السؤال
السلام عليكم
في البداية نشكركم على جهودكم الجبارة التي تبذلونها من أجل الإجابة على كل التساؤلات.
أنا متزوجة منذ سنتين وثمانية أشهر، وزوجي لا يقيم معي بصفة دائمة، ولم أرزق بطفل بعد، وفي بداية الزواج زرت طبيبة مختصة، وأعطتني منشطات: prolifen ovestin antrogestan، وكان الفحص سليما، ولما راجعت الطبيبة، نصحتني بألا آخذ أي أدوية، لأنني سأضر صحتي.
ولكن زوجي -البالغ من العمر 52 سنة، وله ابن عمره 22 سنة- لم يجر أية تحاليل؛ لأنه غير راغب في إجرائها، ولكنه في المقابل بدأ بعلاج آخر وهو: التوقف عن التدخين وشرب الكحول، وفعلا نجح مؤخرا في التوقف عنها، ولقد مضى عليه الآن ستة أشهر -والحمد لله-.
الآن وبعد كل هذه المعاناة والرغبة في الحمل، كنت أنتظر رجوع زوجي لزيارة الطبيبة حتى نبدأ العلاج مرة ثانية، فشعرت بآلام أسفل بطني، وزرت طبيبة عامة، وشخصت لي المرض على أنه aerocolie ، وأعطتني أدوية لعلاج القولون، واستعملت الدواء débridat وeucarbon، وبقيت أعاني من الآلام حتى موعد الدورة، ولكن الدورة تأخرت لمدة أسبوع، ونزلت اليوم 35، مع أن دورتي في الأصل منتظمة.
ذهبت مرة أخرى لطبيبة اختصاصية، وشخصت لي المرض على أنه كيس في المبيض الأيمن، وقالت بأن الأمر ليس خطيرا، وكتبت الوصفة دون أن تشرح لي الأمر: KO Séreux droit 33/27mm، وقالت بما أني أنتظر قدوم زوجي، وأني أرغب في الحمل، أعطتني دواء منع الحمل، ووصفت لي duphaston.
أريد أن أعرف هل هذا الكيس يقلل من فرص الحمل، وما هي الوسيلة المثلى للحمل في حالتي؟ فأنا أشعر بأن فرصة الحمل أصبحت نادرة جدا.
جزاكم الله كل خير، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتيحة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الدورة الشهرية هي نتاج منظومة هرمونية تفرز من الغدة النخامية أسفل المخ، وهذه الغدة تفرز هرمون LH FSH والهرمون الأول يكبر وينمي البويضات حتى تصل إلى حجم من 18 إلى 22 مم، وعند ذلك وفي منتصف الشهر يقوم الهرمون الثاني بتفجير البويضة وإخراجها من المبيض ومن جرابها في اتجاه الرحم، لتتقابل مع الحيوان المنوي السليم في قناة فالوب الواصلة بين المبيض والرحم لتخصيبها، ثم الانغراس بعد ذلك في بطانة الرحم السليمة، ويقوم جراب البويضة بزيادة إفراز هرمون ESTROGEN، وPROGESTERONE، وتكون نسبة الهرمون الأول أعلى قبل التبويض، أي في النصف الأول من الشهر، وتكون نسبة الهرمون الثاني أعلى بعد التبويض، أي في النصف الثاني من الشهر، وتفرز الغدة النخامية أيضا هرمون الحليب PROLACTIN، والذي عند زيادة نسبته على الحد المعروف يؤثر على التبويض ويمنعه، وبالتالي تتأخر الدورة الشهرية، وأي خلل في هذه المنظومة يؤدي إلى تأخر الدورة واضطرابها.
النقطة الأخرى: هي أن الزوج مثل الزوجة مسئول عن نسبة تتراوح من 30 إلى 40 % من أسباب تأخر الحمل والعقم حتى لو أنجب قبل ذلك، لأن الأمراض قد تأتي بعد الزواج للزوج والزوجة أيضا، والنسبة الباقية يكون الزوجان مشتركان فيها، وبالتالي فحص المني للزوج ليس عيبا ولا تجاوزا، بل هو مطلب طبي لكي نستبعد ما يصل إلى 65% من أسباب تأخر الحمل بعد الاطمئنان على تحليل الزوج، والذي يعقبه في الأهمية هو: التواجد المنتظم للزوج، خصوصا وأن دورتك الشهرية غير منتظمة
وبالتالي يجب فحص كل الهرمونات السابقة ثاني يوم من الدورة عدا الهرمون PROGESTERONE، فيتم فحصه في اليوم ال 21 من بداية الدورة، وعرض نتيجة هذه التحاليل على طبيبة نسائية مختصة في علاج حالات تأخر الحمل والعقم، بعد عمل تحليل الزوج رابع يوم من الجماع، وهي الفترة الكافية لإنتاج مني جيد قابل لتخصيب البويضة.
كما أن التدخين والكحول من المواد الضارة بالجسم عموما وبالمني خصوصا، -والحمد لله- أن زوجك أقلع عنهما، وهذا لا يكفي، بل يحتاج إلى زيارة طبيب تناسلية، وأن يأخذ معه نتيجة التحليل وكل يلزم إذا تطلب الأمر.
وآلام القولون لا علاقة بينها وبين الدورة الشهرية، والعلاج الذي وصف لك جيد، مع الامتناع عن تناول الفلفل الحار، والشطة، والوجبات الدسمة، والتركيز على الخبز الأسمر، والفواكه، والخضروات، وتلبينة الشعير المطحون، والقمح النابت لزيادة الألياف في الطعام، بالإضافة إلى شرب المزيد من الماء.
ودواء الدوفاستون هو عبارة عن: هرمون PROGESTERONE مصنع، وهو يفيد في إعادة التوازن بين الهرمونات، ويساعد على تنظيم الدورة، وبناء بطانة رحم طبيعية -إن شاء الله-، فلا مانع من تناوله من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، ثم التوقف حتى تنزل الدورة، ويتكرر لك لمدة 3 إلى 6 شهور.
كما أن الملاحظ هو: أن وزنك زائد، ويجب عمل حمية غذائية لإنقاص الوزن، وممارسة الرياضة، وتناول حبوب جلوكوفاج؛ لأنها تساعد على ضبط نسبة السكر في الدم، وتساعد هرمون الأنسولين على العمل الجيد في التعامل مع سكر الدم وتحسن من نسبة التبويض.
لا تنسي أن عمرك 42 سنة، وربما تحتاج المبايض إلى تنشيط بعد عمل التحاليل، مع المتابعة للرحم والمبايض بالسونار لمعرفة وقت وحجم البويضات، والوقت المناسب للجماع، للحصول على أعلى فرصة للحمل.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ويسر لكما الخير حيث كان.