السؤال
في البداية أشكركم على هذا الموقع، أسال المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم.
استشارتي باختصار، لدي مشكلة في أنفي، فقد ظهر عندي انتفاخان بين الجلد كان الانتفاخان عبارة عن دائرة في مقدمة الأنف، أحدهما على اليمين، والآخر على اليسار، وكلاهما يزيد ويخف بشكل غريب.
ذهبت للمستشفى وكشفت عند استشاري أنف وحنجرة، وعملت أشعة، وظهر أن الأنف طبيعي، ولا يوجد أي مشكلة؛ لأني كنت متخوفا في البداية، وتم تحويلي إلى طبيبة الجلدية أخبرتني استشارية الجلد أن هذه مشكلة الدهون، وأنها تظهر في أنفك إذا أكثرت من أكل الدهون، وأعطتني غسولا (ريتروجينا)، وبالفعل أصبحت سنة كاملة استخدمه، لكن لم تذهب هذه الانتفاخات حتى غيرت نوع الغسول، لكن بدون فائدة، وأيضا قللت من أكل الدهون على الرغم من أني شخص نحيف فوزني 65، ومع ذلك لم تؤثر على جسمي الدهون أبدا؟
ذهبت لمستشفى آخر، عملت تحليل دم، أخبروني أن الكبد تفرز دهون، وأن هذه الانتفاخات التي في أنفك هي أكياس دهنية؟! وأخبروني بأن آخذ الروكتان، لكني كنت متخوفا جدا من الروكتان، فأنا أعلم آثاره الجانبية، رفضت وقلت أريد حلا بديلا قيل لي: جرب ستة أشهر غسول مع عصار ومسحة طبية!
الآن انتهت فترة علاجي بدون فائدة، وأنا متخوف جدا ومحتار هل آخذ الروكتان أو لا. على الرغم بأنه لا توجد حبوب في وجهي إلا قليل مثل أي شخص، لكن أنفي من الجوانب ينزف بمعنى الكلمة من الدهون حتى شعر رأسي أيضا.
أريد رأيكم فأنا حقيقة بدون مجاملة أثق برأيكم كثيرا.
علما أن عمري 24 سنة، -الحمد لله- لا أعاني من أي أمراض، ولا آخذ أدوية، وأعاني من المشكلة هذه منذ أربع سنوات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض لفترات طويلة، وربما سنوات عديدة وتختلف نوع الإصابة (حبوب حمراء أو صديدية، رؤؤس سوداء أو بيضاء، تكيسات أو غيرها) من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة ودرجة انتشار المرض (هل محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر) ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندبا.
العلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا، وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى، وأهمية العلاج الفعال يكمن في المحافظة على الوجه من آثار حب الشباب المتعددة من ندب واختلاف في الصبغيات وغيرها.
من خلال وصفك أتصور أن الإصابة في حالتك محددة في الوجة، وفي منطقة الأنف تحديدا، وفى صورة حبوب متكررة وزيادة في الإفرازات الدهنية، ولا أتصور أن العلاج بالروكتان مناسب لك؛ لأنه عادة ما يوصف في علاج الحالات الشديدة والمنتشرة في أماكن متفرقة في الجسم (النوع الذي يعرف بالـ Nodulocystic acne ) ، وهذا هو النوع المرخص له بالاستخدام من هيئة الأدوية والغذاء الأمريكية FDA ولكن يمكن استخدامه في بعض الحالات الأخرى إذا كان حب الشباب الموجود أقل شدة، لكنه متسبب في مشكلات نفسية عميقة للمريض، أو إذا كانت الحبوب تحدث أثرا واضحا بعد التئامها.
وأنصحك باستخدام غسول الـClenance or Normderm مرتين يوميا مرة صباحا ومرة مساء وبعد غسيل الوجه في الصباح لا بد من استخدام واق من الشمس مناسب لنوع بشرتك بمعامل وقاية على الأقل 30مثل: Avene for acne prone skin ، وبعد غسيل الوجه في المساء لا بد أن تضع كريما ينظم تقرن الجلد ويجدده، يقلل من سمك طبقة الجلد السطحية والدهون مثل كريم الـTretinoin، ولا بد أن تستعمل هذا الكريم لعدة أشهر.
وإذا كان هناك حبوب ملتهبة في الوقت الحالي يمكن استعمال Zineryt lotion مرتين يوميا لمدة شهر، وتوجد علاجات أخرى كثيرة موضعية، وأخرى يتم تناولها عن طريق الفم، ويكون وصفها حسب تقييم الطبيب المعالج وبعد شرح المحاذير والمعلومات الخاصة بكل عقار.
وبالإضافة للمعلومات التي ذكرتها سابقا بخصوص الروكتان إليك هذه المعلومات الأخرى والمتعلقة باستخدام عقار الروكتان، أو ما يعرف علميا بالـ Isotrtinoin فهو مشتق من فيتامين (أ) وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا، وآثارا بالجلد بعد الالتئام، وتوجد له العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو لعلاج الحالات الشديدة من حب الشبابNodulocystic acne.
ولكن لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وبالأخص تلك المتعلقة بالحمل بالنسبة للسيدات، وكذلك الاكتئاب.
وقد يعطي لك الطبيب كتيب به المعلومات الوافية عن هذا العقار والآثار الجانبية والمضاعفات التي من الممكن أن تنتج عن استخدامه وكذلك هناك زيارات للطبيب وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم وبالأخص نسبة الدهون وإنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.
وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج، فيجب أن تتناوله بالجرعة والمدة المقررتين والجرعة اليومية تكون حسب وزنك والمدة المقررة لاستعمال العلاج يكون في حدود الـ6 اشهر، وقد تتحسن بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا، فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن وحجم الغدد الدهنية بالجلد.
أخيرا التواصل مع طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والعلم وسعة الصدر مهم في علاج حب الشباب؛ لأنه مرض مزمن، ويحتاج إلى المثابرة في استخدام العلاجات المتعددة والمتابعة الطبية المستمرة.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.