السؤال
السلام عليكم
سؤالي: آخر دورة لي كانت في 15 رمضان، وقمت بتحليل منزلي، وطلعت النتيجة حامل، بعدها أكلت حبوب السايتوتك لإنزال الجنين، أكلت أربع حبات، ولكن أصابني مغص خفيف مع قطرة من الدم، وتوقف هذا قبل أسبوعين، وبعدها أصبحت تأتي إفرازات طبيعية بيضاء، وقبل ثلاثة أيام جاءني نزيف مثل الدورة بالضبط، ونزلت مني قطعة صغيرة بحجم الأصبع، كأنها جلد، وفيها لون أحمر متوسط، يميل للوردي، وقاسية.
الآن الدم له ثلاثة أيام، مثل الدورة، ولا أحس بألم، ولا مغص.
هل يدل على أني أجهضت الجنين أم لا؟ وكيف أعرف أنه إجهاض؟ علما أني لا أستطيع الذهاب للمستشفى بحكم الظروف، لكن هل الإجهاض يكون بدون ألم الطلق، وكيف يكون حجم الجنين لو نزل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جووو جوج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لقد أخطأت يا عزيزتي حين تناولت حبوب ال(سايتوتك )لإسقاط الجنين بدون أن تكوني تحت مراقبة الطبيبة, فمثل هذه الحبوب يجب ألا تؤخذ بدون متابعة طبية؛ لأنها قد لا تفيد في كل الحالات, كما أنها قد تسبب بعض المضاعفات, فقد يحدث إجهاض غير كامل معها، وقد يحدث التهاب, وقد يحدث نزف خطر يستدعي التدخل بسرعة, لا قدر الله.
على كل حال, إن كانت الدورة الشهرية منتظمة قبل حدوث الحمل, فمعنى ذلك بأنك قد تناولت هذه الحبوب عندما كان عمر الحمل نحو 8 أسابيع، أي أن النبض كان موجودا.
على ما يبدو بأن المغص الذي حدث عندك مع نزول قطرة الدم بعد تناول الأربع حبات مباشرة, كان دلالة على حدوث انفصال للكيس عن جدار الرحم، وتوقف نبض الجنين, لكن الحمل لم ينزل في ذلك الوقت، وبقي محبوسا في الرحم، وحدث ما نسميه(بالإجهاض المنسي).
ثم استمر الحمل محبوسا في داخل الرحم لفترة, وهي الفترة التي صادفت نزول الإفرازات البيضاء، ثم بدأ الإجهاض عند بدء نزول الدم الذي شبهتيه بالدورة, وقطعة الجلد التي فيها لون أحمر, قد تكون عبارة عن جزءا من كيس الحمل والمضغة, أو قد تكون جزءا من بطانة الرحم, ذلك أن المضغة وكيس الحمل وكذلك بطانة الرحم تنزل عادة خلال الإجهاض بشكل قطع متفتتة, وقد تكون مختلطة ببعضها, ويصعب التمييز بينها إلا عن طريق الفحص المباشر لهذه القطعة, أو عن طريق الفحص النسجي لها.
لا يعتمد على الألم كعرض في تشخيص الإجهاض, فعتبة الألم تختلف بشكل كبير بين النساء.
لذلك أقول لك: نعم يمكن أن يحدث الإجهاض بدون أن تشعر السيدة بأي ألم، وأنت الآن في حالة إجهاض, لكن هل حدث إجهاض كامل أم غير كامل؟ -أي هل ما زالت هنالك بقايا في الرحم أم لا؟- فهذا ما يصعب معرفته من خلال الوصف فقط, مهما بلغت مهارة الطبيب أو الطبيبة, والحل هو بعمل التصوير التلفزيوني والفحص النسائي.
إن تبين بالتصوير أن الرحم فارغ تماما, وتبين بالفحص النسائي بأن عنق الرحم مغلق, فهنا يكون قد حدث إجهاض كامل, والدم النازل هو بقايا الإجهاض، وسيتوقف في خلال أيام قليلة إن شاء الله، ولن تحتاجي إلى عملية تنظيفات.
أما إن تبين بالتصوير وجود بقايا للحمل ما زالت محبوسة في جوف الرحم, أو كان عنق الرحم ما يزال مفتوحا, فهنا يكون قد حدث إجهاض غير كامل, وفي مثل هذه الحالة يمكن الانتظار لبضعة أيام قليلة فقط, إن كانت الحالة عندك مستقرة (الحرارة طبيعية والدم خفيف) فإن توقف الدم بعد ذلك, وأظهر التصوير بأن الرحم قد أصبح فارغا, فهنا يكون الإجهاض قد اكتمل.
أما إن استمر الدم أو أظهر التصوير بقايا في الرحم, أو ارتفعت الحرارة, أو أي علامة غير طبيعية, فيجب عمل تنظيف للرحم بسرعة, مع تناول المضادات الحيوية المناسبة لمنع حدوث الالتهاب أو منع تطوره, ومراعاة لظروفك, ما يمكنك فعله الآن هو كالتالي: إن كانت الحرارة عندك طبيعية والدم خفيف فيمكنك الانتظار لمدة أسبوع, فإن لم يتوقف الدم, أو ارتفعت الحرارة, لا قدر الله, فيجب عليك مراجعة الطبيبة فورا, وبدون تأخير.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.