تهددني بقتل نفسها أو الجنون إذا لم أتزوجها.. ماذا أفعل؟

0 377

السؤال

السلام عليكم

تعرفت على فتاة على الفيسبوك وأحبتني، وأنا لا أحبها فأنا خاطب، ولم أصارحها أني خاطب خوفا أنها قد تضر خطيبتي، حينما قلت لها لا أريدك غضبت وجنت، والآن هي تهددني بالجنون أو الانتحار وأشياء كثيرة، تفزعني هذه البنت، فهي فاجرة لا تخاف الله، كيف أفعل معها؟ علما أنها تهددني في الهاتف؟

ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زين الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونؤكد لك أن العبث بمشاعر البنات ليس بالأمر السهل، الواحد منا لا يرضى مثل هذه المواقف لأخته أو لبنته، فكيف يرضاه لبنات الآخرين، والتواصل بوسائل الاتصال الحديثة له أضرار كبيرة، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجنب شبابنا هذه الشرور.

ندعوك بداية أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى من هذا الذي حدث، ونؤكد لك أن المعرفة عن طريق الهاتف أو الفيسبوك أو التواصل عن طريق وسائل الاتصال الحديث ما هي إلا خديعة في خديعة، ويؤسفنا أن الشباب لا يدركون أن الفتاة بريئة وأنها تصدق بسرعة، وأنها تقع في حبائل الحب مع الكلام الجميل المعسول الذي يجيده كثير من الشباب.

ولذلك نتمنى من الله تبارك وتعالى أن يتوب عليك لتتوب، وأن يعينك على الخير، وحاول أن تخرج بهدوء من هذه الفتاة، توقف، تغير أرقام هاتفك، تبين لها أن هذا لا يرضي الله تبارك وتعالى، وتبين لها أنها ستفوز بمن هو أفضل منك، تحاول أن تبين لها أن أهلك وأن أطرافا أخرى لا ترضى، ولا تجعل السبب منك أنت، وقل لها (أسرتي لا تقبل الزواج بهذه الطريقة) المهم حاول أن تبحث عن معاذير، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخروج من هذه الأزمة، ولكن نحن نعتقد أن في هذه الأزمة سيكون إن شاء الله كفارة لك، ودرس لك ولغيرك، حتى لا تدخل هذا النفق المظلم مرة أخرى.

أما بالنسبة للخطيبة الأخرى فلن يضرها، ولن يستطيع إنسان أن يضرها أو يضرك ما دمت مع الله تبارك وتعالى، أعلن لها توبتك، وأعلن لها أنك رجعت إلى الله، وادعوها إلى أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى وترجع، وبين لها أن السير في هذا الطريق لا يمكن أن يجدي ولا يمكن أن ينفع، حاول أن تبين لها ذلك برسائل مختصرة وبكلام هادئ، لكنه كلام الواثق من نفسه، واعلم أن مثل هذه الأمور ومثل هذه التهديدات لا تستطيع الفتاة أن تبلغ بها مداها، وعليكم أن تستعينوا بالله وتتحصنوا بالأذكار، وقراءة الرقية الشرعية، وقراءة المعوذات في الصباح والمساء، وخواتيم البقرة وآية الكرسي، واعلموا أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فحذاري أن تضعف، وحذاري أن تعالج الخطأ بخطأ أكبر منه.

واعلم أن هذا الكون لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وحاول أن تتوب توبة نصوحة، فإن الله إذا علم منك صدق التوبة كان معك، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا، والتوبة تجب ما قبلها وتمحو ما قبلها، واحرص دائما على أن تكون مع الله تبارك وتعالى بالمواظبة على صلواتك وعلى طاعتك لله، واجتهد في كتمان ما حصل بينك وبينها، فلا يظهر هذا للخطيبة الثانية ولا لغيرها، والإنسان إذا ابتلي بمثل هذه المصائب ينبغي أن يستر على نفسه، واحرص على أن تستر على الفتاة أيضا، واقطع هذه العلاقة فورا مهما كانت العواقب ومهما كانت النتائج، وبين لها أن الانتحار حرام، وأنها بذلك تقدم على النار وعلى ما يغضب الواحد القهار، إن هي فكرت في الانتحار، وبين لها أن هذا الأمر مستحيل أن يحصل اللقاء، وعليها أن تتصرف مع الوضع بحكمة، وبين لها أن توبتها ورجوعها إلى الله واستقامتها سيفتح لها أبواب الخير معك أو مع غيرك في مستقبل أيامها.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهدي هذه الفتاة إلى الحق والصواب، وإذا لم تجد حلا فلا مانع من أن تقول لها (إذا تبت ورجعت إلى الله فيمكن أن أتزوجك زوجة ثانية في مستقبل الأيام إذا ثبت أنك صادقة وتائبة إلى الله) بعد أن تبين لها أن ما حصل بينكما لم يكن صوابا ولم يكن مما يرضي الله تبارك وتعالى.

وعلى كل حال هذه النقطة الأخيرة والحل الأخير متروك لك تقدير هذا الوضع، بعض الفتيات لا تقبل مثل هذه الفكرة، ولكن هي فكرة ربما تهدأ الجو قليلا، وستيأس الفتاة بعد أن تتزوج الزواج الرسمي من الفتاة التي خطبتها، ونحن ندعوك إلى المسارعة في إكمال مراسيم الزواج، وعندها ستيأس هذه الفتاة، وتوكل على الله تبارك وتعالى، وقبل ذلك ابدأ بتوبة لله نصوح فيها إخلاص، فيها صدق، فيها ندم، فيها عزم على عدم العود، فيها توقف عن الممارسات الخاطئة، فيها حسنات ماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات