السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بداية أحمد الله تعالى، كنت أعاني منذ 2005 من وسواس قهري، فذهبت إلى الطبيب، ووصف لي دواء انافرانيل 75 ، وارتحت عليه كثيرا، وبعد 5 سنوات من استعمالي للدواء أحسست أني أعاني من تعب وإرهاق وخمول زائد، وانقباض في العضلات والمفاصل.
مع العلم أني عملت تحاليل طبية كثيرة مثل الغدة الدرقية والكبد والكالسيوم، فأقلقتني هذه الحالة، وراجعت طبيبا آخر، فوصف لي سيبرالكس، وعدة أدوية أخرى مثل: السيروكسات، ولم أرتح عليها، وأنا الآن متعب جدا، ولا أدري ما هو الحل؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
الـ (أنفرانيل Anafranil) بالفعل هو من أوائل الأدوية التي تستعمل لعلاج الوساوس القهرية، ويتميز أيضا أنه محسن للمزاج؛ لأن الوساوس القهرية كثيرا ما تكون مصحوبة بنوع من الاكتئاب البسيط أو المتوسط، الآن لديك أعراض جسدية واضحة منها التعب والإجهاد والخمول الزائد وانقباض العضلات والمفاصل: هذه الأعراض قد تكون ناتجة من الاكتئاب النفسي، وقد تكون ناتجة من أمراض عضوية.
أنت قمت بالإجراء الصحيح وهو إجراء الفحوصات التامة والكاملة، وربما يكون من الأفضل أن تقابل طبيبا مختصا في أمراض الروماتيزم، وطبيب باطنية ليقوم بفحصك مرة أخرى للتأكد التام من وضعك الصحي العضوي، لا تنزعج لطلبي هذا، فهو نوع من التكميل الجيد لمسيرتك العلاجية، وإذا اتضح للطبيب أن هناك أي علة تستحق العلاج قطعا سوف يقوم بذلك.
أما من الناحية النفسية فالاكتئاب أيضا يؤدي إلى الخمول والتوترات العضلية والشعور بالإجهاد الجسدي السريع، فعليه بعد أن تتأكد من وضعك الصحي الجسدي مرة أخرى، إذا اتضح أن كل شيء سليم -وهذا ما نتوقعه- فهنا إذا قابلت طبيبا نفسيا مرة أخرى سيكون أفضل، وإن لم تتمكن فانقل نفسك لمجموعة أخرى من الأدوية، وأعتقد أن عقار (فلوكسيتين Fluoxetine) والذي يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac) هو الأفضل؛ لأنه مضاد ممتاز للاكتئاب، مجدد للطاقات الجسدية والنفسية، كما أنه يعالج الوساوس القهرية، ويوجد دواء آخر يعرف باسم (فينلافاكسين Venlafaxine) واسمه التجاري (إيفكسور Efexor) أيضا قد يكون بديلا جيدا.
من المهم أيضا أن تنظر في نمط حياتك، وتكون إيجابيا، وتكون فعالا، وممارسة الرياضة بصورة منتظمة نعتبرها علاجا أساسيا وأساسيا جدا لمثل حالتك هذه، وإذا التزمت وطبقت ممارسة الرياضة مع أخذ الدواء المناسب -بإذن الله تعالى- سوف تحس تدريجيا أن التحسن بدأ في الظهور، إلى أن تكتمل لديك الصحة والعافية إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.