ما سبب فزع وصراخي أثناء النوم؟

0 513

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب من فلسطين، وبعمر 29 سنة، أعاني من الفزع والصراخ بصوت عال وأنا نائم، بحيث أصحو بعدها من منامي مباشرة، وهذا الأمر يحدث معي منذ صغري وأنا طفل، إلا أنه زاد في الأيام الأخيرة، حيث إني تزوجت قبل ثلاثة أسابيع، وانتقلت للعيش في شقة منفصلة، ولكني أرى في منامي أو يخيل لي بأن هناك شخصا ما أو شيئا يقترب مني، أو يختبئ لي!

كذلك وأنا صغير كنت أرى كلبا يجري ورائي، ويخرج حجارة من فمه، وهكذا، كما أن لي أختا بعمر 25 سنة، غير متزوجة، تعاني من مثل أعراضي أيضا، حيث ترى شخصا ما يقذفها بالحجارة.

سألت أحد الأشخاص عن ذلك، فقال لي: بأن مشكلتي هي التبيعة (القرينة) وأن عندي قرينة تأتيني في منامي وتزعجني، ولا أدري هل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحا فما الحل؟

علما بأني أقرأ المعوذات، وآية الكرسي، وأواخر سورة البقرة، وأذكار المساء، ودعاء الحرز والتحصين يوميا قبل نومي، وأقرأ سورة البقرة في النهار داخل منزلي، إلا أنه للأسف لم يتغير شيء على وضعي.


أفيدوني وساعدوني جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

وردنا سؤال من أخت سائلة قريب جدا من سؤالك هذا، والذي أود أن أوضحه لك: أن هنالك ظواهر كثيرة جدا تحدث للناس أثناء النوم، وهذه الظواهر في جلها حميدة، وتكون عابرة، وتختفي بمرور الوقت -إن شاء الله تعالى-.

هنالك أحلام مزعجة في النوم قد تحدث لبعض الناس، وهنالك الكلام في أثناء النوم، والمشي في أثناء النوم، الجاثوم، نوبات الهلع، نوبات الفزع، وهذا كله يحدث في أثناء النوم لبعض الناس، ويلاحظ أن هذه الحالات تكون متواجدة في بعض الأسر، لذا نقول: إن العامل الوراثي ربما يلعب فيها دورا.

بالنسبة لموضوع القرين: القرين ثابت ومثبت ومعروف، والعلماء الأفاضل يمكن أن يفيدوك بصورة أكثر في هذا السياق، أو يمكن أن تتطلع عن طريق الإنترنت، لكن يوجد الكثير من المبالغات في هذا الموضوع، وأنا أعتقد -والله أعلم- أن التفسير الذي أعطي لك أن سبب هذه الإشكالية التي تعاني منها، (القرينة).

أنا أعتقد أن الأمر كله نوع من الفزع النومي المرتبط بنوبات القلق وليس أكثر من ذلك، وكل الذي أنصحك به هو أن تكون في حالة استرخاء جسدي وذهني، هذا مهم جدا.

الأمر الثاني: هو أن تثبت وقت النوم ليلا، أي لا يكون هنالك تأرجح واختلاف كبير في الأوقات التي تذهب فيها للنوم ما بين ليلة وأخرى.

ثالثا: حرصك على أذكار النوم لا شك أنه أمر عظيم.

رابعا: تجنب النوم النهاري.

خامسا: لا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء.

سادسا: تجنب تناول الطعام الدسم خاصة في أوقات متأخرة من الليل، ويجب أن يكون طعام العشاء خفيفا ومبكرا، فهذا أمر مهم وضروري جدا.

سابعا: يجب أن تكون في حالة استرخاء جسدي ونفسي، خاصة في النصف ساعة قبل النوم.

ثامنا: لا مانع أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر والمحسنة للنوم، وأعتقد أن عقار (إميتربتالين) بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم تخفض الدواء بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنه.

أعتقد أن ذلك سيساعدك كثيرا، والإميتربتالين هو من الأدوية القديمة لكنه دواء جيد، وربما قد يسبب لك بعض الجفاف في الحلق في الأيام الأولى، أو تحس بثقل في العينين، أو إمساك بسيط، ولكن هذا يختفي تماما بعد أيام قليلة من تناوله.

الدواء قد يسبب لك أيضا زيادة في النوم، وهذا يلاحظ في الأيام الأولى، وأنا بصفة عامة أؤكد لك أن هذا الدواء سليم وغير إدماني، وأرى أنه سيفيدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات