أخي يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي رغم أن عمره عشرون عامًا، فما العلاج؟

0 551

السؤال

أخي يعاني من التبول اللاإرادي رغم أنه بعمر 20 عاما, ولم يكن يعاني من التبول اللاإرادي في الصغر, ولكن ظهرت عنده تلك المشكلة مؤخرا منذ عدة سنوات, وهذا يصيبه بالحزن والقلق, فأريد من حضراتكم الإفادة بطريقة العلاج, مع مراعاة تفاصيل المشكلة؛ حيث إنها ظهرت في سن كبيرة, فما هو العلاج؟

هل هناك احتمال الشفاء تلقائيا دون علاج - أقصد بمرور الوقت -؟ فأحد أقاربي كان يعاني من تلك المشكلة أيضا, وأكرمه الله بالشفاء من دون علاج, ونرجو من الله أن يجعل الشفاء على أيديكم, ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك على اهتمامك بأمر أخيك, وثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى له العافية.

هذا يسمى بالتبول اللاإرادي المكتسب، بمعنى أن هذا التبول لم يكن موجودا, ثم ظهر بعد ذلك كعلة ثانوية, وليست علة أولية.

حالة أخيك – أيها الفاضل الكريم – تتطلب إجراء الفحص الطبي، فدع أخاك – حفظه الله – يذهب إلى طبيب المسالك البولية، فهنالك إجراءات فحصية ضرورية, وسيقوم الطبيب بفحص البول, وفحص الجهاز البولي، وقطعا سوف يحتاج لإجراء بعض الصور للتأكد من سلامة الجهاز البولي خاصة المثانة والسبيل, هذا فحص مهم, وفحص ضروري، وكثيرا ما تكون الأسباب واهية جدا، فالتهاب المثانة المزمن مثلا قد يكون هو أحد الأسباب.

في بعض الأحيان يتطلب الأمر أيضا مقابلة طبيب الأعصاب، وذلك من أجل الفحص, وإجراء فحص تخطيط الدماغ؛ لأن بعض الناس قد تكون لديهم شحنات كهربائية زائدة في الدماغ، وتؤدي إلى التبول اللاإرادي الليلي، حيث إن هذه النوبات التشنجية قد تأتي ليلا فقط, وهذه الحالات حالات نادرة، لكننا - هنا في إسلام ويب - حريصون جدا أن نعطي الصورة العلمية الكاملة, فالخطوة الأولى إذن هي إجراء هذه الفحوصات الطبية التي ذكرناها ومقابلة الطبيب.

إذا كان هناك سبب فسوف يقوم الأطباء بعلاجه، وإن لم يكن هنالك سبب - بمعنى أن الأمر قد يكون ناتجا من التكاسل مثلا، أو تناول المشروبات في فترات المساء بكثرة، أو عدم ممارسة الرياضة، أو وجود سمنة، فهذا كله يمكن علاجه, وذلك من خلال أن يقوم أخوك بالآتي:

1) إجراء تمارين رياضية، خاصة التمارين التي تقوي عضلات البطن.
2) عليه أن يحاول مسك وحصر البول بقدر المستطاع في فترة النهار، فهذا يعطي المثانة فرصة كبيرة جدا للتوسع من أجل استيعاب أكبر كمية من البول.
3) عليه ألا يتناول أي مدرات للبول, كالحليب, أو الشاي, أو القهوة في فترة المساء.
4) لا بد أن يذهب إلى الحمام قبل النوم، ويجلس ليقضي حاجته، ويجب أن يفرغ مثانته إفراغا كاملا من البول، وهذا لا يتم أبدا إلا من خلال أن يدفع الإنسان البول بعد أن ينقطع، يعني بعد أن ينقطع نزول البول تماما ينتظر قليلا لمدة دقيقة أو دقيقتين، ويحاول أن يدفع لإخراج أي كميات من البول متبقية, وهنالك دراسات أشارت إلى أن بعض الناس حين يذهبون للتبول ينهض الواحد منهم بسرعة جدا بعد أن تنقطع حرة البول، وهذا يجعل المثانة تتعود على هذا الأمر السلبي؛ مما يجعل إفراغ المثانة الكامل غير متوفر، بل هناك دراسة أشارت أن بعض الناس يحملون ثلث كمية البول التي لديهم دائما, ولا يقومون بإفراغها حتى حين يذهبون إلى الحمام.

أيها الفاضل الكريم: هذه أمور تكتيكية، لكنها مهمة وضرورية، حتى وإن كانت بسيطة.

الجزء الأخير هو أنه توجد أدوية فعالة جدا لعلاج التبول اللاإرادي، وهنالك أدوية هرمونية، فمثلا في بعض الأحيان نعطي الهرمون الذي يعرف باسم (vasopressin), وفي أحيان أخرى نعطي أيضا عقار (إمبرامين) وهو من الأدوية الجيدة جدا التي تتحكم في التبول اللاإرادي، ولا تعرف الكيفية التي يعمل بها الإمبرامين، لكنه قطعا أحد مضادات الاكتئاب المعروفة، لكنه وجد أنه بالفعل يساعد كثيرا في مثل هذه الحالات.

هذه المعلومات التي ذكرتها لك معروفة تماما لدى الأطباء، والطبيب الذي سوف يفحصه إن لم يجد أي سبب فسوف يقوم بوصف أحد الدوائين له، وهذا سوف يساعده كثيرا، وحين يتوقف هذا التبول فسوف يحس أخوك – إن شاء الله تعالى – بثقة كبيرة بنفسه، وتزول عنه الوصمة الاجتماعية, والشعور بالحرج؛ لأن الوصمة الاجتماعية في حد ذاتها تسبب إشكالية للإنسان؛ مما يزيد من قابليته لاستمرارية هذا التبول اللاإرادي.

أسأل الله له العافية والشفاء, والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب واهتمامك بأمر أخيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات