تعرفت على فتاتين عن طريق الانترنت، كيف أتركهما وأتوب؟

0 418

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب فـي الثلاثين من العمر، تعرفت قبل نحو سنتين تقريبا على فتاتين عن طريق الأنترنت، ولقد تعلقت بهما كثيرا لأخلاقهما ودينهما وأدبهما، وهما كذلك، ولكني الآن أشعر بأني مخطئ بصداقتي معهما منذ البداية، وأنا لا أريد أن أضر بديني فلقد حاولت فعلا أن أبتعد عنهم ولكني لم أستطيع ذلك، فأنا أتراجع دائما.

ما هو حكم الإسلام في هذا الأمر؟ وهل أنا مخطئ فعلا بصداقتي لهم أم لا؟

إن كنت مخطئا زودوني بنصائح وإرشادات، تكون عونا لي في قطع هذه الصداقة دون ندم لاحقا أو غيره لأنه أمر صعب جدا بالنسبة لي وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ m s s حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك ابننا الفاضل الحرص على السؤال، وهو دليل على أن فيك خيرا، وندعوك إلى التوقف عن التواصل مع الفتاتين، رغم وجود الدين؛ لأن الدين هو الذي يردع الإنسان ويمنعه عن التواصل بهذه الطريقة، وإذا كان لك رغبة في الارتباط بإحدى الفتاتين فأرجو أن تخرج هذه العلاقة من العالم الافتراضي (الإنترنت) إلى عالم الواقع بعد أن تتوبوا إلى الله، وتتقدم لطلب يدها رسميا.

عند ذلك تستطيع أن تتوسع في الكلام وتتكلم معها باعتبارها زوجة لك، وإذا كنت تمهد للزواج بخطبة فاعلم أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع في الكلام العاطفي، لكن الخطبة الشرعية هي مخرج شرعي، لمزيد من التعارف، لمزيد من التآلف، وهي أيضا علاقة شرعية لأنها علاقة معلنة بعلم أهله وأهلها، وبعلم الناس جميعا، فهي علاقة مكشوفة.

أما التواصل بهذه الطريقة مع الفتيات عن طريق النت مهما كان الدين ومهما كانت الدوافع فإن العواقب لا تؤمن، والشرع لا يبيح للإنسان أن يتوسع بهذه الطريقة، إذا كانت الفتاة متدينة فلتتواصل مع صديقاتها المتدينات، والشاب مع أصدقائه من الذكور.

أما أن نتداخل ونتناصل باسم الدين فهذا لا ننصح به بالنسبة للشباب، وحتى لو بدأ الإنسان بنصح فتاة فإن عليه بعد ذلك أن يدعو أخته أو زوجته أو عمته أو أي داعية أن تتواصل معها، وينجو هو بنفسه ويبتعد عن التواصل مع الفتيات.

لن تندم على ترك هذه العلاقة، بل الصواب أن تسعى في تصحيحها أو التوقف، إما أن تصححوا العلاقة فتصبح علاقة شرعية، وإما أن تتوقفوا.

نشكر لك حقيقة هذه المشاعر النبيلة، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن ينفع بك البلاد والعباد، ونؤكد لك أن الندم سيكون في التواصل وليس في التوقف، ونسأل الله الهداية للجميع.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات