السؤال
السلام عليكم
تقدمت للزواج من فتاة قريبة لي، وهي غير ملتزمة بالزي الشرعي، فطرحت عليها أن ترتدي النقاب وأجابت أنها غير مقتنعة بالنقاب، وأرسلت لها بعض الخواطر عن النقاب وأهميته للمرأة، فهل عدم موافقتها على لبس النقاب والحجاب، يعني أنها ﻻ تصلح أن تكون زوجة لي؟
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك –أخي الكريم الفاضل–، من أن هذه الأخت التي تقدمت للزواج بها ترفض لبس النقاب أو الحجاب، وتسأل: هل تصلح أن تكون زوجة لي؟
أولا –أخي الكريم–: لا يخفى عليك أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: (تنكح المرأة لأربع) وذكر منها (الدين) فقال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فالدين والأخلاق أهم شيء في المرأة حقيقة؛ لأن هذه هي العوامل التي بها تكون السعادة، والتي تبعث السعادة في الأسرة، وتؤدي إلى استقرارها وعدم اضطرابها، ولكن لا يلزم من عدم وجود النقاب أو الحجاب أن تكون المرأة ليست متدينة، أو لا تصلح زوجة، ولكن تستطيع أن تقول بأنها أرض بكر تحتاج إلى خبير ماهر يحاول تهيئتها للزراعة.
فأنا أقول: بدلا من أن نحكم بالصلاحية وعدمها، دعنا نحاول معها عن طريق حثها على قراءة بعض الكتب أو الكتيبات، أو الدخول لبعض المواقع الإسلامية التي تتكلم عن حكم النقاب في الإسلام، أو أن تعطيها بعض الأشرطة التي تتكلم عن حكم النقاب والحجاب وغير ذلك، لعل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرها لقبول كلامك، احتمال كبير جدا أنها لا تعرف الحكم الشرعي، أو لأنها تستهين به؛ لأن معظم الذين حولها لا يلتزمون بالحجاب الشرعي، أو لأنها قد تكون على قدر من الجمال، والشيطان يزين لها بأنك تحبس هذا الجمال عن الناس وكذا، هذا كله وارد.
ولذلك أنا أنصحك –بارك الله فيك– قبل أن تأخذ قرارا بعدم الصلاحية، أن تحاول أن تيسر لها أسباب التعلم، لعل الله أن يشرح صدرها، وأن يوفقها للتعلم فتترك هذا التبرج وتصبح ملتزمة، ويكون ذلك كله في ميزان حسناتك، لأن المرأة التي تقتنع برجل تضحي بحياتها من أجله، فهي كونها مقتنعة بك كزوج، فمن الممكن أن تفعل المستحيل حتى ترضيك.
فإذا أنا أقول: هذه فرصة ذهبية بالنسبة لك، أن تجتهد في إقناعها بالزي الشرعي، وأن تبين لها الآثار المترتبة على ذلك، وأن تبين لها محبة الله تبارك وتعالى لذلك، وأن هذا من سمات المرأة المسلمة العفيفة، وأن عدم الحجاب ليس معناه أنها –والعياذ بالله– فاسقة أو فاجرة، وإنما الحجاب هو أمر الله تبارك وتعالى كالصلاة، فالذي أمر بالحجاب هو الله، والذي أمر بالصلاة هو الله، فلا ينبغي لنا أن نطيع الله في الصلاة، ولا نطيعه في الحجاب.
ومن الممكن الكلام من هذا القبيل يؤثر فيها، وكذلك تشتري لها بعض المواد الدعوية التي تتكلم عن قضية الحجاب وتبين لها، أنا واثق بأنها –بإذن الله تعالى– سوف تستجيب، فلا تتعجل في التخلي عنها أو تركها، أو الحكم عليها بعدم الصلاحية، وإنما كما ذكرت حاول معها باعتبار أنها من أرحامك، ومن الممكن أن تساعدها عن طريق إحدى أخواتك، أو عن طريق وسائل الاتصالات المشروعة، بأن تكون عبدة صالحة، لعل الله أن يصلحها فتكون في ميزان حسناتك، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.