بعد ولادتي أصابني الخوف من الموت والإحساس بالأجل، فما العلاج؟

0 601

السؤال

السلام عليكم..

قبل شهرين ونصف ولدت قيصريا، بعد عودتي لبيتي من المستشفى كنت عادية، ولكن بعد عودة زوجي لعمله في اليوم الذي بعده، أحسست بوحدة، لأني أعيش في غربة، وكنت بمفردي مع زوجي وقت الولادة، وهو الذي اهتم بي.

بعد أسبوعين جاءتني حمى لمدة يومين وذهبت، ولكني كنت أبكي كثيرا، لأني خفت أن أموت وأترك ابنتي، كنت أتخيل أشياء كثيرة، وعندما تبكي ابنتي أشعر بأنها غير طبيعية، وأخاف أن تموت، فأبكي بكاء شديدا، لأنها أول طفلة لي.

ولقد قيل لي: بأنه قد يكون بسبب الاكتئاب ما بعد الولادة، ولكني لم أتناول أي دواء، لأني خفت أن أدمن عليه.

ولكني الآن أصبحت عادية كليا، أضحك وألعب مع ابنتي، وكل شيء طبيعي، ولكن قبل أربعة أيام كنا جالسين أنا وزوجي نتعشى ونضحك، ولكني عندما أردت أن أقوم، شعرت بدوخة، وأن جسمي ثقل علي، وشعرت بضيق في التنفس، وسرعة في دقات القلب، وأصبحت أصرخ وأبكي، وأقول أنا أموت، وأمشي في البيت من مكان لآخر، وأشعر بأن روحي تخرج، وبدأت أصب ماء باردا على وجهي، ومكثت على ذلك الحال قليلا حتى هدأت، ولكن عقلي يفكر في الموت، وتذكرت أشخاصا ماتوا فجأة وبدون مرض في عائلتي، وأنهم كانوا يشعرون بتنميل في أطرافهم مثل ما شعرت أنا بذلك، وكيف أنهم ماتوا وهم صغار، بعدها جلست أبكي.

قبل ولادتي وبعدها عندما كنت أتكلم مع زوجي، كان يقول لي وهو يمازحني، أنني حين ألد ابنتي سيبعثها لأهله حتى تدرس هناك، وهو يعلم كم أحب ابنتي، وأنه لا يفرقني عنها إلا الموت، فكنت أقول له: لا أنا أحب أن تربيها أمي فقط، وليس أحدا آخر. وكان ذلك مجرد كلام، ولكنه بعد ذلك أصبح إحساسا بقرب الأجل، مع أني حاولت أن أزيل هذه الأوهام من رأسي، ولكنها بعد هذا الموقف أصبحت تأتيني هذه الأفكار.

والآن بعد الثقل والتنميل في جسمي، أصبحت أشعر بثقل وتنميل في النصف الأيسر من جسمي، أقصد رجلي ويدي وخدي وعيني اليسرى، ولا أدري أهذه أوهام أم حقيقة، كما أن التفكير بالموت لا يتركني، فبمجرد أن أفكر في ذلك أجد في نفس الوقت شيئا في التلفاز يذكر الموت، فأرتعب، وأشعر بأنه فأل، وعندما يحلم أحد من عائلتي بشخص ميت أرتعب أكثر، حتى أصبحت أرى في منامي أشخاصا ميتين، فهل هذه الأحلام لها علاقة بي؟

أرجوكم ساعدوني، لأني سأجن من التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ foufa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ما حدث لك بعد الولادة قد يكون أحد الاضطرابات الوجدانية التي تحدث في فترة النفاس، وهنالك أعراض كثيرة تصيب النساء خلال هذه الفترة، منها شيء من الاكتئاب، المخاوف، التوترات، هذا كله يحدث، وهذه الحالات كلها تعالج، ومعظمها تنتهي تلقائيا.

ما حدث لك وأنت جالسة مع زوجك الكريم عند تناول طعام العشاء: هذه نوبة نسميها بنوبة الهرع أو الفزع، وهذه النوبات هي نوع من القلق النفسي الحاد جدا، والذي تكون فيه الأعراض الجسدية هي المهيمنة وهي الواضحة ( تسارع في ضربات القلب، ضيق في النفس، كتمة شديدة، تنميل، خدر، وشعور بدنو الأجل )، وهذا حقيقة مزعج جدا للإنسان.

فإذا النوبة التي حدثت لك هي نوبة فزع، وبعد ذلك قطعا توالت عليك الأعراض النفسوجسدية، وهي إفراز لنوبة الهرع التي حدثت لك، وأصبحت تأتيك أنواع من الوساوس والمخاوف المتعددة، وبعد ذلك دخلت أنت وزوجك في بعض النقاشات التأويلية الافتراضية فيما يتعلق بالمستقبل والابنة، وهذا قطعا من وجهة نظري أدى إلى المزيد من الانفعال النفسي السلبي.

الذي أريد أن أصل إليه هو: أنك تعانين من نوع من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، ولديك شيء من القلق التوقعي، وهذه الحالات يتم علاجها من خلال تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضلها عقار (سيرترالين/زولفت/لسترال)، كما أن عقار (دويلكستين) والذي يعرف باسم (سيمبالتا) يعتبر أيضا من الأدوية الجيدة.

فأرجو أن تقابلي أحد الأطباء النفسانيين من أجل المناظرة والتقييم النهائي، وسوف يصف لك الطبيب - إن شاء الله تعالى - الدواء الذي يراه مناسبا.

وفي ذات الوقت أنصحك بأن تكوني إيجابية، وأن تبعدي من مخيلتك التشاؤم والتطير والقلق التوقعي المستقبلي، أنت بخير، - وإن شاء الله تعالى - سوف تظلين بخير.

ممارسة الرياضة فيها فائدة كبيرة جدا لنوبات الهلع والهرع، كما أن تمارين الاسترخاء نعتبرها ضرورية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم 2136015 أرجو الرجوع إليها، ومحاولة الاستفادة من الإرشادات والتوجيهات الواردة بها، فهي مفيدة جدا - إن شاء الله تعالى -.

إذا كنت تفضلين القراءة، فهناك كتب جيدة جدا، كتب عن الذكاء الوجداني، وهناك كتاب للشيخ عائض القرني ( لا تحزن) نعتبره من المراجع الممتازة جدا، فاحرصي على اقتناء بعض الكتب التي سوف تساعدك - إن شاء الله تعالى -.

ولا بد أن تكوني حريصة على صلواتك في وقتها، وأن تكثري من الدعاء، وثبتي وردك القرآني اليومي، فهذا سيعود عليك وعلى أسرتك - إن شاء الله بخير - ونفع كبير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات