السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره 10 سنين، يعاني من النسيان، وعنده خوف من المذاكرة شديد بسبب ضغطي عليه، وضربي له إذا عجز عن معرفة السؤال.
علما أنه كثير التأتأة عند إجابات السؤال، وليس واثقا دائما من الإجابة على السؤال حتى ولو عرف الإجابة، كما أنه صعب التركيز، وأنا لا أعرف ماذا أفعل معه؟ وأخاف على تحصيله العلمي.
أرجو الإجابة على أم حائرة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
مما أثبتته الدراسات الكثيرة أن الإنسان، وخاصة الطفل، يتعلم أكثر في جو مطمئن، بينما يرتبك ويتردد ويضعف تركيزه وانتباهه في حال القلق والخوف، وعدم شعوره بالأمن والأمان.
نفهم من خلال هذا أنك إن استمررت في ضرب طفلك والضغط عليه، فستحصلين على النتائج المعاكسة لما تريدين.
نعم أنت خائفة على ضعف تحصيله الدراسي، وأنا معك في هذا، إلا أن هذا الخوف لن يفيده بشيء إن لم تحسني التعامل مع هذا الخوف، هذا الخوف جيد، وسأقلق أكثر إذا لم يكن عندك مثل هذا الخوف، ولكن كيف تحولين هذا الخوف لطاقة إيجابية، وليس لطاقة سلبية تقلق الطفل؟
حاولي أن تحسني التعامل مع خوفك باتباع الخطوات السليمة، متذكرة أن الواجب الأول عليك هو إشعار طفلك بالأمن والاطمئنان، وأنه إن شعر بهذا فستجدين العجب من قوة تركيزه وتفاعله مع دراسته.
لقد أثبتت الدراسات المعرفية للأطفال أن الطفل مغروز في فطرته حبه للعلم والتعلم، حتى إننا لا نحتاج أن نقول له عليك أن تتعلم، وإنما علينا أن نشجعه ونتيح له الجو المناسب لهذا التعلم.
حاولي أن تهدئي من خوفك، وحاولي أن تتحلي بالصبر، ومن ثم وبعد بعض الوقت ستلاحظين تقدم طفلك وشوقه الشديد للتعلم، وسيطمئن عندها أن يجلس أمامك وأنت تدرسينه.
لا تتوقعي بعد كل التغيير الذي ستحاولين القيام به، لا تتوقعي أن تجدي طفلك قد تغير فجأة، وإنما الأمر يحتاج لبعض الوقت، ليتأكد طفلك أن هذا التغيير عندك هو تغيير جوهري وحقيقي، وليس مجرد مرحلة عابرة، ومن ثم تعودين للأسلوب القديم.
مما يمكن أن يعينك على القيام بهذا التغيير من طرفك هو أن تقومي ببعض الأنشطة التي تساعدك على الاسترخاء كتلاوة القرآن والرياضة وغيرها.
أنصحك أنك إذا كنت متوترة وقلقة فالأفضل أن لا تقتربي من طفلك، وإنما اذهبي لمكان آخر تريحين فيه أعصابك، ومن ثم تعودين إليه مجددا وأنت مفعمة بالحيوية والهدوء والحماس.
حفظ الله طفلك، وأقر عيونكم به، وجعله من المتفوقين.