السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب في الـ 26 من العمر، أحببت فتاة منذ أيام الجامعة، وتعلق قلبي بها، ولكن لظروف الحياة وعدم القدرة على الزواج لم أستطع الارتباط بها ذلك الوقت.
مرت ثلاث سنوات منذ أن تخرجت والتحقت بوظيفة جيدة، وبدأت في التفكير في التقدم لخطبتها، والمضي قدما في هذا الأمر.
قابلت أهلها وأخبرتهم بأني أريد الارتباط بها، وأخبرت والدي بالأمر، وكانت الأمور تسير على ما يرام، إلا أن هناك أمرا ما كنت أخفيه على الجميع، حتى أهلي وهو أن الفتاة كانت تعاني من مرض يدعى الجنف، يصيب العمود الفقري والفقرات الظهرية بانحناءة تعيقها نوعا ما، وتصيبها بالإجهاد، أخبرتني به منذ أن عرفتها، وبدأت علاقتنا، الفتاة ذات خلق ودين ويشهد بذلك كل من عرفها وتعامل معها.
قمت بتجهيز نفسي، وأخبرت الفتاة أني آت لخطبتها مع أهلي، وحددت موعدا معهم، وقبل الذهاب إليهم أخبرت أهلي بحقيقة مرضها، وما تعاني منه، فكانت الصدمة بالنسبة لهم، وانقلبت الأمور رأسا على عقب، وامتنعوا عن القدوم معي ومرافقتي، وطلبوا مني إغلاق هذا الأمر، والابتعاد عن هذه الفتاة، وأنهم لن يأتوا لخطبتها إلا بعد التأكد من سلامتها، وإجرائها للعملية.
علما أن والدها على سن المعاش، ولا قدرة لديه على إجرائها لها، وساءت الأمور كثيرا بيني وبين أهلي، لشدة تعلقي بهذه الفتاة.
أنا الآن في حيرة من أمري، ولا أدري ماذا أفعل؟! ما حكم الدين في هذا الأمر؟ هل يجوز للأهل التدخل ومنعي من الارتباط بها؟ هل يجوز لي الخروج عن طاعتهم والزواج منها؟ مع العلم أني قد عجزت تماما عن إقناعهم ومحاولة تجاوز هذا الأمر.
لكم مني جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، وكم تمنينا في مثل هذه الأحوال أن تستشيرنا قبل أن تخبر الأهل، وقبل أن توسع الدائرة، وقبل أن تتعقد المشكلة، فإن هذه العيوب التي لا تؤثر على أصل الحياة الزوجية، ولا تؤثر على وظائف المرأة، ولا تؤثر على تحقيق العفاف بالنسبة للطرفين، ليس من الضروري أن يعلم بها الناس أو تعلنها بين الناس.
لذلك نحن نتمنى أن تنجح في إقناع أسرتك، ونتمنى أن تجد من العقلاء والفاضلات من يستطيعون أن يتوسطوا في هذا الأمر، لأن الأهل طبعا هم سيشدون لأنهم يريدون مصلحتك، ولكننا نريد أن تنظر للأمور من كافة الزوايا، والإنسان يتخيل لو أن هذه أخت له ماذا يريد لها؟ فالإنسان يريد الخير لأخته، (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) يكره لأخته ما يكره للآخرين.
لذلك نتمنى أن تستمر في إقناعهم، بمحاولة الخروج من هذا المأزق الذي نعتقد أنك أدخلت نفسك فيه، وإذا كانت الفتاة صاحبة دين ويشهد لها بالخير وتجد في نفسك ميلا إليها، فإنه لا مانع من الزواج بها.
أرجو أن تنجح في إقناع الأهل، وهذا لا يعتبر من البر لهم أن تترك الفتاة من أجل هذا السبب، والإنسان لا يأمن على نفسه، قد يتزوج فتاة سليمة ثم تمرض في يوم زواجها أو بعد ذلك، أو يمرض الرجل، ولذلك المرض من تقدير القدير سبحانه وتعالى، والإنسان لا يعيب على الناس أمراضهم، ولا يقف منهم مثل هذا الموقف لأنهم مرضى، مثل هذه الأمراض التي ليس لهم يد فيها.
على كل حال نتمنى أن تتوجه إلى رب الأرض والسموات، فإن قلوب الأسرة بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على إقناعهم، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.