توظفت في مدينة بعيدة، فما حكم سفر زوجتي إلي بالطائرة بدون محرم؟

0 289

السؤال

السلام عليكم..

توظفت خارج مدينتي في مدينة تبعد ألف كيلو، ولن آخذ زوجتي معي للإقامة الدائمة بسبب دراستها، وأنا حريص على أن تنهيها بسرعة لتتفرغ لحياتها وتنجز، وأكون إن شاء الله قد انتقلت في وظيفتي بعدها لمدينتنا.

سؤالي هو: حول حكم سفرها إلي بالطائرة بدون محرم لحاجتي لها أن تكون معي فترة الإجازات الدراسية والأسبوعية وأنا في عملي، وتعلمون شوق الزوج لزوجته وانقطاعه عنها، وصبره ورغباته نحوها، وكون ذلك يعين النفس على البعد عن الحرام، فقد تضعف النفس أمام الحرام، وأنا حريص أن تكون في ذهابها بالطائرة أن يركبها أخوها الطائرة ويتأكد من ذلك، ولا يغادر المطار إلى أن تصعدها، مع تواصل زوجتي معي بالهاتف أثناء ذلك، واستقبالي لها في المطار أثناء نزولها، ومن المعلوم أن الطائرات في السعودية متعاونة لحل مشكلة المقاعد، ومساعدة النساء في عدم الجلوس بجانب الرجال، وشاهدت ذلك كثيرا في سفري، ومسافة الرحلة بالطائرة ساعة وخمس وأربعون دقيقة، مع العلم أني لم أر زوجتي منذ ثلاثة أسابيع ولن أتمكن من رؤيتها إلا بعد أسبوعين أو ثلاثة، ولديها فرصها أن تأتيني الآن وتجلس عندي أسبوعين، فلديها إجازة فيها.

طرحت سؤالي بشكل كامل يشرح الوضع، وعذرا على الإطالة، حريص على الجواب والحصول على الحكم الشرعي الذي يرضي الله عز وجل فهو الأهم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يتولى عونك وييسر أمورك، ويجعل لك فرجا ومخرجا، وأن يجمعك بأهلك في سعة عيش وسلامة دين.

نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله ومعرفة الحلال والحرام، وهذا دليل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك، ونسأل الله تعالى لك المزيد من التوفيق.

سفر المرأة بغير محرم محرم عند جميع العلماء على خلاف في بعض التفصيل، بدلالة الأحاديث الكثيرة على المنع منه، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) وقد ذهب بعض العلماء -كما هو توجيه أو ما استوجهه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى- من أن المرأة يجوز لها أن تسافر سفر القربة والطاعة إذا أمنت على نفسها، مع وجود الرفقة المأمونة، والمقصود بسفر القربة والطاعة: أسفار الحج والعمرة ونحوها من الأسفار.

وإذا كان هذا السفر بقصد إعفاف النفس وإعفاف الزوج، والإعانة على تجنب الحرام فإنه سفر قربة -بإذن الله تعالى- فيرجى أن يكون داخلا ضمن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بجواز سفر المرأة سفر الطاعة والقربة، ومن ثم فإن كنت فعلا تأمن عليها وهي تأمن على نفسها في سفرها هذا؛ فنرجو -إن شاء الله- ألا حرج، وإن كنا مع هذا كله ننصح بأن لا تسافر بغير محرم، إذ قد يعرض لها أثناء السفر ما يحوجها إلى المحرم، فقد تنزل الطائرة اضطرارا في مكان ما -أو غير ذلك من الحالات التي قد تعرض- فالأفضل ألا تعرض نفسها لذلك.

فإذا كنت تستطيع الصبر عنها إلى أن تسافر إليها أنت، أو أن تبذل نفقات المحرم الذي يصاحبها في السفر فيوصلها إليك ثم يعود، إن كنت تقدر على ذلك، فاعلم أن الله تعالى سيخلفه عليك، فإن الله تعالى وعد بالخلف لمن أنفق في مرضاة الله تعالى، فقد قال سبحانه وتعالى: {وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} وسيجعل الله عز وجل ذلك سببا في بركة مالك وما تدخره.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك كل أمر عسير.

مواد ذات صلة

الاستشارات