السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمي عمرها 52 عاما، وهي غير متعلمة، ونعتقد أنها تعاني من القلق والاكتئاب بشكل خفيف، لأنها كل يوم في الظهر تختلق المشاكل، وتصرخ علينا وتدعو علينا بدعاء سيء، وتحب دائما الرياء، وأن يقول الناس عنها أنها أحسن امرأة بعمل البيت، والالتزام ومساعدة الناس، وتهمل أولادها بل وتسخر منا أمام الآخرين، كي تبدو أفضل منا، مع العلم أنها عاشت بين والدين منفصلين، وأختين الكبرى منهما متسلطة، ووالداها عصبيان، وأمها لديها قليل من الوسوسة حول النظافة، لكن مع هذا كله لا تأتيها نوبات قلق، وعالجناها دون أن تعرف، وأعطاها الدكتور amitriptyline 25 mg، تحسنت قليلا فقط، وما زالت تسيء إلينا وتصرخ، فماذا نفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء، والأعراض التي تعاني منها والدتك قد تكون فعلا سببها نوع من الاكتئاب النفسي، أو ربما تكون لديها مشاكل وصعوبات أيضا في شخصيتها، أو ربما تكون لديها بعض الاضطرابات الهرمونية، لاسيما أن النساء في مثل عمرها تحدث لهن بعض الاضطرابات الهرمونية، فأعتقد أن والدتك تحتاج حالتها إلى مراجعة من قبل الطبيب الذي أعطاها الإميتربتالين، لا بد أن تجرى لها الفحوصات الهرمونية، للتأكد من الهرمونات النسائية، وكذلك هرمون الغدة الدرقية، ومن ثم يستطيع الطبيب أن يضع لها الخطة العلاجية.
عقار إميتربتالين ممتاز جدا، لكن غالبا تكون الجرعة التي تتناولها الآن غير كافية، ربما تحتاج إلى خمسين مليجراما، أو خمسة وسبعين مليجراما يوميا، لكن يجب أن يكون هنالك بعض الحذر، لأن هذا الدواء أيضا قد يرفع مزاجها أكثر مما يجب، وإذا حدث شيء من هذا القبيل يكون تشخيص حالتها هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وليس الاكتئاب آحادي القطب، هذه الأمور الفنية مهمة جدا، وهي معروفة لدى الأطباء المختصين، فأرجو أن تعرض والدتك على الطبيب، وأنا متأكد أنه سوف يتم التحكم في انفعالاتها، وتصرفاتها السلبية من خلال تحسين مزاجها وضبطه، وتوجد أدوية كثيرة أخرى غير الإميتربتلين، -وإن شاء الله تعالى- إن رأى الطبيب ما يتطلب أن يضيف لها دواء آخر، سوف يقوم بذلك.
من جانبكم قطعا لا بد أن يكون هنالك نوع من التحمل لتصرفاتها، وأن تسمعوها الكلمة الطيبة، وأن تكون مشاعركم نحوها إيجابية، قطعا هذا سوف يجعلها تغير من مسلكها حيالكم، هي والدة ولديها حقوق، ولا شك في ذلك، ونحن دائما ندعو إلى الصبر في مثل هذه الحالات، -وإن شاء الله تعالى- لكم الأجر والثوب العظيم، وفي ذات الوقت سوف يساعد صبركم، وإبداء مشاعركم الإيجابية نحوها على تعديل سلوكها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.