كنت عاصيا وأعجبت بفتاة متدينة.. هل سيحرمني الله منها عقوبة لي؟

0 437

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عشريني العمر، كانت حياتي تسير بطريقة عادية إلى حد ما، إلا أنني بدأت بطريق الانحراف والتعرف على رفاق السوء، الحمد لله أني لم أفعل شيئا من الكبائر أو المحرمات الكبيرة.

لكن بدأت قصتي: أنني التقيت بإحداهن، وهي فتاة متدينة من الدرجة الأولى، ولا تحيد عن الدين أبدا، وكل ما أبغيه هو أن يجعلها الله من رزقي وحلالا لي، لم أخبرها بشيء، ولكن ما إن وقعت عيني عليها حتى تغيرت حياتي، وقد أعلنت توبتي لله تعالى وتركت ورائي كل ما علمت من رذائل ومنكرات، وبدأت التزم بصلاتي بشكل تام، واقرأ القرآن، وأدعو الله واستغفره كثيرا.

ما يؤرق منامي ويقض مضجعي هو: خوفي من أن يحرمني الله منها عقابا لما سبق واقترفته، فأنا كانت الأخطاء تكسوني، وهي كالصحيفة البيضاء؛ والطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات، فهل سيعاقبني الله بحرماني إياها؟ وأنا تغيرت لوجه الله تعالى وتبت توبة نصوح، عسى الله يتقبلها مني.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Al sa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم- ونهنئك بالتوبة، ونبشرك بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الرحمن، نسأل الله أن يثبتك ويلهمك السداد والرشاد، ونهنئك ونخبرك بأن التوبة من أكبر الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات، فاحرص على أن تكون التوبة نصوح، وإذا أخلص الإنسان في توبته، وصدق في أوبته، وندم على ما مضى، وعزم على عدم العود، واجتهد في رد الحقوق –إن كانت هناك حقوق– لأصحابها، وأكثر من الحسنات الماحية، وتخلص من كل ما يذكره بأيام السوء، وابتعد عن رفقة السوء، وحشر نفسه في زمرة الأخيار، وتوجه إلى كتاب الله –كما حصل منك– {فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}.

نبشرك بأن توبتك تستحق الخير الكثير، واعلم أن العبرة لمن صدق وليس لمن سبق، فلو جمع الإنسان بين الصدق والسبق فذلك خير، لكن التائب من الذنب كمن لا ذنب، قال العظيم في كتابه: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} صدق التوبة يجعل صاحبه ينال أرفع المنازل، والعظيم تبارك وتعالى ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

احرص على مرضاة الله، وتقرب إلى الله، وأكثر من اللجوء إليه، واجتهد في طرق باب هذه الفتاة، واصطحب معك الوجهاء والفضلاء حتى يكون ذلك أعون على رضا أسرتها بك، ونعتقد أن الناس سيحكمون عليك بما ظهر من حالك أخيرا، فإن التوبة تجب ما قبلها وتمحو ما قبلها، وأرجو أن يظهر منك سمت الصالحين، وسمت الأخيار، واقصد في الفتاة دينها وخلقها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

لا ننصح بالتأخر؛ لأن الفتاة قد يتقدم إليها آخر، فكن أنت السباق، وكن أنت من يأتي بيتها من الباب ويقابل أهلها الأحباب، ونحن بدورنا نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يجعل الفتاة الصالحة من نصيبك، وأن يعينكم على تأسيس بيت في طاعة الله على تقوى من الله ورضوان، ونسأل الله لك التوفيق والهداية والثبات، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونهنئك بتوبة الله عليك، ونسأله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات