أعاني وسواساً وأعراضاً لا تصيبني إلا في قاعة الدراسة، فما الحل؟

0 360

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية في كلية الطب، وعمري 21 عاما، أعاني من عدة مشاكل لا أعرف أسبابها منذ أن التحقت بالجامعة، وهذه الأشياء لا تحدث معي إلا داخل الحجرة الدراسية، مما سبب لي كرها للدراسة، وعدم التركيز داخل الفصل، أشعر يوميا إذا كنت في القاعة بجفاف شديد في الفم، يضطرني إلى تناول العلك لأحافظ على انتعاشه، أصبحت مدمنة على العلك، وأشعر أن من دونه قد تكون رائحة فمي كريهة.

ثانيا: وهو ما يثير قلقي الشديد، أنني لا أستطيع أن ألبث ثلاث ساعات من دون أن تصدر أصوات من معدتي كالتي تصدر عند الشعور بالجوع، مع العلم أني أكون تناولت وجبة جيدة، لكن كما قلت هذه الأشياء لا تحدث إلا في الجامعة، وتشعرني بالإحراج. في البداية ظننت أنه بسبب العلك، لكن استمرت معي المشكلة بعد ترك العلك فعدت له ثانية، وأصبحت شديدة الابتعاد عن الناس، ولا أستطيع التركيز أبدا حتى في مسائل تافهة كأن أحسب الباقي إذا اشتريت شيئا، حيث أشعر بأن تفكيري يتوقف، لكن أول ما أختلي بنفسي يحدث كل شيء بسهولة.

من ضمن مخاوفي أيضا أفكار وسواسية لا أستطيع التخلص منها، في البداية كانت تحدث معي أثناء الصلاة، أصبحت أخشى أن أصلي أمام أي حاجز لأنني أتخيل أنه صنم، وأشعر بالخوف من الوقوع في الشرك، تطور الأمر معي حيث أصبحت طيلة الوقت أنظر لأي شيء وتعلق برأسي أفكار مزعجة، أيضا إذا شاهدت مريضا أشعر بالخوف الشديد لاعتقادي أنه حتما سيعديني، في أيام عصيبة أحيانا تصبح فكرة الانتحار بسيطة في رأسي، وأشعر بالقلق أنني فكرت بذلك، مع العلم أني أحفظ القرآن، وأداوم على الأذكار، ومحافظة على فروضي الدينية.

أصبح كل شيء لا يطاق، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: هنيئا لك بحفظك لكتاب الله الكريم، وتأديتك للفروض، ومداومتك على الأذكار، فنسأل الله تعالى أن يثبتك على ذلك.

بالنسبة للأعراض التي ذكرتها، وأولها جفاف الحلق، وسماع أصوات تصدر من المعدة، فهي نوع من الاستجابات للتوتر العصبي الذي لا يحدث إلا في قاعة الدراسة، مما يدل على أنه مرتبط بوجود الآخرين، وبنظرتك إلى نفسك في وجود الآخرين، أو بالتفكير في ما هو مطلوب منك أثناء وجودك في قاعة الدراسة، على كل الأمر محتاج منك لمزيد من التحليل، وإنني واثق بأنك ستقومين بذلك، لأنني لمست من خلال عرضك للمشكلة أنك إنسانة على درجة من الوعي والفهم والإدراك، تستطيعين بها اكتشاف السبب الحقيقي الذي يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض، وإذا عرف هذا السبب، يسهل حل المشكلة من جذورها، ونرشدك للآتي:

1- ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي بصورة يومية.
2- دربي نفسك على التنفس العميق، وطبقيه قبل دخول قاعة الدراسة، وأثناء وجودك فيها.
3- لا تتوقعي ظهور هذه الأعراض، ولا تحرصي على مقاومتها، بل اتركي الأمر يمر بصورة طبيعية، لأن حرصك الشديد يزيد من فرصة ظهورها وتفاقمها.

أما بالنسبة للوساوس التي تنتابك أثناء الصلاة، وخاصة ما يتعلق بفكرة الصلاة إلى صنم، فنقول لك: لا تسترسلي معها، وحاولي تجاهلها، وقبل تكبيرة الإحرام اسألي نفسك على أي قبلة أريد أنا الصلاة؟ فالإجابة بالطبع قبلة المسلمين، الكعبة المشرفة، وبعد تكبيرة الإحرام تصوري صورة الكعبة أمامك، وأن الجنة عن يمينك والنار عن يسارك، وأنت واقفة بين يدي الله عز وجل، ثم أشغلي تفكيرك بالآيات القرآنية التي تتلينها وبمعانيها، قد يحتاج منك الأمر لمجهود في البداية، ولكن المداومة عليه تساعدك في التغلب على الوسواس -إن شاء الله-.

أما ما يتعلق بتوهم المرض، فهذا ينتاب بعض طلاب الطب في بداية حياتهم الدراسية عندما يدرسون أعراض الأمراض، أو يشاهدون المرضى، فإذا كان الأمر كذلك، فيعني أنه سيزول -إن شاء الله- مع التقدم في الدارسة، أما إذا كان غير ذلك، فربما تحتاجين إلى جلسات علاج معرفي سلوكي مع المختصات في المجال، وتذكري أن المؤمن مبتلى وأنه مصاب، وقولي دائما : (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).

وفقك الله وأزال عسرتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات