شعور بالخوف يصاحبه رعشة ورغبة في الانعزال.. ما تشخيصكم؟

0 445

السؤال

السلام عليكم.

عمري 22 سنة، طالبة جامعية، محافظة -والحمد لله- أسعى للالتزام، تعرضت لظروف في حياتي أثرت كثيرا أولها المرض الروحي الذي دمر حياتي، وسبب لي حالة نفسية، فبعد أن كنت اجتماعية ومرحة وقوية أصبحت انعزالية، وكئيبة، وأحس بأن نفسيتي مهزوزة وهشة.

بدأت تأتيني حالات خوف من غير سبب، وبسبب انفعالات عصبية الشعور بألم معنوي يصاحبه كآبة والرغبة في البكاء حتى من غير سبب كثرة التفكير المرهق، إذا تحدثت مع أحد ينتابني شعور بالخوف، ورغبة في الانعزال، وخوف من التلعثم يصاحبه خفقان ورعشة، أنا فعلا أحتقر هذا الشعور، لكن كيف السبيل إلى التخلص منه؟ لأنه بدأ يسبب لي الانزعاج والخجل والتأثير النفسي السلبي.

أحس أن نفسي متضايقة، وخائفة طوال الوقت، لا أشعر برغبة في الضحك نهائيا إذا ضحكت مع عدم الرغبة في ذلك ينعكس علي بشعور برغبة في البكاء عشت ست سنين أدافع مرض الروح، وأحاول أن أجعله في نطاق معين، فكنت أدفع الشعور بالكآبة والحزن واليأس طوال هذه المدة، وأحاول تجاهل الكآبة، لكن الآن مع توالي الأحداث والتعرض لكثير من الضغوطات استولت علي، وبدأ الشعور باليأس والحالة النفسية التي فصلتها.

أحيانا أقول لنفسي أنا أعرف سبب تعبي النفسي هذا مع الظروف التي ذكرتها، أقول هل من الممكن أن يكون الصدمة تسبب حالة نفسية كالتي أعاني فعند تأخر دراستي خمس سنوات ذهبت لتقديم أوراقي للتسجيل مع جميع الظروف الصعبة والضغوط فقيل لي: إني قبلت ففرحت فرحا شديدا لدرجة البكاء الشديد، لكني لم أبك لوجود والدي معي في السيارة، فكبتها ثم عند رجوعي للبيت علمت أنه لم تنته عملية تسجيلي بالجامعة، وقد يتم رفضي، وكان الأمر بالرفض هو الأكيد لقوانين إدراية، فأحسست بشعور لا أستطيع أن أصفه بأي وصف، أنه مثل (شخص يقف في وسط جماهير ويصيح قائلا: (خلاص) إلى هنا تنتهي قدرتي على التحمل).

من هذه اللحظة تغيرت حياتي للأسوء، صرت لا أشعر بشيء، أو أبالي بشيء أشبه بشخص قد تعرض لصدمة، وزاد هذه الحالة سوء الذنب الذي أذنبته، فبدلا من أن ألجا إلى الله بعد هذه الصدمة، وأستعين به لجأت لمشاهدة الأفلام بعد أن تركتها سنتين لعلها تنسيني ألم ما أحس به، من هنا عرفت لماذا بعض الناس يتناولون المخدرات (عفانا الله) فقد لجأت لمعصية، وعندها أحسست بشعور من الخوف الشديد، وصدمة الوعي لعظم الذنب، والخوف من أن الله سيخسف بي الأرض و.. ومن يومها تبدلت حياتي إلى ما أعاني.

الحمد لله تبت من ذنبي، ولكن، هل ما حصل سببه ذنبي أم هذا من أثر توالي الصدمات؟ فأنا بطبعي ضعيفة لا أحتمل وزاد ذلك نفسيتي المتعبة من قبل ذلك.

الحمد لله أنا راضية بما يقسمه الله تعالى لي، لكن الحالة الوحيدة التي أرغب من حضرتكم أن تعطوني لها حلا هي الشعور بالخوف عند التحدث مع الناس، والخوف من التلعثم حتى أني لم أعد قادرة حتى على الجلوس على المائدة مع أخواتي وحتى الخوف عند الحديث أن أضع عيني في عين مع من أتحدث، ودائما الشعور بالكآبة، والخوف الشديد ومتضايقة حتى صرت لا أمارس حياتي بشكل طبيعي، وإنما عزلة وخوف.

الله المستعان، أعلم أن الله تعالى جعل الداء، وجعل له الدواء، فهل حالتي خطيرة؟ هل أحتاج إلى تناول عقاقير مع أني خائفة من الأدوية النفسية جدا؛ لأني أعلم دكتورا نفسيا كان يتناولها فأصيب بالجنون، وأخاف من أن أدمن عليها، أو تسبب لي المضاعفات مستقبلا إذا تزوجت مثلا.

وهل حالتي تمنعني من الزواج؟ لأني صرت أستحي من حالتي؟ وأخاف الزواج، وأنا في هذه الحالة وبدأت أرفض الخاطبين ويئست من أني سأتزوج.

أنا أتطلع بشدة لسماع نصائحكم الذهبية والمفيدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيلفيا سامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شعورك بالدائم بالإحباط والقلق والتوتر وعدم الفعالية ربما يكون سببه تفسيرك الخاطئ والسلبي للأحداث الحياتية، هنالك ما نسميه بالتغيير المعرفي السلبي، بعض الناس تتساقط عليهم أفكار سلبية يقبلونها، وحين تتساقط عليهم الأفكار الطيبة والخيرة يجعلوها تمر مرور الكرام دون تدبر أو تأمل، ولذا تجد أن الحيز العاطفي لديهم يملأ بما هو سلبي وبما هو محزن ومخيب للآمال.

أيتها الفاضلة الكريمة: إن شاء الله أنت بخير، ويجب أن تعيدي تقييم نفسك، ابحثي عن الجوانب الإيجابية في حياتك، فأنت شابة، محافظة وبفضل الله تعالى، لديك أسرة كريمة، المستقبل إن شاء الله تعالى لك.

لا بد أن تبني فكرا إيجابيا معرفيا جديدا، وهذا يأتي بالتدرج، ضعي لنفسك برامج يومية، أحسني من خلالها إدارة وقتك، وحين تسبق الأفعال المشاعر السلبية والأفكار السلبية يجد الإنسان أنه من خلال إنجازاته الفعلية قد غير وبدل فكره ومشاعره إلى ما هو إيجابي مما يجعل الإنسان فعلا يحس بالإنجاز والسعادة إن شاء الله تعالى.

مشكلتك الآن تنحصر فيما يمكن أن نسميه بالرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، القلق قد يتحول إلى مخاوف، وهذا هو الذي تعانين منه، الأمر يتطلب منك المزيد من الثقة في النفس، المواجهات، ولا تحقري من ذاتك، ولا تقللي من شأنها، أكثري من الاطلاع؛ لأن الاطلاع واكتساب المعرفة يجعل الإنسان أكثر ثقة في نفسه، ويستطيع أن يحاور، ويستطيع أن يثبت ذاته من خلال مثل هذه الفعاليات.

العلاج الدوائي أنا أراه سوف يفيدك كثيرا، وأنا أؤكد لك أن الأدوية غير الإدمانية موجودة، وما حدث للطبيب قطعا هو أمر مؤسف، لكن بكل تأكيد حالته ليست كحالتك أيضا، والمرضى النفسانيين غير متطابقين، وحالتك ليست حالة مرضية، إنما هي مجرد ظاهرة بسيطة جدا، والدواء لا يمنعك الزواج ولا يمنعك الحمل -إن شاء الله-، على العكس تماما سوف تحسين أن حياتك قد تبدلت وتغيرت وأصبحت طيبة.

إن استطعت أن تذهبي للطبيب النفسي سوف يؤكد لك على ما قلته لك، وإن لم تستطيعي أرجو أن تثقي فيما أقوله لك، واذهبي بعد أن تستأذني أهلك، تحصلي على أحد الأدوية التي تعالج المخاوف القلقية ذات الطابع الاجتماعي، ومن أفضلها دواء يعرف باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، ابدئي بتناول الدواء بجرعة عشرة مليجرام – حيث إن الحبة تحتوي على عشرين مليجراما، وهذا يعني أن تتناولي نصفها – تناولي هذه الجرعة يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، وهذه جرعة بسيطة جدا، ولا تحتاج أن تزيديها، تناولي حبة كاملة من الزيروكسات يوميا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وإن شاء الله تعالى هو جيد ومفيد، وبارك الله فيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات