تركيز أختي المراهقة لا يتجاوز عشر ثوان، أرشدونا كيف نتصرف؟

0 282

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تعاني أختي من شرود ذهني بشكل مخيف، حيث أصبحت قدرتها على التركيز لا تتجاوز عشر ثوان، عمرها 16 عاما، وهذا أثر على حياتها بشكل عام؛ حيث أصبحت انسحابية تعيش في أحلام يقظة طيلة اليوم، ربما تدرك الحياة الواقعية بنسبة لا تتجاوز 8%، ومستواها الدراسي تدهور، في السنة الماضية كانت في الصف الثاني الثانوي، أما هذه السنة وهي آخر سنة في الثانوية فقد أكملتها بالقوة، وأخيرا أود أعلامكم أنها لا تستجيب لأي محاولة منا، ولا تحاول بأي شكل تغيير هذا الحال إلا بالقوة من أمي وأبي، فعندها سلبية ولا مبالاة لا توصف، أرشدونا كيف نتصرف؟

نتمنى أن تعطونا علاجا يرفع مستوى التركيز، وكذلك إرشادات لكيفية التعامل معها، وهل يمكن ربط انسحابها وأحلام اليقظة بشكل من الألم الخارجي، سواء من أمي أو أبي لمنعها من المواصلة على هذا الحال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله لها العافية.

السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه في حالة أختك: ما هو تشخيص حالتها؟ هذا يجب أن نبدأ به، هذه الفتاة في عمر اليفاعة، من المفترض أن تكون في أفضل حالات التركيز، وأن تعيش الحياة بتفاعل إيجابي، لكنها على العكس تماما، إذا يجب أن نصل لتشخيص لحالتها، وأنا هنا يمكن أن أعطي بعض التشخيصات الافتراضية كنوع من الاحتمالات، لكن لا يمكن الوصول إلى التشخيص الدقيق لحالة هذه الابنة –حفظها الله– إلا إذا تم فحصها وتقييم حالتها بواسطة المختص.

أحد الاحتمالات أنها مصابة باكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي كان لا يعرف وسط اليافعين والمراهقين، لكن أصبحنا الآن نراه كظاهرة أكيدة، والاكتئاب في هذه السن لا يظهر في شكل كدر أو حزن، إنما كشكل انسحاب اجتماعي، وعدم الفعالية، وضعف في التركيز، فاحتمال أنها تعاني من اكتئاب نفسي هذا وارد.

الاحتمال الثاني: ربما تكون تعرضت لصدمة نفسية شتتت تركيزها، وجعلتها تنسحب من الحياة كنوع من الاحتجاج على المجتمع.

الأمر الثالث هو: يجب أن نتأكد من وضعها الصحي الجسدي، فهنالك حالات تؤدي إلى ضعف التركيز، منها نقص فيتامين (ب 12)، وكذلك ضعف إفراز الغدة الدرقية.

الأمر إذا بكل جلاء ووضوح يتطلب مقابلة طبيب، أنا أفضل أن يكون طبيبا نفسيا حتى يقوم بتحليل حالتها، وإجراء الاختبارات اللازمة، والفحوصات المخبرية أيضا يمكن أن يقوم بها الطبيب النفسي حتى تكتمل الصورة، ومن ثم يتم إعطائها العلاج.

من ناحيتكم حاولوا أن تساندوها، لا تضغطوا عليها كثيرا، لكن أشعروها دائما بأنها عضو فعال ومرغوب فيه جدا في الأسرة، فإبداء العطف نحوها سوف يساعدها كثيرا، وفي ذات الوقت يجب ألا نشعرها أنها ضعيفة وأنها منعزلة، هذا يساعدها أيضا، ويتم في ذات الوقت إقناعها بأن تذهب إلى الطبيب، وليس من الضروري أن نقول لها: (أنت مكتئبة وأنت مريضة نفسيا) لا، نقول لها: (من الواضح أنك تعانين من إجهاد، ربما يكون جسديا، ربما يكون نفسيا، فيجب أن نذهب إلى الطبيب من أجل العلاج، ومن أجل الفحوصات)، ساعدوها أيضا في إدارة وقتها، واجعلوها تشارككم في بعض المهام الأسرية، هذا أيضا يحفزه، قوموا ببعض اللقاءات الأسرية الجماعية، مثلا أن تكون هنالك حلقة قرآن مرة أو مرتين في الأسبوع، دعوها تشارك من خلال هذه الحلقة، لتصبح أكثر تفاعلا بصورة إيجابية وبدافعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات