ضرتي وحماتي يردن طلاقي.. ماذا أفعل؟

0 440

السؤال

السلام عليكم.

شكرا لكم على جهودكم.

أنا متزوجة من زوج متزوج، وعنده أولاد بعد فترة اكتشفت زوجته أنه متزوج، وطلبت هي وحماتي طلاقي مع أني لا أكن مشاعر الشر لأحد فيهم حتى أني أتمنى لو تصير ضرتي مثل أختي، لكن على قدر طيبة الإنسان تأتيه الأوجاع -أستغفر الله والحمد لله-.

والمشكلة الكبرى أني متزوجة عرفي، وأتيت إلى زوجي في السعودية بتأشيرة خدامة، والآن تريد ضرتي تطليقي مع تأشيرة خروج بدون عودة، وقلبي يتقطع، كيف أترك بيتي وزوجي، وغصبا عني أطلع منه، وأنا مكسورة الجناح لا أنام لا آكل مع أن زوجي -الحمد لله- يحبني وأحبه، ومرتاحين مع بعض -الحمد لله- أتمنى مساعدتكم حتى لو بدعاء أدعو به إلى الله يبعد عني كيدهم وشرهم يا رب، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريماس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يذهب عنك كيد كل الكائدين، وأن يذهب عنك شر كل ذي شر، ونبشرك بأن اللجوء إلى الله تبارك وتعالى والتوكل عليه والاستعانة هي العوامل الأساسية الحاسمة في هذا الأمر، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

نوصيك بأن تشغلي نفسك بما يرضي الله تبارك وتعالى، ثم احرصي على طاعة الزوج والتقرب إليه، واعلمي أن هذا الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى.

وكوني دائما الطرف الذي لا يريد الشر، واستمري على ما أنت عليه، واعلني رضاك بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، واعلمي أن قلب الزوج وقلوب الآخرين – قلوب حتى هؤلاء النساء – بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، واعلمي أن ما عند الله من الخير والتوفيق والسداد والنجاح في الحياة لا ينال إلا بطاعة الله تبارك وتعالى، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ونبشرك بأن هذا الحب الذي في قلب زوجك، وهذا الانسجام الحاصل بينكم هو الذي نبني عليه بعد توفيق الله تبارك وتعالى وتأييده.

نوصيك بكثرة الدعاء، نوصيك بالتصرف بحكمة، لا تردي كيدهم بالكيد، ولكن توكلي على الله، وأكثري من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومن قول (حسبي الله ونعم الوكيل)، وكوني دائما الطرف الذي يبحث عن الهدوء ويبحث عن الطيب والمعاملة الحسنة، فلا تحملك المعاملة السيئة على الخروج عن النهج الذي تسيرين عليه.

واعلمي أن هذا الزوج الذي اختارك ورضيك وجاء بك وأحبك لك عنده مكانة رفيعة، فكوني عونا له على الصمود أمام هذه العواصف، وأثبتي له أنك امرأة تستطيع أن تواجه هذه الصعاب، وكيد النساء ضعيف، فاحرصي دائما على التوكل على الله تبارك وتعالى، ولا تعطي من نفسك فرصة حتى لا تتخذ مدخلا إلى قلب زوجك، وواظبي على ما أنت عليه، قومي بواجباتك على الوجه الأكمل، إذا جاءك الزوج فتخيلي أنك الوحيدة عنده، ولا تشتغلي بالأخريات، ولا تتكلمي عن أمه، ولا عن زوجته الأولى، إذا تكلموا عنك بالشر فليكن منهجك السكوت إلا من الخير، يكون هذا منهجك دائما، وخير لك أن تكوني مظلومة لا أن تكوني ظالمة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يجعل قلب هذا الزوج يقف معك، ونبشرك بأن الله تبارك وتعالى يساند من يلجأ إليه، والله تبارك وتعالى هو الذي يرفع الحرج والشر، فالجئي إلى الله تبارك وتعالى، واحرصي على طاعته، واحرصي على اختيار أوقات السحر ودبر الصلوات المكتوبات وبين الأذان والإقامة، واللحظات التي يستجاب فيها الدعاء، احرصي فيها على أن ترفعي أكف الضراعة إلى الله تبارك وتعالى.

ونحن بدورنا نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يجعل قلب هذا الزوج يميل إليك ويتمسك بك، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونبشرك بأن الإنسان ينال على حسب نيته، فكوني دائما ممن ينوي الخير ويريد الخير للآخرين، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات