أعاني من الصرع الشديد ثم ظهرت عندي السمنة والقلق ورجفة في الجسم

1 501

السؤال

عمري 19 سنة، بدأت قصتي مع الصرع منذ كنت في عمر الـ 13؛ حيث انتابتني نوبة صرع شديدة جدا، وفيها فقدت الوعي لحوالي نصف ساعة، ومن ثم ذهبنا إلى الطبيب ليخبرنا أنها حالة من الصرع، ووصف لي دواء ديباكين، وعادت نوبة الصرع في نفس اليوم، استمريت على العلاج، ومرت الأيام، وأحيانا تعاودني النوبة، وتم تغيير الدواء لأكثر من مرة، وتناولت التيجرتول والتوبامت 200 جرام، ومن ثم ديباكين 200 جرام.

أريد أن أسألكم عن حالتي في الوقت الراهن، قبل سنتين من اليوم تم تغيير الجرعة إلى ديباكين كرونرو 500 جرام 4 مرات في اليوم الواحد! وهذا الأمر أقلقني كثيرا، واستمريت عليه لمدة عامين
-والحمد لله- الأمور طيبة، ولم تنتابني نوبة صرع نهائيا، إلا أنه ظهرت لي أعراض جديدة مثل: السمنة، القلق والتوتر، رجفة في الجسم، مع تنميل في الرأس أثناء الانفعال، أحيانا أشم روائح غريبة وطعم غريب، وأفقد الوعي لمدة دقائق.

بعد ذلك أوقفت الديباكين نهائيا، أنا لي الآن 7 أشهر لا أتناول أي علاج، علما أنه ظهرت لي أعراض غريبة جدا، مثل المذكورة أعلاه، ولاحظت أنني كثير التوتر والقلق، وأتذمر من الحياة، حتى أنني أحيانا أفكر في الانتحار.

ذهبت إلى الطبيب وطلب مني السفر إلى الخارج لعمل بعض الفحوصات والأشعة؛ لأنها لا تتوفر في بلدي اليمن، رجاء أعطوني جوابا كافيا، وما الذي علي فعله الآن؟ وبعد هذا كله أنا لدي عمل خاص، وأكملت الثانوية وأريد أن أكمل حياتي، وأريد أن أكون طبيعيا، ولا أريد أن تتكون لدي أفكار خبيثة، أنا أفكر في أي شيء، لدرجة أنني أحيانا أتمنى لو أني لا أستطيع التفكير إطلاقا!! لأنني أقلق وأتوتر بسبب أشياء تافهة جدا.

جزاكم الله خيرا، دلوني حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت الآن توقفت عن الأدوية منذ مدة سبعة أشهر، وأعتقد أن هذه مدة طويلة، وتضمن لنا تماما أن الأدوية قد انقطعت تماما من جسدك، ومن وجهة نظري المتواضعة هذه فرصة لك لأن تقوم بإجراء فحوصات جديدة، والفحوصات المطلوبة هي: فحوصات أساسية، وأنا على ثقة أنها متواجدة في اليمن، أهمها: (فحص تخطيط الدماغ، وعمل صورة مقطعية للدماغ) هذه سوف تعطي الطبيب صورة جديدة عن وضع النشاط الكهربائي داخل الدماغ، وبعد ذلك يبدأ التحرك العلاجي حسب ما هو مطلوب.

الأعراض التي تشتكي منها الآن من (توتر وقلق وتذمر وشعور اكتئابي وتفكير في الانتحار) يعرف تماما أن ستين بالمائة من مرضى الصرع يعانون من تعسر في مزاجهم، وقلق وتوتر ومشاعر سلبية، وهنالك نوع من الصرع يسمى (صرع الفص الصدغي) وهو جزء معين في الدماغ، هذا على وجه الخصوص يتأثر، ويعطي مثل هذه الأعراض.

معظم هذه الحالات تستفيد كثيرا من عقار (تجراتول) حتى وإن لم يكن هنالك نشاط صرعي واضح، مضادات القلق والتوتر نتعامل معها بحذر بعض الشيء؛ لأن بعضها قد يثير النوبات الصرعية، لكن هنالك أدوية سليمة لا تثير هذه النواة الصرعية، أنا على وجه الخصوص أعطي عقار (تجراتول) حتى وإن لم يوجد نشاط صرعي، وأضيف إليه عقار يعرف باسم (دوجماتيل/سلبرايد) هذه الأدوية تعالج القلق، تعالج التوتر المرتبط بمرض الصرع السابق أو الحالي، فلا تنزعج، اذهب إلى الطبيب، واعرض عليه أفكارنا هذه، وأنا متأكد أن الأخ الطبيب سوف يتقبلها، وفي ذات الوقت.

أيها الفاضل الكريم: أنبهك لشيء هام، حالتك يمكن علاجها، بل سوف تتعالج، ولم يبق عندك إلا هذه الأعراض، وأنت الآن منذ سبعة أشهر ولم تأتك نوبات صرعية حقيقية، وفي ذات الوقت قمت بخطوة -حتى وإن كانت خطأ- وهي التوقف عن تناول الدواء دون إذن الطبيب؛ لكن هي خطوة إيجابية، من ناحية أنها فرصة لعمل مراجعة فحصية كاملة لوضعك، وأضف إلى ذلك أن العلم يسير في تقدم، ونحن -الحمد لله- في مجتمعات إسلامية، وأسرنا طيبة ومترابطة، وليس هنالك أبدا ما يدعوك للتذمر أو للقلق أو للتوترات الشديدة، وهذا ابتلاء بسيط، وأنت -إن شاء الله تعالى- لك الثواب على الصبر عليه.

موضوع الأدوية كالدباكين وآثارها الجانبية، نعم لها آثار جانبية لكن يمكن احتواؤها، مثلا: عقار (توباماكس) بالرغم من أنه دواء ضعيف نسبيا لعلاج الصرع، لكنه يعالج السمنة، وبعض الناس الآن يستعملونه فقط لعلاج السمنة دون أن يكون لديهم مرض الصرع، عقار (كبرا) من الأدوية الممتازة جدا لعلاج النوبات الصرعية، وهو لا يزيد الوزن.

أخي الكريم: الحمد لله تعالى الأمور بخير وعلى خير، وأرجو أن تأخذ بما نصحتك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات