أخاف من الجن وبيتنا مليء بالصراصير والمشاكل!!

0 652

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة في الـ 23 من العمر، أعاني من الخوف من الجن والشياطين، ومن سيرتهم، وأخاف جدا من الظلام؛ بسبب موقف حدث لي منذ 8 سنوات، بسبب المعاصي، والبعد عن الله، ومع الرقية يخف الخوف بشكل كبير، لكن لا يذهب نهائيا.

أريد حلا وطريقة أقوي بها إيماني، لكي يخاف الجن مني، ويهربوا، مثل عمر رضي الله عنه، وكيف أكون صادقة ومخلصة لله؟ أحس أني منافقة ولست مؤمنة الإيمان الحقيقي الذي يريده الله، مع أني تبت، وأصبحت أحافظ على الصلاة في وقتها، لكني أظن أن الخوف جعلني مشركة، وأصبحت بعيدة عن الله.

بيتنا مليء بالصراصير بشكل مخيف جدا في كل زاوية وفي كل مكان، حتى من كثرتهم فإنهم يتمشون في البيت، وقد حاولنا التخلص منهم بكل الطرق، لكن دون جدوى، فالسموم والمبيدات لا تنفع؛ فمهما قتلناهم فهم في زيادة غير طبيعية منذ خمس سنوات، وقد لاحظنا أنهم في رمضان يختفون قليلا، فشككنا أنهم من الجن، مع أننا دائما نفتح صوت القرآن في الليل والنهار، لكن لا أعلم كيف يتواجدون في حضور القرآن!؟ ونحن صالحون محافظون على الأذكار والصلاة، ونخاف الله جدا، لكن بيتنا مليء بالمشاكل والخصام يوميا حتى دون سبب.

بدأنا نقرأ البقرة منذ يومين، فأحسسنا براحة عظيمة، وأصبح البيت هادئا، وقلت الصراصير، ولم نحلم بالشياطين، وسؤالي: كيف نطردهم نهائيا من البيت؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة-؛ فإن الخوف من الجن والشياطين وسماع سيرتهم أمر شائع ومنتشر؛ فإن معظم الناس يخافون من المجهول، ولذلك بعضهم يخاف من الظلام -كما ذكرت أنت-، وبعضهم يخاف من الشياطين والجن على اعتبار أن هذا عالم غيبي، وقد يتصوره الإنسان بصورة بشعة، ولذلك إذا واصل الإنسان التفكير في هذه الأشياء؛ فإن الأمر سيتحول إلى حالة مرضية، ولكن لو أننا حللنا الأمر إلى عناصره الأولى: ما الذي يستطيع الجن أن يفعله معي؟ الجواب: لا شيء، ولا الشياطين كذلك، ولا الظلام أيضا لو أني دخلت في الظلام وخرجت منه، فلابد أن نتخيل الحقيقة، الخوف يأتي بسبب التهويل، أي أننا هولنا صورة الجن وصورة الشياطين، وهولنا شدة الظلام، حتى أصبح حاجزا نفسيا قويا قبل أن يكون شيئا واقعيا.

ولذلك أول ما ينبغي أن نبتدئ به في الحل: أن نفكر أولا في حقيقة هذه الأشياء، هل هذه أقوى أم الله سبحانه وتعالى؟ أليست مخلوقة مثلنا؟ أليس الضار والنافع والمعطي والمانع هو الله؟ إذا: لماذا أخاف من هذه الأشياء؟!

حاولي -بارك الله فيك- أن تديري هذا الحوار بينك وبين نفسك بعيدا عن أحد؛ لأنك في حاجة إلى إدارة هذا الحوار، حتى ولو اضطر الأمر أن تذهبي إلى أخصائي نفسي ليستطيع أن يخرج من نفسيتك هذه الأشياء التي تخافين منها؛ لأن خوفك منها هو نوع من الوهم، ولا يمت إلى الحقيقة بصلة.

فيما يتعلق بسؤالك: كيف تكونين صادقة ومخلصة مع الله تبارك وتعالى، لأنك تشعرين بأنك لست مؤمنة الإيمان الحقيقي؟
أقول: عليك أولا بقراءة القرآن بانتظام، اجعلي لك وردا من القرآن يوميا تقرئينه، ولو كان هناك تفسير مبسط مثل (تفسير الشيخ السعدي) حتى تعرفي المعاني التي تقرئينها؛ فهذا شيء طيب..هذا أولا.

ثانيا: عليك بذكر الله سبحانه وتعالى، خاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار ما بعد الصلاة، وأذكار ما قبل النوم، وأذكار الاستيقاظ، والإكثار من ذكر الله أيضا ما بين الحين والآخر؛ هذه من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الإيمان، وإلى تثبيت الإيمان في قلب العبد المؤمن.

ثالثا: الدعاء والإلحاح على الله تعالى: أن تكثري من الدعاء أن الله يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للإيمان، كقول: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} ومن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- : (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، (اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي لطاعتك) وكدعاء: (اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي، وكره إلي الكفر والفسوق والعصيان، واجعلني من الراشدين) وغيرها من الأدعية والذكر.

رابعا: من العوامل التي تعينك على ذلك الرفقة الصالحة، فابحثي لك عن بعض الأخوات الصالحات اللواتي في مثل سنك، وحاولي أن تجتهدي في إقامة أي نشاط دعوي معهن، ولو حلقة تعليم أو حلقة قرآن، أو محاضرات أو ندوات، أو غير ذلك؛ فإن الصاحب ساحب كما تعلمين، وإذا كانت الصاحبة صالحة قطعا ستصحبك إلى الخير، وستكون العلاقة بينكما علاقة إيمانية ربانية.

خامسا: مما أوصي به قراءة قصص الأنبياء والرسل، وقصص المرأة المسلمة في التاريخ؛ لأن هذا سيعطيك نماذج لعباد صالحين من الرجال والنساء، وأيضا تحليل هذه الشخصيات سيؤدي بك إلى معرفة نموذج من الممكن أن تقتدي به.

سادسا: قيام الليل، فإن قيام الليل شرف المؤمن والمؤمنة، وهو دأب الصالحين، فإن ذلك يزيد في إيمان العبد ويقوى به.

سابعا: تذكر ما عند الله من النعيم المقيم لعباد الله الصالحين، وما هنالك من العذاب الأليم للعاصين والمجرمين والفاسقين -والعياذ بالله-.

إذا: هذه الأشياء جزء من خطة الحل، لو أن الله من عليك بذلك أو بعضه سوف تتحسنين تماما، خاصة الدعاء؛ لأن الدعاء في غاية الأهمية، والصحبة الصالحة.

فيما يتعلق بقضية الصراصير: ما دمتم قرأتم سورة البقرة، ووجدتم أن الصراصير تخف إلى حد كبير؛ فأنا أرى مواصلة الرقية، ومواصلة قراءة سورة البقرة، خاصة أيضا في سؤالك الأول أو في الجزئية الأولى، تقولين بأنك تقومين بعمل الرقية، ولكنك ترجعين مرة أخرى إلى الضعف، أقول: الرقية قد تكون جاءت من شخص هذه إمكاناته، ولذلك لا مانع من أن نستعين بعد الله تعالى براق آخر قد يكون أفضل، وأيضا تكثيف الرقية، يعني قد تكون الرقية -مثلا- مرة واحدة في الشهر، ونحن نحتاج إلى مرتين أو ثلاث أو أربع.

إذا: الرقية هي خير علاج لهذه الأمور كلها التي جاءت في رسالتك، ولكن -كما ذكرت لك- الراقي كالطبيب، والطبيب قد يوفق لمعرفة العلاج وصرف الدواء، وقد لا يوفق، وقد يكون راقيا مشهورا، ولكنه يأتي عندنا ولا يستطيع أن يحقق شيئا؛ لأنه قد يكون متعبا، وقد يكون غير مهيأ نفسيا، لذلك: لا مانع من أن نستعين بواحد واثنين وثلاثة وأربعة، وأنا أنصحك بتشغيل رقية الشيخ محمد جبريل الصوتية في المنزل؛ حتى يتم القضاء على هذه الصراصير نهائيا.

إذا: عدم الاستفادة الكاملة بصفة نهائية من الرقية الشرعية سببه عدم تكثيف الرقية، أو عدم تكرارها، أو عدم تركيز الرقية، فعلينا أن نكرر، وكذلك نركز أيضا، وأعتقد أنكم لو حفظتم الأحاديث والآيات المتعلقة بالرقية من الممكن أن تقوموا برقية أنفسكم عشرات المرات يوميا؛ حتى يكون الأمر طيبا، وحتى تذهب عنكم هذه المشاكل نهائيا، وحتى تكونوا بنعمة الله إخوانا.

أسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير، وأن يعينكم على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات