السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي مثل مشكلة الكثير، فأنا فتاة في السادسة عشر من عمري، وأنا لا أعرف في أي مجال أتخصص العلمي أم الأدبي، ولقد استخرت ربي، واليوم رأيت إشارة ما فتحدثت مع خالي، وعرفت أنني أميل للأدبي أكثر من العلمي، وأصبح لدي هدف وخطوات محددة، وأعرف الآن ماذا أريد، ولكن المشكلة هي أمي فهي تريدني أن أصبح طبيبة، وأنا أكره الطب والدماء، ولا أحب أي شيء مرتبط بالطب.
عموما فهي تعبت معي وأنا كنت في مدارس خاصة، ونخبة عالية من المدرسين، لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أصبح مثلما أريد وأحب؟ أم أرضخ لإرادة أمي؟ وإذا خالفت إرادتها هل أكون بذلك عاصية وعاقة؟
مع العلم أني متأكدة وواثقة أن الله سيوفقني لهذا التخصص الذي أريده، وهذا التخصص هو الألسن وأكون معي أكثر من لغة، وأكون شيئا كبيرا في التنمية البشرية مثل دكتور إبراهيم الفقي وأنا واثقة من قدراتي فماذا أفعل؟
مع العلم أني استخرت ربي، ورأيت الإشارة وصدري منشرح لهذا التخصص، فأرجو الإفادة وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا في موقع الشبكة الإسلامية.
أكاد أرى من خلال كلامك وما بين السطور فتاة طموحة وقوية الشخصية، وذات رغبات عالية، ولن تكوني عاصية لأمك التي من الواضح أنك تحبينها وحريصة على رضاها، وعدم استجابتك لرغبتها بدخول الطب لا يجعلك عاصية لها، ففي نهاية الأمر هذه حياتك التي ستمارسينها لسنوات وسنوات، فكيف تأسرين نفسك في شيء لا تحبينه؟
وباعتبار أن رغبتك ورأيك توافق مع رأي خالك، فاتركي له أن يقنع والدتك بهذا الأمر، وقولي لها بكل بساطة أنك تحبين رضاها وطاعتها، إلا أنك لا تحبين ولا تميلين للعلوم الطبية، وأنك تحبين الأدبيات واللغات عموما، وأنا متأكد أن والدتك ستتفاعل معك، وتقبل بما تريدين، ولو تأخر عندها هذا، حيث قد تطمع بأن تغيري رأيك، ولكن بعد بعض الوقت ستسير على رغبتك واهتمامك.
وكم نحن في حاجة لمن يتابع عمل المرحوم د. إبراهيم الفقي، ومن يدري ربما تنشأ عندنا فتاة خبيرة في التنمية البشرية والتي نحتاجها في كل بلادنا العربية والإسلامية، وخاصة خلال العقود الآتية.
لا أريد أن أترك هذه الفرصة من دون أن أذكر أن تخصص علم النفس، هو المجال الذي يقع بين العلمي والأدبي، فأولا ليس فيه دماء وجراحة، ولكن فيه الكثير من التعرف على الإنسان والنفس البشرية، وقد تكون حلا وسطا بين العلمي والأدبي، وهو تخصص سيفيدك أكثر من اللغات في مجال التنمية البشرية، وما كان للدكتور إبراهيم الفقي أن يحقق ما حقق لولا نتائج علوم النفس والسلوك، وكم نحن مقصرون في العلوم الإنسانية، وإذا أحببت يمكنك قراءة مقالي "المسلم وعلم النفس" والذي يمكنك الحصول عليه من موقع غوغل/ والرأي في النهاية لك، فهي حياتك.
وفقك الله وجعلك من المتفوقات الناجحات.