أعاني من الهلاوس السمعية.. هل يمكن زوالها مع الوقت؟

0 579

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب عمري 30 سنة، غير متزوج، ولا أعمل، أتناول دواء (ريسبردال) حقنة 50 كل أسبوعين، وحبة (ريسبردال) 2 ملغ قبل النوم، ولكن لا زلت أعاني من الأصوات (الهلاوس السمعية)، أردت أن أعرف هل تزول هذه الأصوات مع الوقت أم لا؟ لأني بصراحة تعبت منها كثيرا.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن عقار (رسبريدال Risperdal) من أفضل الأدوية، ونجاح شركة (جانسن) في استخلاص هذا الدواء ليعطى في شكل حقن مرة واحدة كل أسبوعين كان فتحا وحدثا طبيا كبيرا ساعد الكثير من الناس.

إذن أنا أقر تماما استمرارك على هذا الدواء، وبالرغم من أنه دواء مكلف جدا، لكن هنا في دول الخليج بفضل من الله تعالى متوفر لجميع الناس، فنسأل الله تعالى أن يديم هذه النعم.

جرعة الـ (رسبريدال) اثنين مليجرام التي تتناولها هي جرعة تدعيمية، وربما تحتاج أن ترفع الجرعة وتجعلها أربعة مليجرام لمدة شهر واحد فقط، ثم بعد ذلك ترجع وتتناول الدواء بجرعة اثنين مليجرام، جرعة الأربعة مليجرام أعتقد أنها سوف تكون كافية تماما للقضاء على الهلاوس السمعية.

حين ترفع الجرعة إلى أربعة مليجرام، وتأخذ الإبر في نفس الوقت ربما تحتاج لمضاد بسيط للآثار الجانبية، وهنالك دواء يعرف باسم (كيمادرين Kemadrin) وآخر يعرف باسم (آرتين Artane) ربما تحتاج أن تتناولها بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء، وتستمر على الإبر بمعدل إبرة واحدة كل أسبوعين، والـ (رسبريدال) يرجع لوضعه ليكون اثنين مليجرام قبل النوم.

أيها الفاضل الكريم: قطعا سوف تأخذ باستشارة طبيبك، وما أقدمه لك هو نوع من المقترحات التي أسأل الله تعالى أن يطمئن لها قلبك.

أنا أبشرك تماما أنك سوف تعيش حياة طبيعية جدا، اصرف انتباهك عن هذه الأصوات بأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، وأعتقد أنك لا بد أن تعمل – أيها الفاضل الكريم – العمل وسيلة مهمة جدا للتأهيل - التأهيل النفسي والتأهيل الفكري والتأهيل الاجتماعي – ابحث عن أي عمل حتى ولو كان عملا بسيطا، وأهمية العمل في حالتك – كما ذكرت لك – مرتبطة ارتباطا وثيقا بأنها وسيلة علاجية هامة وضرورية، وفي ذات الوقت العمل له منافع أخرى كثيرة.

مرضك لا يمنعك من الزواج أبدا، وأعرف كثيرا من الذين يعانون من مثل حالتك ويتناولون الدواء قد تزوجوا، لكن قطعا الطرف الآخر – أي الزوجة وأهلها – لا بد أن يعرفوا أنك تتناول علاجا دوائيا قبل أن تأخذ موافقتهم.

إذن العلاج الدوائي وكذلك العلاج التأهيلي، وإن شاء الله تعالى هذه الأصوات سوف تزول عنك تماما.

شيء مهم جدا للتعامل مع هذه الأصوات، وهي: ألا تستجيب لها، ألا تناقشها أبدا، بل تتجاهلها تجاهلا تاما.

في بعض الحالات النادرة قد يحتاج الطبيب إلى أن يبدل الدواء، لكن لا أعتقد أنك محتاج لهذه الخطوة، هنالك أدوية أكثر قوة مثل عقار (كلوزابين Clozapine) لكننا دائما نصف هذا الدواء كخيار أخير، ولا أعتقد أنك في حاجة إليه، أنا ذكرته فقط لأوضح لك أن الخيارات كثيرة ومتوفرة، وهذه نعمة ورحمة عظيمة من الحق عز وجل، فله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن، وأسأل الله لك العافية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات