أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل الشديد، ما الحل؟

0 390

السؤال

السلام عليكم

بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم، وجزاكم خيرا على ما تقدمونه للمسلمين من خلال هذا الصرح المبارك.

أنا شاب عمري 21 عاما، أعاني من الرهاب الاجتماعي، والخجل الشديد جدا، لدرجة لا تتصور, أخاف من كل شيء، وإذا رأيت شجارا أو مشادة كلامية بين اثنين فضلا عن أن تكون بيني وبين شخص آخر فإن قلبي يخفق بشدة!

لدرجة أني يكاد يغشى علي، ويتعرق جسدي ويجف حلقي، وأشعر أني لا أستطيع الوقوف، ولا أحب الأماكن المزدحمة، وأشعر بدوار إذا دخلتها.

كذلك لا أستطيع التكلم أمام الناس، حتى إني أخجل أن أدخل المسجد وهو ممتلئ، وأظن أن الناس كلهم ينظرون إلي, ولا أستطيع القيادة إلى الأماكن البعيدة.

أيضا أخاف أن أنظر إلى الناس, لم أكن أعلم عن حالتي، ولم أكن أعلم عن شيء اسمه الرهاب الاجتماعي، كنت أظن أنني الوحيد الذي يشعر بهذه الحالة، وأني لست رجلا! إلى أن كتب الله لي من خلال بحثي على النت أن تعرفت على موقعكم المبارك، وقرأت استشارات الناس ففرحت واطمأننت أني لست الوحيد.

من خلال متابعتي لاستشارتكم وجدتكم تنصحون أغلب المرضى بعلاج الزيروكسات، وبحثت عن هذا العلاج في المنتديات، ووجدت أراء الذين استخدموه، وكيف أنه غير حياتهم، وبعضهم قال: إنه عض أصابعه ندما على أيامه التي قضاها قبل أن يتعرف على هذا الدواء.

لثقتي الكبيرة بكم فقد أعجبت بل وأحببت هذا الدواء، وذهبت إلى الصيدلية لأشتريه، ولكن تراجعت في اللحظة الأخيرة، لترددي الدائم، وأني لم أستشر طبيبا قط, وخاصة أني قرأت عن بعض الإخوة أنه يسبب عدم الشعور بالآخرين واللامبالاة، احترت وتوجهت إليكم باستشارتي هذه طالبا من الله، ثم منكم النصح والتوجيه.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع، ونسأل الله لك العافية.

الأعراض التي أوردتها في رسالتك تشير بالفعل إلى أنك تعاني من (قلق الرهاب ذي الطابع الاجتماعي) ومن خلال اطلاعاتك تيقنت - الحمد لله تعالى – أن هذه الحالات يمكن علاجها وعلاجها بصورة جيدة جدا، والعلاج يرتكز (أولا) على ما نسميه بتصحيح المفاهيم الخاطئة.

معظم الذين يعانون من الخوف الاجتماعي تجدهم يتصورون أشياء خاطئة جدا، يأتي على رأسها (الشعور بأن الواحد مراقب من الآخرين، بأن الإنسان سوف يفشل في هذا الموقف الاجتماعي، وأنه يتلعثم ويرتجف وربما يسقط أرضا) هذا الكلام ليس صحيحا، نعم الخوف عند المواجهة يتأتى من تغيرات كيميائية تحدث في الجسم، وهي التي تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وشعور بالرجفة بسيطة، وهذا جزء من عملية استعداد الجسم للمواجهة، لكن صاحبها يتصور هذه الأعراض بصورة مضخمة ومجسمة جدا.

هذه المبالغة في المشاعر هي التي ننصح الناس دائما أن يرجعوا الأمور إلى أصلها، وهو أن التغيرات التي تحدث لهم هي تغيرات داخلية لا يشعر بها أحد، لا يراقبهم أحد، والأمر هذا يعالج من خلال التجاهل، والإصرار على التعرض والتعريض للمواقف التي يحس فيها الإنسان بالخوف.

يوجد نوع من التعريض الجماعي كالحرص على صلاة الجماعة، وممارسة الرياضة الجماعية، ومشاركة الأهل والأصدقاء في كل المناسبات... هذه كلها أفعال طيبة وممتازة وذات منافع كثيرة للإنسان، وفيها الثواب والحسنات إن شاء الله تعالى، فاحرص - أخي الكريم – عليها، وكن مواظبا، وفي ذات الوقت يعود عليك بالنفع العلاجي.

أما من حيث الأدوية فمجموعة الأدوية التي تسمى بـ (مثبطات استرجاع السيروتونين انتقائيا)، تعتبر الآن كلها مفيدة لعلاج الخوف الاجتماعي.

ربما يكون الزيروكسات والسيرترالين هي الأدوية التي تعتبر أكثر فعالية، فأتفق معك أن الزيروكسات سيكون علاجا جيدا بالنسبة لك جدا، وأنت لا تحتاج إلى جرعة كبيرة، هذا الدواء يمكن تناوله من حبة إلى ثلاث أو أربع حبات في اليوم، وأعتقد أن حبة واحدة ستكون كافية في حالتك.

ابدأ بنصف حبة –أي عشرة مليجرام– تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة كاملة، استمر عليها ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

ما يذكر عن الآثار الجانبية في بعض الأحيان مبالغ فيه، والتجربة التي خاضها الإنسان وجربها ليس من الضروري أبدا أن تقع على إنسان آخر.

وانظر العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات