لدي إحساس دائم بالموت وخصوصا بعد الصلاة

0 360

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يوجد لدي إحساس دائم بالموت، أحس بسريان شيء في حلقي دائما إلى الأنف، وزيادة في ضربات القلب، وضيق في الحلق دائما؛ يؤدي إلى إحساس فظيع، هذا ما أتذكره.

وجاءني هذا الإحساس أول مرة في الصلاة، وتأتني هذه الحالة بعد الصلاة، وبالأخص صلاة العشاء أو الفجر، أنا بدأت في قراءة سورة البقرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hussien حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع.

يبدو من خلال الوصف في سؤالك أن ما تعاني منه هو: نوع من الوسواس القهري المتعلق بالموت وفكرة الموت.

ومن الوساوس الصعبة والمزعجة؛ هي التي تتعلق بالموت والمرض وخوف المرض، والأسئلة الكثيرة اللانهائية حول الحياة والكون، وكلما انتهى الشخص من سؤال أتاه من بعده سؤال آخر، وهكذا.

وصعوبة الوسواس القهري: أنه يأتي في الأمور العزيزة على الإنسان، كدينه وإيمانه وصحته، ومن هنا كانت صعوبات الوسواس، فالمؤمن تأتيه في إيمانه وتوكله على الله، والمحاسب الأمين تأتيه بأنه غير دقيق وربما غير أمين في حساباته، بينما إنسان آخر تأتيه في صحته واحتمال المرض والموت، حيث تدور في ذهنه أفكار أو جمل أو عبارات أو حتى صور وخيالات تتعلق بالأمر الذي يخشاه.

وقد تترافق هذه الأفكار القهرية المتعلقة بالموت ببعض الأعراض البدنية كصعوبات البلع، وتسرع خفقان القلب، وربما الشعور وكأن شيئا ما على وشك أن يحدث له.

وقد تتأثر أنشطة الإنسان الحياتية من: الدراسة، والعمل، والصلاة وتلاوة القرآن، وهناك حالات يصاب فيها أيضا بشئ من الاكتئاب، والذي نصنفه أنه اكتئاب ثانوي ناتج عن تأثير الأفكار القهرية على الجوانب المختلفة لأفكاره ونمط حياته، كما -ربما- هو الحال معك.

اطمئن أولا: فكل ما يدور في ذهنك من هذه الأفكار القهرية، وربما غيرها كثير لم تذكره لنا لخجلك منه، أو ارتباكك من ذكره، كلها وساوس قهرية، لست مسؤولا عنها؛ لأن من تعريف الوساوس أنها أفكار أو عبارات أو جمل أو صور تأتي للإنسان من غير رغبته ولا إرادته، بل هو لا شك يحاول جاهدا دفعها عنه، إلا أنها تقتحم عليه أفكاره وحياته، وهو لا يريدها.

والوسواس القهري ليس مؤشرا على فقدان العقل أو ضعف الإيمان، كما قد يشعر البعض، وإنما هو مجرد مرض نفسي، أو صعوبة نفسية قد تصيب أي إنسان لسبب أو آخر، كما يمكن أن تصاب أعضاء أخرى من الجسم كالصدر والكبد والكلية... وكما أن لهذه الاضطرابات علاجات، فللوسواس القهري وغيره من الأمراض النفسية علاجات متعددة، دوائية ونفسية وسلوكية.

إن وضوح التشخيص، وفهم طبيعة الوسواس، هو من أول مراحل العلاج، وربما من دونه قد يستحيل العلاج.

ومن أهم طرق العلاج: العلاج المعرفي السلوكي، وهو الأصل، وهناك بعض الأدوية التي تساعد، والتي هي في الأصل مضادة للاكتئاب؛ لأنها تخفف من شدة الأفكار القهرية، وتحسن الحالة المزاجية العامة للشخص وخاصة عندما يصاب بالاكتئاب.

ولكن إن وجدت صعوبة كبيرة في التحسن أو التكيف، أو طال الأمر وأزمن، فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي قريب منك، ليقوم على العلاج ويشرف عليه.

وفقك الله وعافاك، وحفظك من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات