أريد أن أحجز فتاة سنة بالكلام مع أهلها ثم أخطبها بعد ذلك ما رأيكم؟

0 370

السؤال

السلام عليكم
شكرا لكم على هذا الموقع الرائع، جزاكم الله خيرا.

أنا طالب جامعي، ليس لي إخوة لي أخت واحدة فقط أصغر مني؛ أهلي أناس أصحاب شهادات عليا، موظفين في مراكز مرموقة والحالة المادية جيدة جدا.

مشكلتي: أني تعرفت على طالبة معي في الجامعة أهلها غير خريجين، أمها ربة بيت، والدها متقاعد، لكن لم أهتم لذلك إذ أنها تحبني أنا، لكن أنا الآن في المرحلة الثانية.

اتفقت مع البنت -حيث أني لم أشأ أن أستمر معها في علاقة- أن تفاتح والدتها بالموضوع، أنوي خطبتها، وذهبت والدتي إلى الجامعة والتقت بالفتاة وأعجبت بها.

لكن مشلكتي: أن أهلها لا يقبلون بفترة خطوبة طويلة، ثم إن مسكننا صغير، ونحتاج إلى 9 أشهر تقريبا لتوسعته، أهلي ليس عندهم مانع أن يخطبوها لي، فطلبت من أهلي أن نذهب إلى بيتها ونحجزها من أهلها؛ أي نأخذ منهم كلمة موافقة تنتظرني بها البنت إلى المرحلة الرابعة؛ أي بعد سنة؛ أي تكون فترة الحجز سنة واحدة وبعدها نخطبها رسميا من أهلها.

هل يجوز أن نذهب أنا وأهلي لبيت البنت، نقابل أهلها ونفاتحهم في الموضوع، ونطلب يدها أي نأخذ كلمة منهم وتنتظرني سنة فقط؛ حيث إن البنت موافقة على فكرة الحجز، وموافقة على أن تنتظرني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الكريم-، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، وهذه الرغبة فيما يرضي الله تبارك وتعالى، ونؤكد لك أنه لا مانع من الكلام في شأن هذه الفتاة، وأعجبني وأسعدني أنك استدعيت الوالدة، وأفرحني أنهم وافقوا على هذه العلاقة.

لكن السؤال المهم هو: ما طبيعة العلاقة بينك وبينها في هذه الفترة؟ إذ ينبغي أن تتوقفوا تماما عن التواصل حتى تتحول هذه العلاقة إلى علاقة شرعية معلنة، حتى بعد الخطبة فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام العاطفي.

والحمد لله لا مانع من هذه الفكرة، وهذا يحدث في كثير من المجتمعات، يقولون: (فاطمة لفلان، عائشة لفلان) وكلا الأسرتين يعرفون هذا، وفي هذه الحالة ينتظرون، ولعلنا نستأنس بما حصل لأم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق –رضي الله عنها– لما خطبها النبي -صلى الله عليه وسلم– ذهب الصديق ليسأل المطعم بن عدي؛ لأنهم قد كانوا تكلموا في شأنها وهي جارية صغيرة جدا، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم– خطبها وهي بنت ست سنين، وهم خطبوها قبل ذلك، أو تكلموا فيها، يعني أحيانا بعض المجتمعات تجلس المرأة الكبيرة فتقول: (بنتكم فلانة لولدنا فلان) فالناس يعتبرون هذه ربطة، ويعتبرون هذا حجزا، وإذا جاء خاطب للبنت فإنهم لا يتصرفوا قبل أن يرجعوا لتلك الأسرة، ليتأكدوا هل هم ثابتين على كلامهم، هذا شيء موجود في المجتمعات المسلمة، وموجود في تاريخنا الإسلامي، ولكن الذي يهمنا هو: ما هي طبيعة العلاقة؟

نحن لا نريد في هذه الفترة أن تتوسع مع الفتاة في العلاقة العاطفية، ولكن من البعد تدعو لها وتجتهد في إكمال دراستك، في إعداد بيتك، من أجل أن تتقدم لها رسميا، والفتاة ولله الحمد مستعدة وتنتظرك؛ لأننا لا نريد لهذه العلاقة التي بدأت بهذه الطريقة الرائعة أن تكون فيها مخالفات، وأن يكون فيها ما يشوش على صفائها؛ لأن هذا ليس في مصلحتك ولا في مصلحة الفتاة، فالمقدمات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا التواصل، وسوف نكون سعداء إذا جاءتنا تفاصيل أو احتجت إلى بعض التوضيحات، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به، وأن يجمع بينكم على الخير والطاعة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات