أعاني من قلة النوم، وأشعر بحكة غريبة وشديدة في جسمي

0 333

السؤال

السلام عليكم.

أبلغ من العمر 17 سنة، نومي كثير جدا، ودائما ما يعاتبني والداي على هذا النوم، ودائما ما يسألني الناس عن سبب هذا النوم، وكيف أستطيع النوم هكذا، ولكن في الفترة الأخيرة أصبح نومي قليلا جدا، ولا أستطيع النوم بسهولة، وغالبا عندما أريد النوم أشعر بحكة شديدة وغريبة في جسمي كله، ولا أرتاح إلا عندما أتراجع عن النوم، وأذهب لغرفة أخرى غير غرفة النوم، ولقد مضى على هذا الحال تقريبا 4 أشهر، فما هو السبب والعلاج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا مجددا.

أولا هل هناك في الغرفة أو في السرير ما يزعجك أو مما يجعلك لا ترتاحين إلا حين تذهبي لغرفة أخرى غير غرفة النوم؟

ففي هذه الحالة قد يكون الموضوع لا علاقة له بالقدرة على النوم بحد ذاتها، فأرجو التأكد من عدم وجود ما يزعج في الغرفة أو السرير.

وأما بالنسبة لموضوع النوم، فيبدو أن المشكلة كانت في كثرة النوم، والآن في قلته.

فالنوم عادة هو نتيجة طبيعية لنمط الحياة، فالشخص الذي يشعر بالحماس لأمر ما، ويتطلع إليه، فإن هذا الأمر سيذهب عنه النوم، فنراه يستيقظ مبكرا لمباشرة هذا العمل الذي يتطلع إليه، بل يصبح من أكره الأمور إلى نفسه هو الخلود للنوم، بينما الذي لا يشعر بالحماس والشوق لأمر ما، فقد لا يشعر بالرغبة في الاستيقاظ، ونراه يقضي الساعات الطوال في السرير، يداعب النوم أجفانه.

ولذلك فأهم أمر في علاج حالة النوم الزائد هو أن تسألي نفسك ما هو الأمر الذي تتطلعين إليه وتتشوقين له مما يجعلك تنهضين في الصباح بهمة ونشاط؟

وبالنسبة لقلة النوم، اسألي نفسك ما هي الأمور التي تشغل بالك، وتقض مضجعك، وتذهب النوم عنك؟ ما الذي يشغلك في الأربعة أشهر الماضية، سواء في الأسرة والبيت أو خارجه؟

هل تحسن عندك الاكتئاب الذي سألت عنه من قبل، والذي أجاب عليه الزميل العزيز د. محمد عبد العليم، لأن اضطراب النوم زيادة أو نقصانا، والغالب قلة النوم، من أحد الأعراض المعروفة للاكتئاب.

حاولي أن تعيدي ترتيب برنامجك اليومي، بحيث تتركين هناك وقتا لنفسك من الرياضة والهوايات، ووقتا للعمل والدراسة، ووقتا للأسرة، بحيث تشعرين في نهاية النهار بالشوق للنوم والخلود للراحة، ولكن وبنفس الوقت تشعرين بالهمة والنشاط في الصباح للاستيقاظ للذهاب إلى الدراسة والتحصيل.

هل أنت مستمتعة بالدراسة والتحصيل الأكاديمي، وهل تحبين المدرسة التي أنت فيها؟ وهل عندك صداقات جميلة تستمتعين بالعلاقة معهن، مما يجعلك تتشوقين للاستيقاظ والتواصل معهن؟

فإذا، وكما تلاحظين ليس الموضوع لماذا أنام الساعات الطويلة، أو لماذا لا أستطيع النوم، وإنما ما هي الأمور التي يمكن أن تشجعني على الاستيقاظ في الصباح، وما الذي سيشوقني للخروج من البيت ولقاء الناس؟ وما الأعمال والنشاطات التي أقوم بها في النهار، مما يجعلني أتطلع لساعات نوم هادئ مريح؟

وفقك الله ويسر لك أهداف النجاح، وجعلك من المتفوقات.

وأحلاما سعيدة.

مواد ذات صلة

الاستشارات