السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الجميل والمفيد والمتميز، وأنا أعتبره من أفضل المواقع عندي..
استشارتي هي أني أريد تأجيل الدورة الشهرية حتى أتمكن من صيام شهر رمضان كاملا، والدراسات أظهرت بأن حبوب منع الحمل لا تؤثر على خصوبة السيدة أبدا بعد إيقافها، فلماذا أنتم تنصحون التأجيل فقط في مثل ظرف الحج لأداء المناسك التي لا يمكن تأجيلها؟
المريض السكري: ما هي النسبة التي يجب على الصائم أن يفطر فيها مادام هناك مقياس سكري متوفر عند أكثر مرضى السكري؟، ولماذا ينتظر حتى يحصل معه نوبات نقص السكر، أو الارتفاع الشديد في سكر الدم لقطع صيامه فورا؟، أو أن يشعر بعلامات نقص السكر من تعرق ودوخة وخفقان؟
وفقكم الله لما فيه الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
تأجيل الدورة من الأمور التي استجدت في حياة السيدات في السنوات الماضية، ولنا في قصة أمنا عائشة - رضي الله عنها - المثل والقدوة، حينما حاضت في أداء المناسك، وهذا هو قدر النساء، ولا ينقص ذلك من إيمانها شيئا، وهو للعلم ليس واجبا على المرأة أن تؤجل الدورة لأداء المناسك سواء الحج أو صيام رمضان.
ولكن لمن ترغب: فإن حبوب الهرمونات (primolot N) يمكن أخذها قبل ميعاد الدورة الجديدة بأسبوع إلى 10 أيام، وتؤخذ يوميا قرصا صباحا ومساء ولمدة 10 إلى 15 يوما، وحتى قرب انتهاء المناسك في الحج أو اليوم الأخير من شهر رمضان، ثم التوقف عنها وانتظار الدورة، ولكن قد تحدث زيادة في الدورة سواء في عدد الأيام أو كمية الدم النازل، مع بعض الزيادة في الألم، ويمكن أخذ المسكنات لتلك الزيادة في الدم والألم، ولا بأس في ذلك، والاختيار لك، فالحبوب غير واجبة شرعا، ولكن لمن رغبت في تناولها فلها ذلك - إن شاء الله -.
أما بالنسبة للموضوع الخاص بالسكر والصيام:
- فإن النوع الأول من السكر الذي يصيب الأطفال والمراهقين، والذي يعتمد في العلاج على الأنسولين، لا يستحب معه الصوم، لأن هبوط السكر يحدث كثيرا بسبب طول ساعات الصيام، ولذلك لا يجب الصوم على هذا النوع من السكر.
- أما النوع الثاني من السكر، والذي يعتمد على تنشيط غدة البنكرياس لإفراز الأنسولين، وعلى تناول حبوب الـ (جلوكوفاج Glucophage) لتحسين عمل الأنسولين، وتقليل حساسية الخلايا تجاهه، فإن الصيام من الأمور الطيبة التي تساعد كثيرا في ضبط نسبة السكر في الدم، مع تقليل الجرعات من أنواع الحبوب المستخدمة، والاستعانة على ضبط الجرعات عن طريق:
أولا: استشارة الطبيب المعالج.
ثانيا: عن طريق فحص السكر للصائم قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، ومعرفة نسبة السكر في ذلك التوقيت، وإذا وصلت نسبة السكر لدى الصائم إلى أقل من 90 مج، فيمكن التوقف عن العلاج تماما طوال الشهر، مع الأخذ في الاعتبار كمية النشويات والحلويات التي تؤكل في شهر رمضان، والتي ترفع من نسبة السكر كثيرا، ويستحب معها الصوم لضبط النسبة مرة أخرى.
وعلى العموم: يمكن لمعظم مرضى السكر من النوع الثاني الصوم دون خوف من هبوط السكر على الإطلاق، والأعراض كما ذكرت في رسالتك: الخفقان، والدوخة، والجوع، والصداع، وعند الشعور بهذه الأعراض يمكن فحص السكر وقياس نسبته، وإذا قلت النسبة عن 70 إلى 80 مج، فيجب التفكير في كسر الصوم، والمسألة مرتبطة بنية الصائم في استكمال صومه طلبا للعفو والرضى من الله سبحانه وتعالى، وليس في الأمر ذريعة أو طلبا لرخصة الإفطار.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.