السؤال
السلام عليكم
أخي الصغير يبلغ من العمر 11 سنة إلا شهرين، عنده مشكلة التخيل، التخيل بكل شيء أمامه، كلعبة صغيرة أو كمجلة أو ريموت تليفزيون، أو حزام أي شيء أمامه يتخيل به.
نسأله ماذا تتخيل؟ يقول يتخيل مطاردات بلويسية بشخصيات كرتونية (كبات مان وسوبر مان).
بالرغم عدم مشاهدته هذه الشخصيات كثيرا، وعادة يقول إنه يتخيل بشخصيات يخترعها هو، وهذا الشيء بدأ عنده منذ 5 سنين، ومؤخرا عندما يلعب لعبة التخيل، يجب أن نناديه كثيرا ليستجيب لنا، وكثيرا ما يحب الجلوس بمفرده وعندما نطلب منه الجلوس معنا يغضب.
فهل عائلته مقصرة أم ماذا؟ وهل هذا مرض؟ وكيف علاجه؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، واهتمامك بأمر أخيك.
الطفل من عمر الخامسة حتى عمر الثانية عشر في بعض الأحيان تختلط لديه الحقائق بالخيال، وبعض الأطفال لديهم خيال خصب جدا، وتجدهم يسترسلون في مواضيع كثيرة جدا يصعب أن تصرف انتباههم عنها، والطفل قد يندمج مع لعبته، أو مع شيء له فيه تجربة وخبرة سابقة حتى وإن لم تكن هذه التجربة مكتملة، ونعرف أن الأطفال أصبحوا - خاصة في هذا الزمان – عرضة للوسائط الإعلامية وكثير من الألعاب حتى الالكترونية منها أصبحت متوفرة.
فإذا أن يظهر نوع من النمو الخيالي في التفكير ليس أمرا مرضيا بالنسبة للكثير من الأطفال.
أخوك هذا – حفظه الله – لا أعتقد أنه يعاني من مرض، ولا أعتقد أن هنالك إهمالا أسريا، أعتقد أن الحل لمشكلته هذه هو نوع من التوعية والإرشاد، وأن يشرح له عن الخيال وعن الحقيقة، وأنه بهذه الطريقة يضيع وقته، وأنه يجب أن يكون مثل أقرانه، وأن نساعده في توزيع الوقت، يخصص وقتا للعب الحقيقي، وليس اللعب الخيالي، يجب ألا نحرمه من ذلك، ونخصص له وقتا للمذاكرة، ووقتا للرياضة، ونشعره بأهميته، ودائما نحفزه ونساعده.
هذه هي الطريقة الأفضل، وبالتحفيز - كما ذكرت لك – وتجاهل بعض التصرفات السلبية أعتقد أن هذا الطفل سيكون في أفضل حال.
إذا ليس هناك حاجة لعلاج دوائي، إنما هو العلاج التوجيهي الإرشادي الذي ذكرنا أسسه، وحتى هذه اللحظة أنا لا أرى هذا الطفل مريضا، لكن قطعا إذا استمر هذا الأمر معه لفترات طويلة أو ازداد في حدته وكثافته هنا يجب أن يعرض على استشاري الطب النفسي المختص في أمراض الأطفال واليافعين، وهذا التخصص موجود في الطب النفسي، وقطعا سيقوم المختص بعمل الفحص والدراسات والتحليلات اللازمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.