كيف أتخلص من خجلي الشديد وقلة كلامي حتى مع أسرتي؟

0 614

السؤال

السلام عليكم

والله كرهت نفسي، وتمنيت الموت ولا العيش بهذه الحالة، أول مشكلة هي: الخجل، في أبسط المواقف تبدأ أذناي بالاحمرار، ربما بمجرد الكلام مع شخص لست متعودا على الحديث معه، ينقلب لوني إلى الأحمر، ولا أعرف كيف أتحاور مع الناس، و هذه المشكلة العويصة تمثل عائقا كبيرا في حياتي الخاصة، فمثلا في الثانوية يعتقد الكثير من الناس والفتيات بصفة خاصة، أني متكبر أو معقد عاطفيا لأني لا أختلط معهم كثيرا، لكن في الحقيقة أجد صعوبة في الاختلاط مع الناس، لأني لا أجيد التعبير وأتلعثم، لا أعرف ترتيب كلامي، حتى في المنزل تجدني قليل الكلام مع إخوتي ووالداي، وعندما أرى من هم بسني -21 عاما- لديهم فصاحة اللسان، ويتكلمون بطلاقة، أكره نفسي والدنيا كلها، وأفكر في مستقبلي، كيف أعمل وأتعامل مع الناس في العمل؟ كيف أتزوج وأنا لا أجيد التكلم مع الفتيات؟ سوف أبقى وحيدا، سوف يكرهني الناس ويملوني لصمتي.

أسباب هذه المشكلة أني تربيت على عدم الخروج من المنزل كثيرا، لدرجة أني لم أعرف مدينتي حتى أصبح عمري 16 عاما، ولم أخالط الناس كثيرا لأن والداي يمنعاني، يقولان لي: سوف يفسدونك، ويعلمونك التدخين.

أكبر مشكلة في حياتي قلة الكلام، فـأنا قليل الكلام جدا، أشعر بأني لا أستطيع الكلام، ليس لدي شيء أتكلم فيه، أستصعب الكلام حتى مع أهلي وأقرب أصدقائي، في بعض الأوقات أشعر بأني فارغ، مع أن كثير من الأشياء التي يتحدث عنها أصدقائي، أكون أعرفها مسبقا أو مطلع عليها، لكن لا أجد سببا لذكرها، وفي بعض الأوقات -وهي كثيرة- لا أتذكرها إلا عندما أسمعها مرة ثانية من شخص آخر، أي أن المعلومة تكون مرت علي من قبل لكن نسيتها، و بمجرد سماعها مرة أخرى أتذكر أني أعرفها، وهذه هي مشكلتي الثالثة، وهي النسيان أو عدم التذكر، فأنا أنسى بسرعة ولا أستطيع استرجاع المعلومات.

بالإضافة لقلة الكلام، أعاني من مشكلة أخرى، وهي اللغة الإنجليزية، فكم سنة وأنا أتعلم اللغة الإنجليزية، وإلى الآن لا أتقن التحدث بها، أعتقد أن المشكلة هي عدم ممارستي لها لأني أخجل من الوقوع في الخطأ، حتى لا يسخر الناس ويضحكوا مني، وأيضا أجد صعوبة في تذكر الكلمات وتكوين الجمل.

وفي الكلام أي شيء يكون فيه عواطف لا أستطيع التحدث به أو فيه، مهما كانت بسيطة، لدرجة أني حتى كلمة شكرا وبالذات مع عائلتي لا أستطيع قولها، أشعر بالخجل، ولا أستطيع قولها إلا إذا فرغتها من المشاعر، فأقولها جامدة لا مشاعر فيها ولا أحاسيس، وبما أني أتحدث عن العواطف، فسأتحدث عن عواطفي إن كانت لدي عواطف، أشعر بأني إنسان بدون عواطف، جامد بارد برودا يقتل من هو أمامي.

أشياء أريد أن أذكرها:
- لما يسألني أحد عن رأيي، أحس أني في ورطة لا أعرف ماذا أقول، وبعض الأوقات أحس أن ما عندي رأي أصلا.
- لا أعرف فتح موضوع.
- شخص محبوب بشهادة من حولي، وكثير منهم صارحني بشكل مباشر بأنه يحبني، ومنهم بشكل غير مباشر، وهذا شيء يتعبني ويجعلني أشعر بالمسؤولية الملقاة على ظهري، والتي لا أستطيع تحملها، بالذات شعوري بأني لا أبادلهم الشعور، أو على الأقل ليس بقدر شعورهم ناحيتي، واعذروني على الإطالة.

أرجو مساعدتي، لأني تعبت والله، وهل هذا ابتلاء من الله أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ waheb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا، فكرتك وصلت بشكل جيد.

يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، ولعل ما يمر بك هو أيضا نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، بسبب هذه الحساسية الزائدة عندك، وهو من أكثر أنواع الرهاب، وإن كان العادة أن يحدث الارتباك أمام الغرباء، وكما يحدث معك، إلا أنه قد يحدث أيضا في البيت وبين أفراد الأسرة، حيث يتعثر الكلام كما يحصل معك أيضا.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها: محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم.

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك: هو أن تذكر أنك وكما يبدو من سؤالك في سن الشباب من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا، تذكر أن التجنب، كتجنب الحديث أمام الناس، هذا التجنب لن يحل المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول الاقتراب من الآخرين، وتحدث معهم حديثا بسيطا، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرج مما أنت فيه.

وثالثا مما يعينك: وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك قادم، القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، مثل الجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها عاجلا أو آجلا، -وإن شاء الله- يكون الأمر عاجلا.

مواد ذات صلة

الاستشارات