بأنها ستأخذ منك الخطيب والأشياء... هذا التفسير هو أن لديك شيئا من ضعف الثقة بالنفس وتقدير الذات، وربما العلاج المباشر لهذا الحال هو في رفع سقف توقعاتك من نفسك، والتخلي عن النظرة السلبية من هذه النفس التي بين جنبيك.
الله تعالى يقول، معززا لثقتنا بأنفسنا: "ولقد كرمنا بني آدم" فنحن عنده مكرمون، مما يزيد ثقتنا في أنفسنا، ويساعدنا على حسن التوقعات والفكر والعمل.
ويبدو أن الله تعالى قد أعطاك الكثير لتفتخري به، وتشعري بالثقة في نفسك، كونك ملتزمة ومصلية ومحافظة على صلاتك، وجديتك في الدراسة، ووصولك للجامعة وتخرجك بشهادة مهندسة دولة؛ حاولي أن تعيشي حياتك بكل أبعادها، من الشعور بنعم الله عليك، واعتبري مصدر سعادتك من داخلك وليس من خارج نفسك، سواء من الناس أو الأمور المادية في حياتك.
أنا متأكد إذا قدرت نفسك، وشكرت الله تعالى عليها، فسيزيدك تعالى من عطائه ويفتح له، (لئن شكرتم لأزيدنكم)، (وإن الله لمع المحسنين).
وفقك الله وحفظك، وجعلك من السعداء، دنيا وآخرة.