السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره خمس سنوات، وهو الطفل الأوسط، يغار من أخته الصغيرة وعمرها عام واحد، ومنذ ولادتها تغير سلوكه وأصبح أكثر عنفا مع أخيه الكبير، ويحس بالاضطهاد، ويأكل أظافره، وعند توجيهه ينظر نظرة تحفزية بشد عضلات وجهه، مع ملاحظة أنه كان كثير البكاء والحساسية، ولكنه أصبح لا يبكي.
كما أنه أحيانا يحلم بأحلام، أو يكلم نفسه مستيقظا، ويقول بأن أمه وأباه وأخاه وكل من في البيت أشرار يريدون أن يضربوه، مع العلم أننا لا نضربه!، ويقول لأمه بأنه يحبها وهي لا تحبه.
نرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om ObydA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع.
تكثر ما يمكن أنسميه "الغيرة" عند الطفل بعد أن يأتي للأسرة طفل آخر أصغر منه، فالطفل الأول والذي كان في وقت من الأوقات محط اهتمام، ورعاية والديه وكل أفراد الأسرة، حيث كانوا يعاملونه وكأنه الملك أو الأمير، وكأنه جالس على عرش المملكة، وبحيث كل ما يفعله يأتي بالبهجة والسرور والغبطة لوالديه ولأسرته، أصبح الآن "رقم اثنين" ولم يعد "رقم واحد".
وليس هذا فقط، وإنما بعد ما كان كل يفعله يسر الأسرة، ويدخل السرور عليها، من مثال عندما خطى الخطوة الأولى، وعندما تلفظ بالكلمة الأولى، بل حتى عندما تعلم دخول الحمام وقضاء الحاجة بالشكل المناسب، أصبح الآن يعاقب على فعل بعض هذه الأمور، أو لم يعد يحصل على الاهتمام والرعاية نفسهما، وليس هذا فقط، وإنما أصبحت أخته الصغيرة تفعل هذا، فإن بهجة الأسرة وسرورها تذهب لما تفعله أخته، وليس ما يفعله هو!
فالمطلوب مراعاة كل هذه الحالة النفسية التي يجد فيها الطفل نفسه، وأن نقوم بتقديم انتباهنا ورعايتنا له في كل أحواله، ولنشعره بأنه عندما أتت أخته الصغرى، فقد ازداد الاهتمام به ولم ينقص، وإلا فهي الغيرة والتقبل السلبي.
ويمكن للأهل تقديم الاهتمام به وبما يفعله بمنتهى الحماس والبهجة، ويمكننا كذلك أن ننمي عنده عاطفة الرعاية والاهتمام بأخته الصغرى، من خلال أن نتيح له فرص طبيعية لتقديم خدمات رعايته لأخته الصغرى، مثل: "أعطني يا ولدي الأمر الفلاني لنقدمه لأختك الصغيرة"، "هيا يا ولدي ساعدني في تقديم كذا"، وبالتالي سنجد خلال الوقت أن هذا الطفل الأكبر أصبح أقل غيرة، وأكثر حرصا على رعاية أخته الصغرى.
وأما بالنسبة للأحلام التي وردت في السؤال، فهي تشير إلى حالة من القلق عند هذا الطفل، ولا بد لنا في هذه الحال من تطمين الطفل، وجعله يشعر بالأمن والأمان، الأمن المادي فلا نهدده بالحرمان، والأمن النفسي المعنوي فلا نهدده بسحب حبنا له، وأمنه بالشعور بالانتماء فلا نهدده بالطرد والحرمان.
والأمر الأخير، أن لا نعول كثيرا على كلام الطفل عندما يقول بعض العبارات السلبية، مثل: "أنت يا أمي لا تحبينني"، فالطفل لا يعني سحب المحبة بالطريقة التي نعبر فيها عن محبتنا له، وإنما هذا أيضا مؤشر غير مباشر للقلق، وعلاجه يكون بتعزيز الثقة بالنفس، وبأن الطفل على شيء، وبأن الطفل نعمة كبيرة من الخالق تعالى للأسرة والأبوين.
حفظ الله طفلك وأعانه على النشأة الطبيعية.