السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، لدي من الأصدقاء والأحباب في حياتي ما يساعدني على حمد الله كثيرا أنهم في حياتي، كثيرا ما أشعر عندما أتكلم معهم، أو مع أي شخص عموما لا أعرفه جيدا بعدم التواصل معهم بشكل جيد، تواصل بشأن الأحاديث والكلمات، فكثيرا لا أركز فيما أقوله فأنسى ما أقوله، أو أتعثر في رواية حدث، أو في أي شيء، وأحيانا لا أنظر لوجه الذين يحدثونني ظنا أني عندما أنظر إليهم سأتعثر، أعلم أن هذا التعثر أحيانا ينبع من عدم الثقة في النفس، لكني لست كذلك، لا ينقصني شيء، قانعة بما آتاني الله، لا أحب الذين ليس لديهم ثقة بأنفسهم أو ضعفاء الشخصية، فهل أنا مثلهم؟ أريد حلا لمشكلتي، تمارين لأدرب نفسي، وأنطلق دون تعثر في روايتي لأي حدث أو شيء.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اضطراب سلوك الشخص أحيانا نتيجة للظروف النفسية المحيطة به، كانفعالات الخوف والغضب، وأحيانا القلق الشديد على تجويد عمل بعينه، أو الحذر الشديد من الوقوع في الخطأ، أو إظهار العيوب، فالكلام سلوك يتأثر كغيره من السلوكيات بالحالة النفسية للفرد، وهو قبل أن يكون كلاما ملفوظا كان تفكيرا، والتفكير نشاط عقلي يضطرب أحيانا من ناحية محتواه، ومن ناحية مجراه، وبالتالي يحدث للكلام ما يحدث له.
والعلاج في هذه الحالة يستهدف تنظيم التفكير، فإذا نظمت أفكارك ينتظم كلامك، مثلا قبل سرد القصة لصديقاتك، أو قبل التحدث عن الواقعة أو الحادثة أو الخبر، نظمي تفكيرك في شكل نقاط أولا، وابدئي الحديث بالنقاط العامة ثم التفاصيل، تكلمي بهدوء ولا تستعجلي، وخذي نفسا عميقا بين الحين والآخر أثناء الحديث، ركزي على محتوى الكلام ولا تركزي على من تحدثين من الناس، فالكل يصغي إليك، تحدثي أمام المرآة لملاحظة ملامح وجهك أثناء الكلام لضبط الحركات غير المرغوبة.
مرني نفسك على النقاط السابقة كلما سنحت لك الفرصة، وغذي تفكيرك بالمواظبة على القراءة، والاستماع للعلماء لكي تزيد حصيلتك اللغوية، مما يساعد على اختيار الكلمات بسهولة، وأكثري من هذا الدعاء: (ربي اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي).
وفقك الله.