أشكو من صداع شديد ينتابني عندما أحزن.. هل هذا اكتئاب؟

0 556

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكو من صداع شديد ينتابني فجأة فقط عندما أحزن، أو أكون متضايقا نفسيا حيث إن هذا الصداع يأتي فجأة ويستمر حسب فترة الضيق أو الحزن حتى زوال أسباب الضيق، وتختلف شدة الصداع حسب شدة الحزن والضيق، وعندما تزول أسباب الضيق أو الحزن؛ يزول الصداع بنفس اللحظة.

المهم أنني ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب وعمل لي أشعة مقطعية MRI على المخ، وتبين أن المخ سليم - ولله الحمد -، فنصحني بالذهاب لطبيب نفسي، وبعد التحدث معي صنف الحالة على أنها حالة اكتئاب ووصف لي دواء فالدوكسان 25، وذكر لي بأنني سوف آخذه على مدى 9 أشهر تقريبا مع متابعة شهرية تقريبا لمعرفة مدى التحسن.

السؤال الآن:- هل فعلا حالتي هذه تصنف اكتئابا؟ أو بصيغة أخرى: هل الاكتئاب يؤدى إلى هذا الصداع الفوري بمجرد حزني أو ضيقتي النفسية لأي سبب يضايقني؟

وهل فالدوكسان هو الدواء المناسب؟ وما مدى ضرره صحيا وجنسيا وجسمانيا؟ وهل هو يؤدي للإدمان؟

مع العلم بأن هذا الصداع بدأ عندي منذ 8 سنوات تقريبا، أي منذ ارتباطي للزواج حيث إنني مررت بمشاكل نفسية كبيرة جدا ودائمة ومستمرة بسبب تدخل أهل زوجتي بشؤوننا باستمرار -هداهم الله-.

ولمعلومة أخرى بأن أسرتي غير مترابطين بسبب بعد والدي عنا للعمل بالخارج (رحمه الله وجعل الجنة مثواه)، وبسبب عدم التفاهم والوفاق بين أمي بارك الله فيها، وأبي رحمه الله بسبب اختلاف الطباع وفارق العمر بينهما، وهذا لا يمنع بأنني أكن لهما كل حب واحترام وتقدير، ولكني أحكي حالتي ربما تساعدكم -بارك الله فيكم- في تشخيص حالتي، وتوصيف الدواء المناسب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

الجسم والنفس يوجد بينهما ترابط كبير، والنفس أحد مكونها هو الوجدان، والوجدان مكونها الرئيسي هو المشاعر، ولا شك أن الشعور بالكدر والحزن والضيق يؤدي إلى توترات داخلية، ويعرف تماما أن ما يسمى بالصداع العصبي – أو العصابي – ينتج من القلق، والصورة التي أراها أمامي هي أنك تعاني من درجة بسيطة من القلق الاكتئابي، ليست - إن شاء الله تعالى – درجة حادة أو قوية، والقلق والشعور الاكتئابي يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات الرأس، لذا تحس بهذا الصداع.

فيا أخي: يجب أن تأخذ منحى إيجابيا في التفكير، أنت أفضل من الكثير والكثير جدا من الناس، المشاكل الأسرية والخلافات، هذه أمور عادية جدا، وأنت - الحمد لله تعالى – الآن بالمستوى والسن والمسؤولية التي تؤهلك لأن تساعد أسرتك، ولأن تسعى دائما للم الشمل، وأن تنظر للأمور بمقياس إيجابي، هذا مهم جدا أيها الفاضل الكريم.

إذا التفاؤل يجب أن يكون منهجك، الأعمال والأفعال يجب أن تكون هي طريقتك في الحياة، وعليك بالتواصل الاجتماعي، واحرص على تناول الدواء في وقته، والفالدوكسان هو دواء ممتاز جدا من الأدوية المستحدثة، وليس له آثار جسدية سلبية أو جنسية سلبية، وهو لا يزيد الوزن، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في النوم، أو الشعور بالتكاسل، فقط يفضل قبل البدء فيه أن يجري الإنسان فحصا لوظائف الكبد، هكذا تنصح الشركة المصنعة، لأنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في أنزيمات الكبد.

فإذا يتم فحص الدم قبل تناوله، ويتم فحص الدم مرة أخرى ثلاثة أشهر بعد التناول، هذه مجرد تحوطات، فإن لم تكن قمت بهذا الفحص فلا تنزعج لذلك، فأنت - الحمد لله تعالى - في الفئة السنية والعمرية التي أحسب أنها لا تعاني من أمراض عضوية.

هذا هو الذي أنصحك به، وقطعا المتابعة مع الطبيب مهمة وضرورية جدا، وهي تشكل دعما نفسيا كبيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات