السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاما، عندي بعض الاضطرابات التي أتعبتني كثيرا في حياتي منذ أن كان عمري 15 عاما، وأنا الآن أدرس في الجامعة ووصلت المستوى السابع، ولا زلت أتعب من هذه الاضطرابات التي أثرت علي من الناحية الدراسية وفي حياتي عموما، ولا زلت أعاني منها، فأرجو المساعدة وفقكم الله.
أعاني كثيرا من الانطواء وعدم الدخول مع الآخرين والمشاركة معهم, فحينما أكون في القاعة ويوجه لي سؤال من الأستاذ على سبيل المثال فأنا أرتبك وأتلعثم، وكذلك أتوتر ويكون لدي خوف شديد (كل هذه الأشياء بكثرة)؛ فتضيع الإجابة رغم أني أعرف الإجابة, وبعد الإجابة أتألم من ردة فعلي من الإجابة؛ لأنني أتلعثم أمام الأستاذ والطلاب وهذا يحرجني ويؤلمني كثيرا, وعندي خوف من المجتمع وخجل شديد بشكل عام.
علما بأنني أمارس العادة السرية منذ أن كان عمري 15 سنة, وتركتها الأسبوع الماضي عندما علمت بأضرارها ولن أرجع إليها بإذن الله.
ملاحظة: قبل أسبوعين تقريبا حصل لدي ارتداد معدي مريئي، وعملت تحاليل، وأفادني الطبيب أن سبب هذا الارتداد هو التوتر الزائد.
لدي كذلك شعور يزعجني كثيرا, أشعر أنني أفقد عقلي وأصاب بالجنون، وأحيانا أشعر أن الذي أمامي حلم أو خيال وليس حقيقة، وكذلك لدي ضعف بالتركيز, فهل هذه الأشياء نتيجة القلق الذي عندي أم أنها وساوس؟
هل هناك علاج لهذه الاضطرابات؟ أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.
كذلك لدي تساقط في الشعر بكثافة جدا, ودهون في الأنف كثيرة جدا, ونحافة بجسمي, فما هو السبب؟ وكيف أتخلص منها؟ وهل للقلق والتوتر دور في هذا؟
أسأل الله أن يجعل هذا في موازين حسناتكم، ويوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عرضك لأعراضك تم بصورة جيدة جدا، وأنا أرى أن كل الذي بك هو قلق المخاوف مع شعور اكتئابي، ولا أعتقد أنه توجد لديك وساوس حقيقية، لكن المخاوف مع القلق التوقعي هي التي جعلتك تحس بأنك تعاني من الوساوس.
شخصيتك فيها بعض سمات الانطوائية، وممارستك للعادة السرية قطعا ليس أمرا مفيدا، ويجب أن تقف مع نفسك وتتوقف عن ممارسة هذه العادة، والإنسان يمكن أن يتفوق على ذاته وينتصر عليها إذا أراد أن يحرر نفسه بالفعل من هذا النوع من الاستعباد، الحياة فيها أشياء طيبة وجميلة جدا يمكن للإنسان أن يدمنها وأن يمارسها بفعالية ويجني منها فوائد كثيرة.
أيها الفاضل الكريم: دراسات كثيرة جدا أشارت إلى أن الصلاة مع الجماعة في المسجد مع ممارسة الرياضة الجماعية -مثل كرة القدم مثلا– بمعدل مرة أو مرتين أو ثلاثة في الأسبوع تعطي الإنسان تفوقا اجتماعيا كبيرا، تنتهي الرهبة، ينتهي الخوف، ترتفع الكفاءة الاجتماعية، يجد الإنسان نفسه يندفع نحو الآخرين، لا يهرب من لقاءاتهم، فعليك بترتيب نفسك بالالتزام بالصلاة مع الجماعة وممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية.
الذي أقوله لك هو مبني على تجربة وعلى أسس علمية.
الجوانب العلاجية الأخرى هي: العلاج الدوائي، إذا تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكن فأنت محتاج لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وهناك دواء يعرف باسم (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (لسترال) أو (زولفت) هو من الأدوية المفيدة جدا، ومتوفر في المملكة، وأعتقد أن تناولك لهذا الدواء لمدة ستة أشهر سوف يفيدك كثيرا ويغير من حياتك بصورة إيجابية جدا.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجراما– يتم تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تخف من الفشل، ومهما طالت سنين الدراسة في الجامعة فالمهم في نهاية الأمر هو أن تتخرج وأن تكون من المتميزين، اجعل لحياتك هدفا، كن بارا بوالديك، تواصل مع أصدقائك، وعش الحياة بإيجابية، سوف تجد أن أعراضك هذه قد اختفت تماما.
أنت لست مصابا بالجنون، ولست على حافة الجنون، هذا مجرد قلق مع مخاوف ووساوس بسيطة، وأدى إلى كل الأعراض التي ذكرتها، سواء كانت هذه الأعراض أعراض جسدية أو نفسية، وطريقة العلاج أوردناها لك، فأرجو أن تلتزم بها.
وللفائدة راجع علاج الانطوائية والعزلة سلوكيا: (265122 - 272718).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.