السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم جهدكم الطيب فى هذا الموقع الممتاز، جعل الله ذلك في موازين حسناتكم وأثابكم عليه جزيل الثواب.
لدي طفل عمره الآن 5 سنوات يتميز بالتالي:
1- لا يميز بين البابا والماما عند المناداة؛ أى ينادي أباه بماما أحيانا وببابا أحيانا أخرى.
2- تأخر في تعلم السيطرة على إخراج البول والبراز واستخدام الحمام؛ حيث لبس الحفاظات حتى أشهر قليلة، والآن بعد تعب وجهد لعدة أشهر تمكن من استعمال الحمام، ولكن التدريب خلق حالة من الإمساك لديه والعصبية عند الإخراج.
3- يتكلم كثيرا بكلام غير مفهوم ولم يكون جملا حتى الآن، وأغلب الكلمات مفردة وخاطئة مثال: الحليب يقول: حليدو.
4- لا يردد ما يطلب منه قوله.
5- يكثر من مسك أذن الأب وخاصة عند النوم ويدلكها، ورغم زجره عن ذلك لم يترك هذه العادة.
6- اجتماعي يحب الاندماج مع الأطفال والكبار، والخروج إلى الشارع والدكان لشراء الشوكولاتة والحلويات.
7- يخاف من أشياء كثيرة: كشرفة الشقة، والطفلة الرضيعة، والصوت العالي، والحيوانات، والسيارات.
8- لا يستجيب عند مناداته باسمه غالب الأحيان.
9- كثير الحركة والقفز والنط، والركوب فوق الأثاث، والتسلق ويركل كثيرا برجليه.
11- يلعب على البلايستيشن والكمبيوتر بشكل جيد.
12- يصنع من قطع الصالون منزلا أو خيمة.
13- يمضغ ملابسه ويملؤها باللعاب عند اللعب بالكمبيوتر، ويحسر عن بطنه.
14- عصبي يغضب عند نهره.
15- لا يحب تنويع الملابس ويفضل ملابسه القديمة.
16- لا يعاني من مشاكل سمع، وقد تم عرضه على طبيب أذن وأكد ذلك.
هل يعاني من التوحد؟ وما هو العلاج المناسب لحالته؟ وماذا يمكن عمله للتأكد من حالته؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ faraj حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا وإخبارنا بالأعراض التي تلاحظوها في حالة طفلكم.
هل هي حالة من "سمات التوحد"؟
في بعض التناذرات أو الأمراض يقوم التشخيص على وجود مجموعة عديدة من الأعراض، والتي نحتاج لعدد محدد منها لتشخيص المرض أو التناذر الذي نتعامل معه، ولكن في بعض الحالات الخفيفة قد لا تكون الأعراض عند المصاب كثيرة وواضحة، فعندها لا نقول: إن التشخيص أكيد 100% وإنما بنسبة أقل من 100%.
فقد يكون عند الطفل بعض الأعراض التي تشير للتوحد إلا أنها لا تصل للشكل الأكيد، فنقول عندها: إن هناك حالة من سمات التوحد، أي أن هناك بعض المؤشرات إلا أنها دون العدد المطلوب للجزم بالتشخيص؛ وبمعنى آخر تكون سمات التوحد أخف من تشخيص التوحد، ويكثر عدم اليقين هذا في حال الأطفال الصغار جدا كطفلكم، حيث إنه ما زال في مرحلة النمو والتطور والتبدل المستمر.
نعم بعض الصفات التي وردت في سؤالك يمكن أن تكون من أعراض التوحد: كتأخر اللغة، وعدم رغبته بتبديل الملابس، تكرار حركات معينة كاللعب بأذن والده...إلا أن هناك أعراضا تتعارض مع التشخيص ومنها: كونه اجتماعي ويحب اللعب مع الأطفال الآخرين، إلا أن الصورة غير مكتملة، وأنصح بمتابعة تطوره في الجوانب المختلفة، ولا بأس أن يشرف على نموه وتطوره طبيب نفسي صاحب خبرة في الطب النفسي عند الأطفال؛ لأنه بالإضافة إلى التوحد فإن هناك احتمالات أخرى ومنها: فرط الحركة وتشتت الانتباه، وكذلك أمور أخرى لها علاقة بذكاء الطفل.
والنصيحة الأفضل هي فتح المجال للطفل ليختلط بالأطفال الآخرين، ولكن ليس للضغط عليه، وإنما مجرد فتح المجال وتشجيعه، فهو سيحدد من نفسه درجة الاختلاط التي يرتاح إليها.
ومن هنا نلاحظ أنه لابد من أن يقوم طبيب نفسي متخصص بالتعامل مع الأطفال ليحدد التشخيص بشكل دقيق، ومن دون هذا التشخيص حقيقة يصعب تحديد الخطوات المطلوبة.
فإذا لابد من متابعة الأمر، والموضوع هام ويستحق معاينة الطفل من قبل خبير، وليس مجرد سؤال على موقع إلكتروني، وأنتم لاشك قلقون على مستقبل هذا الطفل.
حفظ الله طفلك وأقر أعينكم به.