أعاني من الاكتئاب بسبب زيادة طولي الذي يسخر منه الآخرون.

0 334

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمي محمد، وأعيش في ألمانيا.

أعاني من الاكتئاب، والسبب هو طول جسمي ونحافته، طولي حوالي مترين، وهذا سبب لي الكثير من السخرية من الأصدقاء والعائلة، دائما أسمع منهم كلام السخرية تجاه طولي، حتى أني الآن أتجنب الجلوس مع الناس.

وعندما أرى مجموعة من الناس في الشارع أغير طريقي حتى لا أسمع أي تعليق من أحد أو أرى تلك النظرات، وهذا الشيء أثر كثيرا على نفسيتي كشاب بعمر ال 26 سنة.

حتى أنه لا يوجد عندي علاقات مع البنات؛ لأني أتخيل أنهم سيرفضونني بسبب طولي الزائد.

أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت، وأنتظر من سيادتكم الجواب الشافي إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ momo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


أولا: نسأل الله تعالى أن يطيل في عمرك كما أطال في جسمك، صفة الطول ليست من الصفات الذميمة حتى تتضايق منها بهذه الدرجة، بل هي من الصفات المحمودة في كثير من المجتمعات، وكثير من النساء يفضلن الرجل الطويل.

فصفة الطول تعرف في علم الوراثة بالصفة السائدة؛ لأنها تظهر في الأبناء حتى إذا كان الزوج الآخر يحمل صفة القصر، إلا إذا كان الشخص الطويل طويلا ظاهريا ولكنه يحمل وراثيا صفة القصر؛ فاحتمال إنجاب أبناء قصيري القامة وارد إذا شاء الله.

والخوف من عدم الزواج لهذا السبب خوف لا مبرر له؛ لأن مثل هذه الصفات لا يمكن الحكم عليها بالتعميم وإنما الأمر نسبي، وأمزجة ورغبات الناس تختلف من شخص لآخر، فما يراه أحدهم قبيحا يراه الآخر حسنا والعكس صحيح.

والمعيار الصحيح هو التقوي وليس الطول والقصر؛ لأن المولى عز وجل لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أشكالنا إنما ينظر إلى قلوبنا كما تعلم، فنريدك أن تسلم لأمر الله وتفتخر بهذه الصفة التي حباك الله بها وأشكره على ذلك؛ لأن الكثير من الناس يتمناها؛ فتصور حالك إذا كنت من الأقزام.

لا تفكر في الموضوع كثيرا وتجعله شغلك الشاغل بل تفرغ لما هو أفيد وأصلح لك، فهذا الأمر قد حسم ولا يمكن تعديله الآن، أطال الله يدك لفعل الخيرات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. علي أحمد التهامي..........استشاري نفسي إكلينيكي، وتليها هذه الإضافة من قسم الاستشارات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما ذكر لك د. التهامي بأن الطول صفة إيجابية وليست سلبية، وكثير من الناس القصار يتمنى أن يكون طويلا!! إذن الخطأ ليس خطؤك إنما خطأ من هم حولك حيث لم يحسنوا التعامل معك، وهنا ينبغي أن تتفهم هذا الأمر، وتحاول أن تقاومه بطريقة إيجابية، وأن تحيله إلى نوع من الممازحة والمفاكهة، حتى لا يتحول إلى أمر جدي فتتعب منه نفسيا كما هو وضعك حاليا.

أما موضوع مصاحبة البنات: فلست بحاجة إلى ذلك، بل أنت بحاجة إلى إكمال دراستك والبحث عن وظيفة مناسبة لتبدأ بعدها في رحلة البحث عن شريكة الحياة وأم أبنائك مستقبلا، وليس صعبا العثور عليها بالطرق الشرعية، لذلك لست بحاجة إلى علاقات قبل الزواج، وهي ليست مما يحبه الله ويرضاه، بل مما يغضبه وينهى عنه، إذن فهو ليس أمرا تتحسر عليه، وإنما تحمد الله أن صرفه عنك.

نسأل الله أن يشرح صدرك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة.

مواد ذات صلة

الاستشارات